نور الشريف.. غوغل يحتفل بالفنان الذي احتل قمة هرم السينما والدراما العربية

وصل نور الشريف إلى نهاية السباق برصيد يربو على 180 فيلما سينمائيا، وأكثر من 34 مسلسلا تلفزيونيا، و18 مسرحية.

خلال 50 عاما احتل نور الشريف قمة هرم الإعجاب والتفاعل والانشغال بهموم الناس (مواقع التواصل الاجتماعي)

يحتفل غوغل، اليوم 28 أبريل/نيسان الجاري من خلال رسومات الشعار المبتكرة "دودل" (Google Doodle)، بذكرى ميلاد الفنان المصزي نور الشريف، وذلك بعرض مجموعة من الصور لأشهر الشخصيات التي قدمها من خلال السينما والدراما التلفزيونية، وهي شخصية كمال في فيلم "العار، والحاج عبد الغفور البرعي في مسلسل "لن أعيش في جلباب أبي"، وشخصية كمال عبد الجواد في ثلاثية الأديب نجيب محفوظ "بين القصرين".

قبل رحيله وفي أواخر عام 2014 بالتحديد شخّص الفنان نور الشريف (1946-2015) آفة السينما المصرية الجديدة في لقائه مع إذاعة "بي بي سي" (BBC) قائلا "لقد أصبحنا ننتج أفلاما أميركية ناطقة باللهجة المصرية".

غوغل يحتفل بذكرى ميلاد الفنان نور الشريف ال75 (غوغل)

كما أبدى احتجاجه على تشويه صورة العرب والمسلمين في السينما العالمية، مطالبا بتكوين "لوبي" من جيل السينمائيين الحالي "للدفاع عن الحضارة العربية والإسلامية لدى كل مواطن عادي في العالم"، وكأنه يلخص مشواره الفني الخالد الذي قطعه في أكثر من 50 عاما احتل فيها قمة هرم الإعجاب والتفاعل والتأثير من فئات جيله ومن الأجيال التالية، في أنه مستمد من تاريخ أمة وقضاياها المصيرية، ومن واقع الناس وقيمهم وهموهم اليومية.

بطل في "ماراثون" فني

لقد كان مشوار نجمنا مثل "ماراثون" يخوضه طوال الوقت من السينما إلى التلفزيون إلى المسرح، فبعد بدايته المبكرة في طريق النجومية بفيلم "قصر الشوق" 1966 في دور "كمال" الذي يعكس الأزمة الفكرية والنفسية لشاب في وطن محتل يبدأ السباق على دوي صفارات الإنذار وغارات الطيران الإسرائيلي في 5 يونيو/حزيران 1967، وينهي نور شوط الستينيات بـ4 أفلام و4 مسلسلات، ليقفز في 1971 إلى 11 فيلما كان ذروتها فيلم "زوجتي والكلب" الذي تناول قضايا اجتماعية تتعلق بالأمانة والضمير والغواية.

ويعود للمسرح بـ"شمشون ودليلة"، في محاولة لإعادة قراءة التاريخ، ثم مسرحية "العيال الطيبين" التي تناقش قضايا اجتماعية مهمة، وبعد الأصداء الشعبية التي أحدثها مسلسل "القاهرة والناس" يقدم "عادات وتقاليد".

وفي 1973 بلغ مجموع ما قدمه من أفلام 12 فيلما، منها "كلمة شرف" مع فريد شوقي، والذي كان سببا في تغيير قوانين تمس حياة الناس، ليفتتح عام 1974 بالفيلم الحربي "أبناء الصمت"، ويحقق نجاحا جماهيريا ونقديا.

ويبدأ عام 1975 بالفيلم الاجتماعي بامتياز "الحفيد"، ثم يؤكد نجوميته بفيلم "شقة في وسط البلد" الذي تناول أزمة الإسكان لدى الشباب المقبلين على الزواج بعد ظهور أثرياء الحرب وسيطرتهم على كل شيء، و"الكرنك" الذي فضح جرائم التعذيب في الحقبة الناصرية.

وفي عام 1976 قدم نور الشريف مسرحية "بكالوريوس في حكم الشعوب" التي تنتقد الحكم العسكري، ثم فيلم "مع سبق الإصرار" الذي حصل عنه على 4 جوائز، ثم فيلم "الشيطان يعظ"، ثم "أهل القمة"، قبل أن يعود إلى الدراما التلفزيونية بمسلسل "ولسه بحلم بيوم" الذي حظي بجماهيرية كبيرة.

وفي عام 1982 قدم "سواق الأتوبيس" موغلا في هموم الناس وقضايا المجتمع مع بداية الانفتاح والتطبيع، ثم فيلم "العار" وشخصية "أبو كمال" التي فضحت خللا عميقا في البنية الاجتماعية والأخلاقية كما فعل في عام 1984 في دور "الأستاذ فرجاني" في "آخر الرجال المحترمين".

وقدم للتلفزيون مسلسل "ابن خلدون" الذي رفضت الرقابة عرضه لأنه ينتقد نظام الحكم، فعاد نور إلى المسرح القومي بمسرحية "لعبة السلطان".

وفي عام 1987 قدم "جري الوحوش" كأيقونة اجتماعية لا تنسى، ثم فيلم "الحقونا" الذي فضح الاتجار بالأعضاء البشرية.

وفي عام 1989 قدم "كتيبة الإعدام" عمن سرقوا نصر أكتوبر، ثم اتجهوا ليسرقوا أحلام البسطاء من الشعب، ثم "أيام الغضب" الذي حقق نجاحا جعل الجمهور يردد أغانيه، وعاد إلى المسرح فقدم "المليم بأربعة" ليفضح حيل شركات توظيف الأموال للنصب على المواطنين.

وفي عام 1992 قدم "دماء على الإسفلت" الذي فتح جرحا في معاناة الآباء وعلاقتهم بالأبناء، ثم "عيون الصقر" عن حراسة حدود الوطن كما يجب أن تكون وسط صراع مع الفساد.

وفي العام نفسه رُفع فيلمه المثير للجدل "ناجي العلي" من صالات العرض بعد أقل من أسبوعين من عرضه، وذلك بعد حملة صحفية ضارية رافضة للفيلم عزلت نور 6 أشهر في بيته، بدعوى معاداة العلي لمصر وشتمه لقيادتها، حتى وافق على بطولة مسلسل "الثعلب" لرد الاعتبار للدولة.

عاد الشريف إلى التلفزيون وقدم مسلسله الرمضاني "عمر بن عبد العزيز" الذي يعد أحب أعماله إليه، وحقق نجاحا جماهيريا ونقديا.

وفي عام 1996 عاد إلى الدراما التلفزيونية الرمضانية بمسلسل "لن أعيش في جلباب أبي" ،ليقدم صورة واقعية خالدة للمجتمع المصري وعاداته وتقاليده الراسخة.

وفي عام 1997 قدم مسلسل "هارون الرشيد" لدحض افتراءات المستشرقين، ودخل الألفية الجديدة بفيلم "الكلام في الممنوع" متناولا قضية الوحدة الوطنية بجرأة شديدة ودون وعظ.

وفي عام 2001 قدم فيلم "العاشقان" الذي بدا في ظاهره رومانسيا، إلا أن باطنه جاء لينتقد فكرة "الخصخصة" التي تعلي من شأن الأنانية الفردية، ثم قدم مسلسله الاجتماعي الرمضاني "عائلة الحاج متولي" الذي جدد الجدل بشأن قضية تعدد الزوجات، وأعقبه في رمضان التالي بمسلسل "العطار والسبع بنات"، ثم مسرحية "يا غولة عينك حمرا" فاضحا تغول الولايات المتحدة الأميركية والصهاينة على العرب، ثم عاد إلى السينما بفيلم "دم الغزال" متناولا قضايا اجتماعية مستجدة

وفي 2006 قدم مسلسل "حضرة المتهم أبي" ليشدد على اهتمامه بالعلاقة بين الآباء والأبناء، وفي 2009 قدم مسلسل "ما تخافوش" الذي يفضح الانتهاكات الإسرائيلية للأراضي الفلسطينية.

وفي عام 2011 أكمل نور ثلاثيته الرمضانية "الدالي" التي بدأها في 2007، وحققت نجاحا كبيرا في فضح الفساد بكافة أشكاله، ثم قدم في 2012 مسلسل "عرفة البحر" مجسدا شخصية صاحب مراكب صيد يخوض صراعا ضد أشخاص يحاولون استغلال البسطاء والتلاعب بقوتهم.

وفي عام 2015 ختم نور مشواره السينمائي بفيلم "بتوقيت القاهرة" الذي يقوم فيه بدور "يحيى" المصاب بـ"ألزهايمر" ويريد أن يهرب من واقعه إلى ماض جميل يفتقده.

ووصل نور الشريف إلى نهاية السباق برصيد يربو على 180 فيلما سينمائيا، وأكثر من 34 مسلسلا تلفزيونيا، و18 مسرحية، بالإضافة إلى أعماله الإذاعية والإعلامية والأكاديمية، وأُعلن خبر وفاته في 11 أغسطس/آب 2015 بعد صراع مع المرض.

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية