بعد آخر للأمومة.. أفلام ننصحك بمشاهدتها في عيد الأم

لأن الأبناء دائما بحاجة إلى دعم أمهاتهم، فقد لمست السينما العالمية وتر العلاقة بين الأم وأبنائها في عدد من الأفلام التي لا تنسى.

جوليا روبرتس في أحد مشاهد فيلم ووندر (مواقع التواصل الاجتماعي)

تجارب حياتية مغايرة ومختلفة قدمت من خلالها السينما العالمية صورة الأم على الشاشة، بعيدًا عن النموذج النمطي والسائد للأمهات. وبمناسبة الاحتفال بيوم عيد الأم في 21 مارس/آذار نلقي الضوء على تلك النماذج التي غيرت من تلك الصورة التقليدية.

تجربة ناجحة لأم بديلة

ليس بالضرورة أن تكون الأم الناجحة هى الأم التي حملت ووضعت جنينها، ففي فيلم "البعد الآخر" (The Blind Side)، عام 2009، قدمت الممثلة الأميركية ساندرا بولوك تجربة الأم البديلة التي تنجح في إيصال مراهق مشرد ليصبح من أعظم لاعبي كرة القدم الأميركية، وهو الدور الذي حصلت به على جائزة الأوسكار كأفضل ممثلة.

الفيلم الذي كتبه وأخرجه جون لي هانكوك مأخوذ عن قصة حقيقية من كتاب "البعد الآخر: تطور اللعبة" للكاتب مايكل لويس.

وتتناول القصة حياة مراهق من أصول أفريقية يدعى مايكل أوهير، وهو فقير مشرد لم يتلقّ أي تعليم ويتهم بالسرقة، لكن حياته تتغير بعد أن يعيش مع أسرة مختلفة عنه في اللون والعرق، وتحاول الأم وهي سيدة أعمال ومصممة ديكور أن تعوّضه عن كل معاناته وتساعده على اكتشاف نفسه والتغلب على الصعوبات التي واجهها حتى يصبح أعظم لاعب كرة، ويحقق مستقبلًا أكاديميًا ورياضيًا بفضل مساعدتها واحتوائها له.

ثقافة مختلفة لتضحية الأم

وقدم فيلم "زوجة الأب" (Step mom) شخصية زوجة الأب بشكل مختلف تمامًا عن النظرة التقليدية، فليس شرطًا أن تكون شخصية قاسية أو نموذجًا لامرأة تخطف الزوج من أبنائه وزوجته، ففي الفيلم الذي قدمت فيه سوزان سارندون شخصية الأم المصابة بمرض خطِر هو السرطان، تسعى في الوقت نفسه بكل الطرق إلى تعويض أولادها بأم بديلة لها قبل موتها، دون أن تخبرهم بأسباب ذلك.

وفي الأثناء، يرتبط زوجها السابق بامرأة أخرى تؤدي دورها جوليا روبرتس التي تحاول مساعدة الأبناء وإسعادهم لتصبح هي الأم البديلة. حمل الفيلم بعدًا إنسانيًا وثقافة مختلفة لتضحية الأم التي تتخلى عن أنانيتها في مشاعرها كأم من أجل أن تتأكد أن أبناءها في أمان حتى من دونها، وأبدعت سارندون في تقديم شخصية الأم بكل معاناتها وتضحياتها في سبيل سعادة أبنائها، ونالت ترشيحًا لجائزة "غولدن غلوب" (Golden Globe) كأفضل ممثلة عام 1999.

 أرض الخلود

وتدور أحداث فيلم "العثور على أرض الخلود" (Finding Neverland)، عام 1903، حول شخصية الأم "سيلفيا" التي جسّدتها كيت وينسلت، فهي أيضًا تعاني مرضًا مزمنًا، وتحاول أن تؤمن مستقبل أبنائها قبل وفاتها، لكنها قبل أن يشتد عليها المرض تشارك أبناءها الكثير من عالمهم الطفولي لتعويضهم، فتفتح لها الحياة آفاقًا مختلفة وحياة أخرى بعيدا عن الحياة التي كانت تعيشها معهم سابقا، وبعد رحيلها تترك وصية لصديقها وزوجته بأن يتقاسما رعاية الأبناء، والفيلم رشحت من خلاله وينسلت لعدد من الجوائز العالمية منها بافتا البريطانية كأفضل ممثلة.

الجمال في مواجهة العالم القبيح

ويحكي فيلم "ووندر" (Wonder) قصة الطفل أوغي الذي يولد مشوهًا إذ يشخص الأطباء إصابته بمتلازمة تريتشر كولينز، ويخضع أوغي لـ27 عملية، لكن الأحداث الرئيسة تبدأ حين يستعد أوغي للالتحاق بالصف الخامس، بعد أن كان يدرس في المنزل، فيتعرض الطفل للتنمر والنبذ من من جميع طلاب المدرسة، لكن الأم التي تقوم بدورها جوليا روبرتس تظل هي الداعم الحقيقي لطفلها في مواجهة العالم القبيح.

تبادل الأدوار

وقدمت جيمي لي كرتيس شخصية الأم بصورة غير تقليدية، من خلال تجربتها في الفيلم الكوميدي "الجمعة العجيبة" (Freaky Friday)، الذي يتناول المشكلات الأسرية بين الأم وابنتها في سن المراهقة، فالابنة عاشقة للموسيقى ومعجبة بزميل لها، وفي الوقت نفسه تشعر بعدم اهتمام أمها بها، وعلى العكس فالأم تتهمها دائما بأنها فتاة مهملة، فتبدأ معركة بينهما تنتهي بتدخل سيدة صينية في الأمر بإعطائهما حلوى تقوم بتبديل أرواحهما يوما واحدا فقط هو يوم الجمعة، لتعيش كل منهما مكان الأخرى وتختلف الرؤية فتقترب الأم من حياة الابنة ومشاعرها، وتتعرف الابنة على مخاوف الأم وتجربتها بعد أن ترى كل منهما الحياة بعين الأخرى.

المصدر : الجزيرة