رفضت السلطات السودانية عبور وفد أهلي إلى دولة إريتريا لحضور مؤتمر بشأن شرق السودان، تلبية لدعوة من السفارة الإريترية بالخرطوم. فما مصالح أسمرا في شرق السودان، وكيف ينظر السودان إلى هذه المساعي؟
عبد المنعم الفكي
الجديد من الكاتب
تدفق المحتوى
أودى النزاع الأخير في ولاية النيل الأزرق بالسودان بحياة العشرات وتسبب في نزوح نحو ألفي شخص، وبرزت فيه روح القبلية في منطقة لم تشهد اشتباكات قبلية إلا نادرا، وتعافت من الحرب الأهلية منذ عام 1986.
سيطرت عدة قضايا عربية على القمة الـ35 للاتحاد الأفريقي والتي اختتمت أمس بأديس أبابا، في مقدمتها منح إسرائيل صفة مراقب وإخراج المرتزقة من ليبيا، فيما كان السودان الغائب الحاضر وتوارت قضية سد النهضة.
يبدو جليا أن خطوة آبي أحمد نحو المصالحة مع الأقاليم المتصارعة في إثيوبيا ستلقي بظلالها على العلاقات مع لاعبين إقليميين ومستثمرين مهمين في أديس أبابا كتركيا ومصر والإمارات والسودان وإريتريا.
بالتزامن مع دعوة رئيس الوزراء الإثيوبي للمصالحة الوطنية أعلنت السلطات العفو عن مجموعة من كبار السجناء السياسيين، لكن عدة أسئلة تثور عن هذه الخطوة.
أعلنت جبهة تحرير تيغراي الاثنين الماضي الانسحاب من إقليمي عفر وأمهرة والعودة إلى إقليمها، لكن المفاجأة كانت قبولها التفاوض مع حكومة آبي أحمد، وهو ما رفضته بشدة منذ بدء الحرب.
يتحرّك أطراف الصراع بإثيوبيا، من القوات الحكومية أو جبهة تيغراي وحلفائها، كقطع الشطرنج، كلّ يسير بردة فعل لحركة الآخر، ولكن في طرق ومسارات مفاجئة يتجمع فيها مزيد من المتحاربين والضحايا.
رغم اقتراب قوات تيغراي من العاصمة الإثيوبية وتحكمها بطرق إستراتيجية في البلاد، فإن الجيش الإثيوبي بزعامة آبي أحمد استطاع باستخدام الطائرات المسيرة استعادة السيطرة ودفع عناصر تيغراي للعودة إلى إقليمهم.
يدفع السودان إلى جانب أزمته الداخلية العميقة ثمنا غاليا أمنيا وإنسانيا واقتصاديا جراء تفاقم الأوضاع في إثيوبيا، سواء على صعيد تهديدات سد النهضة، أو على خلفية الاقتتال الإثيوبي الدائر على حدوده.
وقّعت 9 فصائل إثيوبية معارضة لحكومة آبي أحمد على وثيقة سياسية في العاصمة الأميركية واشنطن، وصفت بأنها منعطف مهم بالمستقبل السياسي لثاني أكبر البلدان الأفريقية من حيث السكان.