مرت ثلاث وخمسون سنة من حكم الرئيس وابنه. تحولت سوريا إلى سجن طائفي، وصار الحديث عن التوازن الإستراتيجي لازمة فارغة، وأصبح صاحبه إله هوى تنتصب تماثيله في كل الزوايا.

رئيس تحرير قناة الجزيرة سابقا
مرت ثلاث وخمسون سنة من حكم الرئيس وابنه. تحولت سوريا إلى سجن طائفي، وصار الحديث عن التوازن الإستراتيجي لازمة فارغة، وأصبح صاحبه إله هوى تنتصب تماثيله في كل الزوايا.
العالم ينتظر مآل التهديد الإيراني المعلن بضرب إسرائيل، ردًا على قيامها باغتيال إسماعيل هنية، وهو في طهران بدعوة رسمية. هل ستفي إيران بالتهديد فعلًا أم ستكتفي به قولًا.
يرفض إيلان بابيه الصهيونية، ويدعو في كتاباته وعلى كل المنابر إلى قيام دولة واحدة في فلسطين على أنقاض الكيان الصهيوني، تضم الجميع على اختلاف أعراقهم وأديانهم وأصولهم.
خسر الأميركيون في فيتنام أكثر من 58 ألف جندي، وقتلوا ما يقارب ثلاثة ملايين فيتنامي وجرحوا ثلاثة ملايين آخرين، وشردوا 12 مليونًا لكن الأمة الفيتنامية رفضت الاستسلام وانتصرت.
لعلّ مشكلتنا، نحن العرب اليوم، هي غياب ظلنا في ظل غيرنا، منذ أن بدأت حركة الاستعمار الكولونيالي الغربي مع احتلال الجزائر عام 1830، وما تبع ذلك من حملات استعمارية إلى أن زرع الغرب الكيانَ الصهيوني.
أقفل أهل المعابر حول غزة بواباتهم حين صدرت الأوامر، و”هبوا لنجدتها” من الجو هم وأعداؤها الذين يقصفونها فتساقطت الصناديق على رؤوس أطفال يسابقون الجوع فقتلتهم.
ظلت علاقة النظام العربي الذي أفرزته ما تسمى بمرحلة استقلال الدول المستعمَرة مع الكيان الكولونيالي مستترة تحت طبول تحرير فارغة بينما يقوم زاعمو الاستقلال بتهيئة الجماهير لقبول احتلال جزء جديد من فلسطين
انتعشت الأحلام حين اندلعت الانتفاضة الأولى عام 1987، لكنها ما لبثت أن تراجعت حين دخلت القيادات الرموز على الميدان، وأفسدت بالمال كل شيء. ومع ظلام أوسلو لم يعد الواحد منا يتبين الطريق.
لو أن نظامنا العربي يعود للوراء سنوات قليلة فحسب، ليراجع تاريخه الحاضر لوجد أن ما يجري في البحر الأحمر من تبعات الحرب الإسرائيلية الغربية على غزة، ينذر بما هو أكبر وأعظم من ضرب اليمن.
لا قضت إسرائيل على حماس ولا هي استنقذت محتجزيها في غزة، ولا هي نجحت في رأب الصدع الاجتماعي المتعمق يومًا بعد يوم داخل كيانها الكولونيالي، ولا هي تستطيع اليوم أن تزيل آثار الهزيمة النفسية التي لحقت بهم