قبل مباراة الحسم.. كيف قدمت السينما المصرية حلم الصعود لكأس العالم؟

تناولت السينما المصرية عشق الملايين لكرة القدم في عشرات الأفلام

الفنان المصري يوسف الشريف (يسار) في مشهد من فيلم "العالمي" (مواقع التواصل الاجتماعي)

القاهرة- خلال الدقائق العشر الأخيرة من الفيلم المصري "العالمي"، يتحول لما يشبه مباراة كرة قدم حقيقية، بما فيها من تشويق وإثارة، وتنتقل فيها الكاميرا بين الجماهير في مدرجات ستاد القاهرة ولاعبي الكرة في الملعب -بعضهم لاعبون حقيقيون من المنتخب- والمدرب حسن شحاتة نفسه، مع صوت المعلق محمود بكر كأننا نتابع المباراة على شاشة التلفزيون، لنعيش دقائق المباراة دقيقة بدقيقة، في مشاهد درامية تحبس الأنفاس، ربما هي أفضل مباراة كرة قدم قدمتها السينما المصرية.

 يحرز المنتخب المصري هدفا، وينتهي الشوط الأول، ينادي أحد الصحفيين على نجم المنتخب المحترف في أوروبا مالك (الفنان يوسف الشريف)، ويبارك له على الصعود لكأس العالم، فيرد مالك: المباراة لم تنته بعد.

في الشوط الثاني يحرز لاعب الجزائر هدفا، وتعني هذه النتيجة أن مصر لن تصعد لكأس العالم، وفي الدقيقة 80 ينزل مالك (الجالس على الدكة) إلى ملعب المباراة، مستعيدا كلماته طفلا "أنا هدخل مصر كأس العالم تاني"، ليتحقق حلمه بعد دقائق ويحرز مالك هدف الفوز والتأهل لنهائيات كأس العالم.

لابد أن هذه اللحظات لا تفارق أذهان عاشقي كرة القدم من الملايين المصريين، بينما ينتظر الملايين من المصريين مباراة المنتخب الوطني لكرة القدم ضد منتخب السنغال الثلاثاء، والتي تحسم مصير صعود مصر لمونديال قطر 2022 للمرة الرابعة في تاريخها والثانية على التوالي، بعد أن حقق منتخب مصر فوزا ثمينا في القاهرة الجمعة الماضية.

قبل مباراة الحسم

وثقت السينما أحلام المصريين في التأهل لكأس العالم في فيلم "العالمي" من بطولة يوسف الشريف ودلال عبد العزيز وصلاح عبد الله وإخراج أحمد مدحت، عرض الفيلم في صيف 2009، قبل مباراة حاسمة للمنتخب المصري مع نظيره الجزائري للتأهل لمونديال 2010، مقدما سيناريو تخيليا عن حسم التأهل في ستاد القاهرة بهدف للمنتخب المصري أمام الجزائري يقود مصر للمونديال، وهو ما حدث لكن جرت مباراة أخرى في السودان بسبب تعادل نقاط الفريقين، فازت بها الجزائر وصعدت وأخفقت مصر في تحقيق حلم الملايين.

تحقق الحلم

لم يتحقق حلم التأهل وقتها، لكن تشاء الأقدار أن يتكرر سيناريو الفيلم حرفيا. طفل مصري يحلم في أن يقود منتخب بلاده للعودة لكأس العالم بعد طول غياب، يبدأ مسيرته في كرة القدم محليا، قبل أن ينطلق ليحترف في أكبر الأندية الأوروبية، ويقود منتخب مصر في مباراة حاسمة لكأس العالم محرزا هدف الفوز الثمين الذي يحمل علم بلاده إلى نهائيات كأس العالم.

في الفيلم كان هذا البطل هو مالك (يوسف الشريف)، بينما في الحقيقة هو محمد صلاح نجم فريق ليفربول الإنجليزي، في الفيلم كانت المباراة الحاسمة ضد منتخب الجزائر في ستاد القاهرة، وفي الحقيقة جاءت فرصة التأهل في ستاد برج العرب في الإسكندرية في أكتوبر/تشرين الأول 2017، وفي الخيال والواقع يحرز النجم المحترف هدف التأهل في اللحظات الأخيرة من المباراة.

"سنوات الكور الضائعة"

في 2013 قدم المخرج المصري إياد صالح فيلمه الوثائقي "سنوات الكور الضائعة.. لماذا لا تصل مصر إلى كأس العالم؟"، الذي عرضه مهرجان الجزيرة للأفلام التسجيلية، واستعرض حلم المصريين في الصعود لكأس العالم بعد آخر مشاركة مصرية في مونديال 1990.

وثق الفيلم كيف أخفق "منتخب الفراعنة" 5 مرات خلال 20 عاما في تحقيق الحلم، حتى صار ضربا من المستحيلات، وقدم الفيلم السخرية من اختيار مدينة ليون الفرنسية لإعادة مباراة مصيرية بين مصر وزيمبابوي لحسم بطاقة التأهل لمونديال 1994، أو هتاف جماعي حماسي لآلاف الجماهير في الدقائق الأخيرة من مباراة مصر والجزائر 2019 في ستاد القاهرة، لتنتهي المباراة بهدف لمصر في الدقيقة الأخيرة.

لكن منتخب مصر يخفق في المباراة الحاسمة في السودان، وينتهي الفيلم بانتظار نتيجة مصر أمام غانا الحاسمة للتأهل لمونديال 2014، وهي التي انتهت بنهاية مأساوية (فازت غانا على مصر 6-1).

الجوهري.. مصر

كما قدمت قناة الجزيرة الوثائقية فيلم "الجوهري.. مصر" في 2015، عن مسيرة مدرب المنتخب المصري محمود الجوهري أول من فاز بكأس الأمم الأفريقية لاعبا ومدربا، وأول من قاد المنتخب المصري للتأهل إلى كأس العالم في ظل تصفيات مؤهلة، ووثق الفيلم قصة التأهل لمونديال 1990 ومباريات منتخب مصر خلال المونديال، وكيف تعادلت مصر مع منتخب هولندا في مباراة مثيرة، وتميز الفيلم بأرشيف ثري من المباريات واللقاءات الصحفية والتلفزيونية.

عشق المصريين لكرة القدم

وبعيدا عن كأس العالم، فقد قدمت السينما المصرية عشق الملايين لكرة القدم، ففي فيلم "غريب في بيتي" يقدم الفنان نور الشريف دور لاعب الزمالك "شحاتة أبو كف"، الذي يأتي من الصعيد للقاهرة لتحقيق حلمه في احتراف كرة القدم.

كما قدمت السينما أفلاما كوميدية عن الكرة، مثل "4-2-4″ و"رجل فقد عقله" و"الزمهلاوية" و"الدرجة الثالثة"، وعكست هذه الأفلام شغف المصريين بكرة القدم والتنافس الشديد بين قطبي الكرة المصرية الأهلي الزمالك.

 

 في سيناريو تخيلي قدمته السينما عام 2009 تحقق حلم المونديال وتأهلت مصر، وعلى أرض الواقع تحقق حلم أجيال وأجيال وتأهلت مصر عام 2017، فهل يفعلها الفراعنة من جديد في مباراة الحسم في العاصمة السنغالية داكار في 2022؟

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية