صفقة قيمتها مليار دولار.. لماذا استحوذت نتفليكس على عالم "تشارلي ومصنع الشوكولاتة"؟

كيف ستتم معالجة وتقديم القصص الخيالية التي سحرت أطفال الخمسينيات والستينيات، لتسحر أجيال العقد الثالث من الألفية؟

أعلنت نتفليكس الاستحواذ على أول استوديوهاتها لألعاب الفيديو.
دفعت نتفليكس قرابة مليار دولار للحصول على حقوق مسلسلات الرسوم المتحركة والأفلام (مواقع التواصل)

في ما يعد أكبر صفقة في تاريخها حتى الآن، استحوذت شركة "نتفليكس" (Netflix) على كافة حقوق الملكية الفكرية لشركة "قصة رولد دال"، والتي تتضمن حقوق استخدام الشخصيات والعوالم الخيالية التي ابتكرها الكاتب البريطاني الراحل رولد دال.

وتمثل الصفقة -التي عملت نتفليكس على إنجازها على مدى الأعوام الثلاثة الماضية- واحدة من أكبر صفقات الشركة العالمية، لامتلاك الحقوق الفكرية لعالم متكامل حافل بالأحداث والشخصيات على غرار عوالم "مارفل" و"دي سي".

كما ستساعد نتفليكس في بناء ترسانتها من المحتوى في حروب البث عبر الإنترنت ضد المنافسين، بما فيهم "ديزني+" (‎Disney+) و"أمازون برايم فيديو" (Amazon Prime Video) و"إتش بي أو ماكس" (HBO Max).

إذ تنوي المنصة العالمية إنشاء عالم ممتد ومتكامل يعتمد على قصص وروايات الكاتب الراحل، مثل "تشارلي ومصنع الشوكولاتة" (Charlie and the Chocolate Factory)، إذ تمنح الصفقة الضخمة -التي أُعلن عن تفاصيلها يوم الأربعاء الماضي- نتفليكس كافة الحقوق في مجمل أعمال المؤلف البالغة 16 عنوانًا بما تضمه من شخصيات، بالإضافة إلى فرص محتملة في العديد من الأعمال البعيدة عن نطاق أعمال نتفليكس الأساسية من المسلسلات والأفلام، إذ يفتح لها المجال للتحكم في تراخيص الألعاب والعروض الحية المسرحية والواقع الافتراضي والإعلانات التي تستخدم شخصيات "دال".

قد تعطي القصص الجديدة التي امتلكتها "نتفليكس" قدرة على مواجهة السلاسل التي تملكها "ديزني" (مواقع التواصل)

وعلى مدى السنوات الثلاث الماضية، دفعت نتفليكس قرابة مليار دولار للحصول على حقوق مسلسلات الرسوم المتحركة والأفلام، استنادا إلى 16 قصة من قصص كاتب الخيال البريطاني، بما في ذلك "تشارلي والمصعد الزجاجي الضخم" (Charlie and the Great Glass Elevator) و"العملاق الودود الكبير" (The BFG) و"آل تويت" (The Twits) و"ماتيلدا" (Matilda).

بينما أشارت نتفليكس في إعلانها يوم الأربعاء إلى أنها تعمل على مسلسل جديد يعد باكورة أعمالها في عوالم "رولد دال"، يعتمد على عالم "تشارلي ومصنع الشوكولاتة" مع المخرج تايكا وايتيتي، كما تقوم بالشراكة مع شركتي "سوني" (Sony) و"ووركينغ تايتل" (Working Title) على تكييف العرض المسرحي الموسيقي "ماتيلدا".

وقال تيد ساراندوس الرئيس التنفيذي المشارك وكبير مسؤولي المحتوى في "نتفليكس"، ولوك كيلي حفيد المؤلف والعضو المنتدب لشركة "رولد دال ستوري": "بينما نقدم هذه الحكايات الخالدة إلى مزيد من الجماهير بأشكال جديدة، فإننا ملتزمون بالحفاظ على روحها الفريدة، وموضوعاتها العالمية المتمثلة في المفاجآت، مع إضافة بعض من السحر البصري الجديد في هذا المزيج".

وأضاف كيلي "تشترك نتفليكس وقصة رولد دال في حب عميق لسرد القصص. معًا، لدينا فرصة غير عادية لكتابة فصول جديدة متعددة من هذه القصص المحبوبة، مما يسعد الأطفال والبالغين في جميع أنحاء العالم لأجيال قادمة".

وقال ساراندوس وكيلي نريد أن نتقدم بجزيل الشكر إلى جميع الذين ساهموا في إنجاح هذه الصفقة العظيمة حتى الآن. وبالنظر إلى المستقبل، نحن متحمسون لمواصلة علاقات العمل الوثيقة التي أنشأتها "آر دي سي إس" (RDSC) مع أصحاب الحقوق الحاليين وشركاء النشر والمسرح والترفيه، لحماية وتنمية الإرث العظيم لهذه القصص المحبوبة.

وبموجب الصفقة، سيحتفظ جميع موظفي شركة "قصة رولد دال" البالغ عددهم 26 بأدوارهم ومهامهم في الشركة، بينما ستعمل "قصة رولد دال" كوحدة مستقلة داخل نتفليكس، لتتوسع في تنفيذ الخطط المعمول بها حاليًا إلى 19 برنامجًا تلفزيونيًا وفيلمًا وعروضًا مسرحية وتجارب حية.

كما سيتم توجيه جزء كبير من عائدات البيع لإنشاء صندوق ائتماني خيري، مهمته التركيز على دعم الشركاء الخيريين الحاليين والجدد في مجالات صحة الأطفال ومكافحة الكراهية والعنصرية.

وُلد رولد دال في ويلز لأبوين نرويجيين عام 1916، وشارك في الحرب العالمية الثانية ضمن صفوف الجيش البريطاني، ثم اتجه لكتابة أدب الخيال بعد عودته من الحرب، واتسمت كتاباته بالخفة والتناغم مع رسومات رفيقه كوينتين بليك، وترجمت أعماله إلى 63 لغة وبيع منها أكثر من 300 مليون نسخة في جميع أنحاء العالم، وارتبط ملايين الأطفال حول العالم بشخصياته مثل ماتيلدا والعملاق الودود ومستر فوكس وويلي وونكا وتشارلي.

ربما تعطي هذه الشخصيات والقصص الجديدة التي امتلكتها "نتفليكس" قدرة على مواجهة السلاسل التي تملكها "ديزني"، والعناوين التي تملكها المنصات المنافسة في سوق المشاهدة عبر الإنترنت، لكن كيف ستتم معالجة وتقديم هذه القصص التي سحرت أطفال الخمسينيات والستينيات لتسحر أجيال العقد الثالث من الألفية؟ هذا ما سنعرفه قريبًا على كل حال.

المصدر : مواقع إلكترونية