مقال تحليلي يوثق دخول السودان عامه الثالث في حرب أهلية مدمرة، مسلطًا الضوء على التحولات الميدانية والكارثة الإنسانية والاقتصادية، مع ازدياد تعقيد الأوضاع السياسية والإقليمية.

كاتب وصحفي سوداني
مقال تحليلي يوثق دخول السودان عامه الثالث في حرب أهلية مدمرة، مسلطًا الضوء على التحولات الميدانية والكارثة الإنسانية والاقتصادية، مع ازدياد تعقيد الأوضاع السياسية والإقليمية.
هزيمة الدعم السريع وطرده خارج مقر الرئاسة السودانية، ومن داخل ولاية الخرطوم، لا يختلف اثنان في أنها تعني انتصاراً ساحقاً للجيش، ونهاية لمغامرة مليشيا الدعم السريع.
مستقبل القبائل العربية التي ساندت الدعم السريع على المحك، إذا انتهت الحرب دون رؤية للمصالحة لدى الدولة والمجتمع، فالفرص التي كانت متاحة للاندماج الاجتماعي وتذويب القبليات والعرقيات تلاشت نوعاً ما.
رصدت الأجهزة الأميركية تعاملات مع دوائر مالية أوروبية تتبع لبعض عائلات متحكمة في النظام المصرفي الدولي وتجارة الألماس والذهب واليورانيوم خاصة في زيارة خاصة قام بها محمد حمدان دقلو إلى إيطاليا في 2021.
المقال يناقش تأثير الخروج الروسي من سوريا على السودان، مركّزًا على تعزيز وجود الفيلق الأفريقي الروسي في ليبيا، ودعمه مليشيا الدعم السريع، وتأثيره على الأمن الإقليمي.
لا تخطئ عين، أن هدف الدعوة إلى تفاوض جنيف، هو التخلص من الالتزامات السابقة في منبر جدة، وتجاوز الضغط على قوات الدعم السريع وإلزامها بما تم الاتفاق عليه في جدة في يوليو/تموز 2023م.
إذْ لم تضع الحرب أوزارها كما توقع الكثيرون في الأيام الأولى لاندلاع أعنف الحروب الأفريقية وأقساها، يبدو السودان أكثر بؤسًا بعد عام من الحرب، لم يتبقَّ منه سوى أطلال وطن.
اللواء خليفة حفتر ومجموعته انخرطوا منذ البداية في دعم التمرد في السودان، بل وكان على علم بساعة الصفر التي حددتها الدعم السريع لانقلابها على السلطة.
وصلت ديون حميدتي على حكومة جوبا في توريد تعيّنات واحتياجات الجيش الشعبي أكثر من مليار دولار وقبيل الحرب حدث خلاف حول هذه الديون، وبدأت جوبا تتململ من طريقة المطالبة بالديون.
لا يختلف اثنانِ، على أن الحرب الدائرة في السودان الآن، بدأت من يومها الأول حربًا إقليميَّة لا عاصمَ من اتساع رقعتها، مع تورّط دول ومنظمات وهيئات في الإقليم في لهيبِها المستعر.