أخيرا نفذ ترامب وعده الانتخابي بالانسحاب من الاتفاق النووي الذي أبرمته واشنطن وقوى دولية مع إيران 2015، وترجم عداءه الواضح لهذا الاتفاق بوصفه أبرز معالم تراث سلفه الرئيس باراك أوباما.
صابر كل عنبري
كاتب وباحث إيراني
الجديد من الكاتب
تدفق المحتوى
العلاقات بين روسيا وإيران لم تعد شأنا ثنائيا يخص الجانبين، بل جعلتها أبعادُها وآثارها الجيوستراتيجية محلَّ اهتمام كبير لدى المراقبين دولاً وخبراء. وعليه؛ فإن ثمة تساؤلات عن طبيعتها ومآلاتها المستقبلية.
لم تكن الأحداث التي انطلقت في مدينة مشهد الإيرانية يوم الخميس الماضي يتيمة، بل سبقها امتعاض شعبي تواصل خلال الأشهر الماضية، لكن الروايات بشأن طبيعتها تختلف طبقا لمصدرها موالاة ومعارضة.
يجري العمل حاليا للانتقال بمسلسل التطبيع الذي بدأ رسميا عام 1978 بعد التوقيع على معاهدة كامب ديفيد، إلى حلقات أكثر خطورة، تلعب فيها دول وقوى وازنة مثل السعودية دورا محوريا.
إيران وحدها بحجم قارة لكونها المجتمع الأكثر فسيفسائيةً بالشرق الأوسط، إذ يحتضن قوميات وثقافات متنوعة، ومنها القومية الكردية التي تتوزع على محافظات كردستان وكرمانشاه وإيلام وأذربيجان الغربية وخراسان، ومناطق أخرى.
بعد طول انتظار ووسط تكهنات متضاربة؛ أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب قراره بشأن الاتفاق النووي الإيراني يوم الجمعة الماضي، ضمن إستراتيجية جديدة لمواجهة إيران كشف عنها بلغة أكثر حدة وهجومية.
منذ إعلان تنظيم الدولة الإسلامية إقامة “دولة الخلافة” من الموصل في يونيو/حزيران 2014، يتساءل البعض عن سر بقاء الداخل الإيراني محصنا أمام هجمات التنظيم، بينما تجاوزت هجماته المنطقة إلى العالم.
إيران هي الغائب الحاضر في الأزمة الخليجية؛ فرغم أنها أزمة لم تدر رحاها على أرض إيرانية، فإن طهران -وهي الكعكة الساخنة إقليمياً ودولياً- تكاد لا تفارق يوميات ولحظات الأزمة العاصفة.
أصبح السُّنة الإيرانيون اليوم رقما صعبا في الانتخابات الرئاسية الإيرانية لثقلهم السكاني وتوجه أصواتهم نحو تشكيل كتلة تصويتية منظمة. ولذلك يُتوقع أن تكون لأصواتهم أهمية كبيرة في حسم السباق الرئاسي.
يستعد الرئيس الإيراني لخوض منافسة شرسة لولايته الثانية في انتخابات الرئاسة الإيرانية القادمة. بينما يرى منافسوه أنه لم يحقق الكثير من الإنجازات والوعود التي تعهد بها خلال حملته الانتخابية الأولى.