شكل حضور روسيا والصين بالإقليم -وخاصة سوريا- مصدرَ إزعاج للوجود الأميركي بالمنطقة، إن لجهة التأثير على توازن القوى أو لجهة تقييد تحركات القوات الأميركية فيها، أو لجهة تعقيد معادلات الصراعات.
علي العبد الله
كاتب سوري
الجديد من الكاتب
تدفق المحتوى
جاءت روسيا إلى سوريا عام 2015 مدفوعة بنزوع قومي روسي لإعادة الاعتبار إلى كيانها ومكانتها الدولية، والثأر من مرحلة الضعف والاحتقار الغربي، وبإستراتيجية هجومية هدفها فرض هيبتها ودورها الإقليمي والدولي.
أثار نقل روسيا الصراع الجيوسياسي لسوريا وباقي المشرق العربي، وتمدد الصين التجاري والاستثماري، ردود فعل غربية، لاعتبارات تتعلق بالتوازن الدولي وتبعاته السياسية والاقتصادية، وانعكاسه على النظام الدولي القائم وآليات عمله.
أعطت أميركا أولوية لمواجهة التحدي الصيني باعتباره التهديد الداهم والخطير، ووضعت “إعادة التوازن بآسيا والهادئ” بصدارة سلّم أولوياتها لوقف تمدد الصين واحتوائه، قبل أن يكسر التوازن القائم في الشرق الأقصى.
يعيش المشرق العربي تحت وطأة مستويين من الصراعات؛ مستوى دولي بين الولايات المتحدة وروسيا والصين، وآخر إقليمي بين تركيا وإيران وإسرائيل، مع تداخل المستويين في ضوء التحالفات المديدة والتقاطعات العابرة.
خلافا لما يبدو في الظاهر، فهناك فجوة تتسع أحيانا بدرجات كبيرة بين أطراف الحلف الثلاثي في سوريا (روسيا إيران والنظام السوري).، وهو ما تعكسه بعض التصريحات والمواقف هنا وهناك.
ثلاثة عوامل شكلت الموقف الأميركي من الصراع في سوريا، أحدها توجس وقلق أميركي من الفكر السلفي السني ومخرجاته، في ضوء تكاثر الحركات “الجهادية” وقيام بعضها بعمليات “إرهابية” في مناطق كثيرة.
هل يستمر التوافق بشأن القرار 2254 الخاص بسوريا رغم النواقص والثغرات والتباينات المتبقية، ويفتح الطريق أمام الخطوات الإجرائية لتدخل حيز التنفيذ، أم نعود إلى المربع الأول؟ وكيف ستتصرف المعارضة؟