يعيش المجتمع الإسرائيلي حالة “انتهاك عاطفي” ستنتج توحشا وقيادات متطرفة لمستويات غير مسبوقة، مما قد يؤدي إلى بداية نهاية إسرائيل بشكلها الحالي كدولة وكمجتمع بعد الحرب.
د. أحمد أبو الهيجاء
باحث في علم الاجتماع السياسي والحركات الاجتماعية
الجديد من الكاتب
تدفق المحتوى
في إسرائيل والولايات المتحدة الأميركية – وهما صاحبتا مدارس عريقة في الاغتيال السياسي – يعون تمامًا مستوى التحولات التي قد تحدثها اغتيالات معينة في لحظة زمنية فارقة.
بقدر ما يثير نمط الاشتباك في شمال الضفة الغربية الإعجاب والتقدير نظرًا لما يقدمه الشباب الفلسطيني من تضحيات وجرأة واشتباك من مسافة صفر بإمكانات بسيطة إلا أنه كان وما زال مثار جدل كبير.
لا تعتبر إسرائيل الفلسطينيين موجودين أصلًا في خارطة الضفة الغربية، فهي تقسم الضفة الغربية إلى سبع محافظات تمثل كامل مساحة الضفة الغربية يطلق عليها ” المجالس الاستيطانية الإقليمية”.
تنبهت الولايات المتحدة لأهمية إسرائيل الإستراتيجية بعد نكسة ،1967 حين اكتسحت الأخيرة العرب في ستة أيام، عند ذلك شعرت أن إسرائيل تصلح لتكون اليد الضاربة التي تفرض الهيمنة الأميركية على المنطقة.
عمل نتنياهو والتيار الذي يمثله على إعادة هندسة المجتمع الإسرائيلي خلال العقدين الماضيين، واختراق مؤسسات الدولة العميقة والسيطرة عليها، وبرع نتنياهو في إضعاف مؤسسة الجيش في إسرائيل، وتغيير ولاءاتها.
أظهرت المقاومةُ الفلسطينية عشية السابع من مايو 2024 حِرفية سياسية فاجأت العالم، حين أعلنت حماس موافقتها على صفقة قدّمتها مصر، وقطر، والولايات المتحدة الأميركية، من حيث التوقيت وشكل الرد ووسيلة إعلانه.
رغم تواضع الأداء المقاوم فيها حتى الآن، تبقى الضفة الغربية ساحة فارقة في تحديد مآلات الحرب على غزة بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول، فالتوازن في الصراع، يبقى مرهونًا بمستوى انخراطها فيه.
فهِمَ المجتمع الصهيوني تمامًا أنَ معركة “طوفان الأقصى” هي نقطة اللاعودة في هذه العلاقة، مدركًا دلالاتها، فهو أولًا وأخيرًا ابن شرعي للمدرسة الاستعمارية الأوروبية يعي لحظات سطوتها وزمان أفولها.
لقد غيَر7 أكتوبر المجتمع الإسرائيلي أشياء فالمتابعين للشأن الإسرائيلي يعرفون تمامًا أنه بات مجتمعًا مختلفًا سرت فيه كل الأمراض الاجتماعية التي كانت وصمة للمجتمعات المحيطة به