أرقام المنظمة الدوليّة للهجرة تبدو مُفزعة، فهي تتحدّث عن أن 20% من سكّان السودان أصبحوا نازحين ولاجئين، وقد سجلت فرار أكثر من 10 ملايين شخص من منازلهم، منهم مليونان فروا خارج الحدود.
عزمي عبد الرازق
الجديد من الكاتب
تدفق المحتوى
تقوم قوات الدعم السريع في الظاهر بالعديد من الفظائع، لكن الأمر أبعد من ذلك، وهو في الغالب يرتبط بتصورات قائمة على طرد السكان الأصليين من السودان والسيطرة على الموارد.
عندما يعود سكان الخرطوم إلى الديار سوف يتفاجأون ليس فقط بالدمار والنهب الذي طال بيوتهم، ولكن باختفاء معظم معالم الخرطوم القديمة والحديثة أيضاً.
لقد دأبت القيادة العسكرية للجيش السوداني، في معظم التصريحات التي تصدر عنها، على أن تكون تلك التصريحات غامضة ولا تعطي إجابة صريحة بشأن وجود اتفاقية لإنشاء تلك القاعدة الروسية.
مئات المعتقلين، يتم توقيفهم بصورة عشوائية، في الطُرقات أو من داخل بيوتهم، أو حتى عندما يعترضون على نهب ممتلكاتهم.
من سمات الحياة العامة في السودان عدم الاكتراث واللامبالاة ولذلك يدفع الشعب السوداني فاتورة هذا التهاون، وقد أجبرت الحرب ملايين السودانيين على النزوح بعيدًا، وهو أمر لا ينفصل على تفاصيل المؤامرة.
لعل من المؤسف القول؛ إن الحرب نقلت السودان نقلة خطيرة، من رصيف الدول النامية إلى غرفة الإنعاش، وأصبح اليوم كما لو أنه رجل أفريقيا المريض، دون مبالغة في الوصف، بعد أن كان مرشحًا ليكون سلّة غذاء العالم.
التطورات التي صاحبت السياسة الخارجية الأميركية تجاه السودان مؤخرًا كانت لافتة للعيان منها الاستقالة المفاجئة لغودفري وتعيين دانيال روبنشتاين بديلًا له، ثم تعيين توم بيرييلو مبعوثًا خاصًا بشأن السودان.
بالرغم من أن السودان يعاني من سوء خدمات الاتصالات، وعدم توفر الإنترنت، بصورة جيدة، خارج المدن الرئيسية، فضلًا عن تدمير البنية التحتية للاتصالات،فإن جهاز الاتصالات، حظر استخدام “ستار لينك”.
بدأت خطة التهجير بقصف محطات المياه والكهرباء والمستشفيات، ونهب مخازن الغلال، وضرب حصار على الأحياء السكنية في الخرطوم، فأصبحت الدانات والصواريخ تتساقط داخل المنازل كالحُمم البركانية.