الحب لا يُفقد العقل، بل يُحفزه ويساعده على رؤية العالم بوعي أعمق ونقاء أكبر، ليصبح العقل والعاطفة جناحين لروح الإنسان.


كاتب صحفي وصانع أفلام وثائقية - twitter.com/Assaadtaha
الحب لا يُفقد العقل، بل يُحفزه ويساعده على رؤية العالم بوعي أعمق ونقاء أكبر، ليصبح العقل والعاطفة جناحين لروح الإنسان.

الحكاية لم تمت لكنها تبدّلت: تملكها خوارزميات وجمهور ورعاة، تفكّكت لوحدات سريعة أضعفت الصوت الفردي وخلطت السرد بالتوثيق، والذكاء الاصطناعي يُحاكي النهايات دون شعور الإنسان،.

علي عزت بيغوفيتش مفكّر وقائد خرج من السجن إلى رئاسة بلاده محافظًا على إنسانيته وثباته على المبادئ، مجسِّدًا قدرة الفلسفة على الصمود في زمن الحرب وشبيهاً بهافل ومانديلا وإقبال.

تتفجر طاقات الكتابة والإبداع لدى الأسرى رغم القمع والجوع، فيبدعون أعمالاً خالدة كما فعل باسم خندقجي الذي حرّر خياله وكتب رواية تاريخية من قلب السجن متحدياً قيود الزنزانة وحرمان الأدوات.

من العبث أن نطلب من الغزي، الذي يتنقل كل يوم بين خيمة وأخرى، أن يجلس ويكتب لنا رواية، لكنه قد يعد لها، يلملم أطرافها، يرسم خيوطها العريضة، لتأخذ مكانها لاحقا ضمن “أدب محرقة غزة”.

يقع شريك الحياة في أزمةٍ ما، فيتحتَّم على شريكته أن تقف معه، أن تصبر على ما أطاح بحياتهما الهادئة، لا تفكِّر ولا تتردَّد، أمر بدهي، وهكذا فعلتْ نسوة كثر، في مصر، وفي فلسطين، وفي سوريا.

عندما أخبروني أنك كفرت بالثورة، وقررت الانسحاب من الشأن العام، والابتعاد عن كل ما له علاقة بالسياسة اندهشت؛ فأنا أتذكر أنك حين بدأت كان الناس قلة، ورغم ذلك بدأت، فلماذا تتوقف الآن بدعوى الناس!

لا يلجأ الطبيب إلى بتر العضو المريض إلا بعد استنفاد كل وسائل العلاج، أُدرك أن الطلاق أمر طبيعي، وهو ليس دليلا على سوء أخلاق أحدنا، لكن أُدرك أيضًا أنه آخر الحلول وليس أولها، وأنه أبغض الحلال.

لم تمحُ سنوات ما بعد الاجتياح كل ما عشناه فيها، بقي عالقا فينا بشكل أو بآخر، نجده يخرجُ كلما أُعيدت بعض المشاهد والذكريات، حيث اعتقل أبي حينها ومكث في سجون الاحتلال 3 سنوات ونصف، دون تهمة.

كانت أيام الاجتياح الذي بدأ في 29 مارس/آذار 2002 من أصعب الأيام التي عشناها، لقد أصبحنا نكره الليل؛ خوفًا من خفافيشه، ونخاف النهار خشية قناصيه.
