رغم استعادة الجيش السوداني السيطرة على جزء كبير من البلاد فإن الخراب الهائل والتحديات الأمنية والاقتصادية العميقة تضع حكومة “الأمل” أمام اختبار حاسم لاستعادة الدولة من ركام الحرب وبناء مشروع وطني جامع


رغم استعادة الجيش السوداني السيطرة على جزء كبير من البلاد فإن الخراب الهائل والتحديات الأمنية والاقتصادية العميقة تضع حكومة “الأمل” أمام اختبار حاسم لاستعادة الدولة من ركام الحرب وبناء مشروع وطني جامع

تحالف حفتر والدعم السريع يشير إلى تنسيق عسكري إقليمي مدعوم من قوى خارجية، بهدف زعزعة استقرار السودان والتوغل في مناطقه الحدودية لتحقيق أهداف استراتيجية غير معلنة.

المثير للدهشة أن الرواية اليتيمة مصدرها صحيفة غربية ليس لها مراسل على الأرض، ولم تسعَ للقيام بعمل استقصائي يسند ظهر اتهامات على ذلك النحو الخطير.

معظم الوجوه التي رقصت على أنغام حفل التأسيس في نيروبي تنتمي للدولة القديمة التي صنعها أبطال الاستقلال، ويريد الدعم السريع دفنها!

لا يبدو أن التخلص من الدعم السريع هو نهاية الحريق. ثمة معضلات أخرى خطيرة، على رأسها التوجس من المجهول، وأسئلة اليوم التالي للحرب، وبناء مؤسسات الدولة، والعلاقة مع العالم، وتحقيق المصالحة الوطنية..

واجه السودان فيتو روسيًا أنقذه من مشروع قرار بريطاني بمجلس الأمن، فيما يظل التحدي الأكبر أمام الحكومة معالجة الأزمة الإنسانية وإنهاء دور المليشيات المسلحة.

التدخلات الدولية في السودان تستغل الأزمات الإنسانية مثل المجاعة للسيطرة على موارده عبر دعم أطراف محلية واستغلال الظروف السياسية لتحقيق مصالح دولية، مما يعمق الأزمة ويهدد السيادة الوطنية.

أرقام المنظمة الدوليّة للهجرة تبدو مُفزعة، فهي تتحدّث عن أن 20% من سكّان السودان أصبحوا نازحين ولاجئين، وقد سجلت فرار أكثر من 10 ملايين شخص من منازلهم، منهم مليونان فروا خارج الحدود.

تقوم قوات الدعم السريع في الظاهر بالعديد من الفظائع، لكن الأمر أبعد من ذلك، وهو في الغالب يرتبط بتصورات قائمة على طرد السكان الأصليين من السودان والسيطرة على الموارد.

عندما يعود سكان الخرطوم إلى الديار سوف يتفاجأون ليس فقط بالدمار والنهب الذي طال بيوتهم، ولكن باختفاء معظم معالم الخرطوم القديمة والحديثة أيضاً.
