ديزني تتربع على عرش شباك التذاكر بتحفتها "رايا والتنين الأخير"

ساعدت قصة العمل التي تدور في جنوب شرق آسيا على عكس تنوع الثقافات والهويات

بلغت إيرادات فيلم "رايا والتنين الأخير" حتى الآن 85.5 مليون دولار (مواقع التواصل الاجتماعي)

في خلال الأيام العشرة الأولى من صدوره ورغم عرض العمل عالميا بشكل محدود في بعض دور العرض، فإن فيلم ديزني الجديد "رايا والتنين الأخير" (Raya and the Last Dragon) نجح رغم ذلك في تصدر شباك التذاكر في أميركا الشمالية متفوقا على الأفلام المنافسة، إذ بلغت إيراداته حتى الآن 85.5 مليون دولار، متفوقا على توقعات صناعه الأولية له.

لماذا انتصرت ديزني؟

فيلم "رايا والتنين الأخير" ليس الرسوم المتحركة الوحيد المعروض على الشاشات بالوقت الحالي، فهناك أيضا فيلم "توم وجيري" الذي يراهن على "النوستالجيا" وتوق الجمهور لفيض من الحنين وقبس من الماضي.

وهناك أيضا فيلم "آل كروودز: عصر جديد" ( The Croods: A New Age)، وهو الجزء الثاني من فيلم "آل كرودز" الذي حقق نجاحا ساحقا تجاريا وفنيا بجزئه الأول. ليصبح السؤال الذي يطرح نفسه، لماذا انتصرت ديزني ونجح فيلمها في استقطاب الغالبية العظمي من جمهور السينما؟

فيلم للعائلة بأكملها

السبب الأول أن العمل وإن كان ينتمي لفئة الرسوم المتحركة والفانتازيا، إلا أنه جاء مناسبا لكافة الأعمار، فمثلما سيستمتع به الأطفال، سينجذب له الكبار كذلك، خاصة أن حبكته تتناول قصة أسطورية تجمع بين المغامرة والحركة وفنون القتال المثيرة، والأهم كونها ملهمة وتاريخية، مما ساعد العمل على أن يحمل بين طياته الكثير من عناصر النجاح.

 

التنوع الثقافي

ساعدت قصة العمل التي تدور في جنوب شرق آسيا على عكس تنوع الثقافات والهويات في البلدان هناك، فشهدنا التنافس الوطني والتجاري بينهم، وعادات الطعام المختلفة، والطراز المعماري.

هذا التنوع واختلاف البلدان التي كانت جزءا من الحبكة، ساهم في استقطاب قطاع متعدد من الجمهور، وأن يأتي العمل بديعا على المستوى البصري، إذ شهدنا مساحات شاسعة ومتنوعة من المعالم الطبيعية الخلابة، بين الغابات الخضراء والصحاري الشاسعة والمراعي الخصبة.

 

الأصالة

أحسن صناع العمل اختيار النجوم الذين أسند إليهم الأداء الصوتي، فجاء غالبيتهم من الآسيويين الأميركيين، مثل كيلي ماري تران وأوكوافينا، وإيزاك وانغ، وجيما تشان، ودانيال داي كيم، بونديكت وونغ، وساندرا أوه.

ومن جهته، أعلن إستوديو ديزني في الفلبين إنتاج أول أغنية من ديزني باللغة الفلبينية لتصبح جزءا من الموسيقى التصويرية بالفيلم، وهو ما جعل العمل بدوره أكثر محلية ومصداقية.

 

التقييم النقدي

لكل ما سبق، كان من الطبيعي أن ينال الفيلم استحسان النقاد الذين منحوه تقييما إيجابيا مرتفعا، مشيدين بالكثير من مزاياه، على رأسها الرسوم المتحركة والأداء الصوتي والاهتمام بالتفاصيل، بجانب القدرة على المزج بين المغامرة والكوميديا مما جعل العمل نابضا بالحياة.

كما أعربوا عن إعجابهم برسالة العمل، مؤكدين أنه جاء خطوة للأمام وتطورا بمسيرة قصصا معينة لديزني مثل "مولان" و"موانا" وما جاء على شاكلتهما من حبكات بطلاتها نساء لا تخشى المجهول.

وإن كان ذلك لا يمنع وجود بعض المآخذ السلبية على العمل، لعل أوضحها -والتي أجمع عليها الجمهور والنقاد- تسارع الأحداث بشكل أكثر من اللازم، مما جعل المشاهدين يشعرون بأنهم لم يتشبعوا بما يكفي بالمشاعر التي تفرضها عليهم الأحداث.

كما عاب البعض حبكة العمل المكررة وسهولة توقع مجرى أحداثها، وهو ما دافع عنه آخرون، مؤكدين أن القصة حملت عدة مفاجآت، بل إنها قدمت شخصية "التنين" بشكل بديع فاق أي توقعات مسبقة.

 

ملحمة شيقة تستحق المشاهدة

"رايا والتنين الأخير" فيلم ملحمي، ﺗﺄﻟﻴﻒ أديل ليم، وﺇﺧﺮاﺝ دون هال وكارلوس لوبيز استرادا. أحداثه تبدأ بزمن بعيد جدا، في عالم خيالي يحمل اسم "كوماندرا" مستوحى من ثقافات جنوب شرق آسيا، حيث اعتاد البشر والتنانين الحياة معا في سلام واستقرار.

إلى أن تعرضت المنطقة للهجوم من كائنات أسطورية شريرة، تحول كل من يقف في طريقها إلى حجر، فما كان من التنانين سوى الاتحاد معا والتضحية بأنفسهم لإنقاذ العالم، على عكس الصورة النمطية المعتادة عن التنانين المهووسة بالحرق والقتل.

أما البشر فبعد نجاتهم من الشر الذي لحق بهم، انقسموا فيما بينهم، ونبتت بينهم عداوات شديدة فرقت جمعهم. غير أن الأمل يجد طريقه بعد 500 عام إلى قلب أحد القادة، الذي يسعى للم الشمل وإعادة بناء جسر الثقة بين الجميع.

فهل يحدث ما يطمح إليه أم تزداد الفجوة اتساعا؟ سيكون عليكم مشاهدة العمل لمعرفة ما آلت إليه الأحداث بأنفسكم، والاستمتاع به برفقة عائلاتكم.

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية