كيف صورت السينما مواقع التواصل الاجتماعي؟ 5 أفلام تجيبك

كشفت عدة أفلام أنه من خلال الإنترنت يمكن لأي شخص أن يكذب بشأن هويته وأن يظهر بشكل مغاير للحقيقة تمامًا.

فيلم "ماين ستريم" يصور الخائف من التكنولوجيا إلى نجم استعراضي بالعالم الافتراضي (مواقع التواصل)

تناولت السينما الهوليودية ظهور فيسبوك ومنصات التواصل الاجتماعي الأخرى في أفلام عدة طوال 10 سنوات الماضية والتي بحثت في حجم ما أصبحت تمثله تكنولوجيا التواصل لدى جماهير العالم.

في العقد الذي انقضى منذ أن حاز فيلم "ديفيد فينشر"(David Fincher) و"آرون سوركين" (Aaron Sorkin) على جائزة الأوسكار عن فيلم "الشبكة الاجتماعية" (The Social Network) اتجهت أفلام الإثارة والرعب إلى التأثر بحقيقة هامة، وهي أنه من خلال الإنترنت يمكن لأي شخص أن يكذب بشأن هويته وأن يظهر بشكل مغاير للحقيقة تمامًا.

ورغم ذلك، ألهمت وسائل التواصل صانعي الأفلام أيضًا نحو أشكال مبتكرة من الفن تناسب معطيات عصر التكنولوجيا الحالي، ولا تدور فقط حولها، بل تدور كذلك حول المشاعر الإنسانية: الحزن والحنين، والحسد والهوس وانعدام الأمن، تناولتها أعمال عدة اخترنا منها هذه الأفلام الخمسة.

 "التيار الرئيسي" (Main stream)

يسأل الفيلم الذي كتبته وأخرجته جيا كوبولا (عام 2021) عما إذا كانت ادعاءات وسائل التواصل مقبولة في أرض الواقع. يعرض الفيلم قصة الشابة فرانكي (مايا هوك) التي تصنع ما تسميه والدتها "مقاطع فيديو غريبة" على موقع المقاطع المصورة الأبرز (يوتيوب) والذي يتيح لها أن تلتقي لينك (أندرو جارفيلد).

ويفترض الفيلم أن شخصًا خائفًا من التكنولوجيا (لينك) يتحول تحت إشراف صانعة المحتوى الطموحة (فرانكي) إلى نجم استعراضي على وسائل التواصل.

يتحدث أيضًا عن صعوبة أكبر في التقاط صور دقيقة لحياتنا من خلال شاشات المحمول أو الحواسب، ووجود شخصيات ونجوم لعالم التواصل أقل معنويًا عما هم عليه في الواقع، وميل هذه المواقع إلى إخفاء العيوب التي يحرص النجوم على عدم إبرازها.

"الكاره" (The Hater)

يأتي هذا الفيلم البولندي الذي صدر في مارس/آذار 2020، من إخراج جان كوماسا، ليكمل سلسلة أفلام مواقع التواصل، ولكن بنمطٍ مختلف لا يركز على ضحايا التكنولوجيا الرقمية.

يتعرض كوماسا لجانب آخر بعرض شخصية "المحرض" الذي يلعب دوره توماس جيمزا (ماسيج موسياوفسكي) حيث يبرز نمط تجاوز شخصية جيمزا لكل الأعراف الاجتماعية من خلال العالم الرقمي.

فجيمزا طالب قانون تم نبذه بسبب سرقة أدبية، رفضته عائلة حبيبته لذات العلة، لكن هذا الانحدار الأخلاقي لا يضايقه، فهو يشجعه على استخدام وسائل التواصل أداة للتلاعب بالناس.

يتغول في العالم الافتراضي ويخترع الكذبة تلو الكذبة، ورغم ذلك لا ينبذه المتابعون لوسائل التواصل، فهو مع كل كذبة وخطأ يكسب جمهورًا أوسع على فيسبوك، ونفوذًا أكبر في وسائل التواصل.

ويتحدث ذا هاتير عن جدلية الأخلاق ووسائل التواصل، وكيف يمكن لعقلية الغوغاء أن تتجلى في عنف حقيقي من خلال العالم الافتراضي.

"البحث" (Searching)

يلقي الفيلم، وهو من إخراج أنيش شاجانتي وصدر عام 2018، نمطًا مختلفًا لأهمية الاستفادة من عالم التواصل الاجتماعي خلال بحث البطل عن ابنته المفقودة.

يشعر ديفيد كيم باليأس بعدما تختفي ابنته مارجوت البالغة 16 عامًا، ولا يصل بحث الشرطة بالوسائل التقليدية إلى أي شيء، ليقرر البحث في المكان الوحيد الذي يمكن أن يصل من خلاله إليها، عبر الحاسوب المحمول لمارجوت نفسها.

وخلال بحث الأب الملهوف (جون تشو) في عالم ابنته الافتراضي يكتشف المزيد والمزيد من الأشياء التي لم يكن يعرفها عن حياتها، ليخرج الفيلم بإيقاع مشوق بين أداء تشو المحموم على ابنته وبين ما يكتشفه في عالم التواصل.

وسوقيًا يعد هذا العمل من أنجح أفلام عالم التواصل الرقمي، حيث ترجم شباك التذاكر ذلك، فمن تكلفة لا تكاد تتجاوز المليون دولار، حقق أكثر من 75 مليونا.

"إنغريد تذهب للغرب" (Ingrid Goes West)

بعد وفاة والدتها وسلسلة من الانتكاسات الذاتية، تفلت إنغريد ثوربيرن من حياة مملة لتجد نفسها تعيش حياة اجتماعية على الإنترنت برفقة تايلور سلون (إليزابيث أولسن) التي عرفتها عبر تطبيق إنستغرام لتستطيع تكوين روابط جديدة على الشبكات الاجتماعية.

يدور الفيلم حول شابة مضطربة عقليًا تتحول حياتها إلى الحالة المثالية على العالم الافتراضي، وينعكس ذلك جزئيًا على عالم الواقع.

تترك إنغريد لوس أنجلوس إلى كاليفورنيا، وتعيد لملمة شتات نفسها في صورة مغايرة لما كانت عليه سابقًا، أتاحتها لها وسائل التواصل التي لاقت فيها شغفها واهتمامها، لتضفي على نفسها صورة أفضل من نسختها السابقة.

ويطرح الفيلم رؤيته من خلال إنغريد بأن الكثيرين -وخاصة مشاهير وسائل التواصل- صار نجمهم على هذه المنصات ليس أمرًا ثانويًا أو أساسيا، ولكن تطور ليصل منزلة أن يكون شرطًا أساسيًا في الحياة اليومية.

"الشبكة الاجتماعية" (The social network)

دشن المخرج ديفيد فينشر، أيقونته الفيلمية لعالم التواصل عام 2010، هذا الفيلم، ليفتح به بابًا إلى متواليات من الأفلام التي يدور موضوعها الأساسي عن منصات التواصل.

ويظهر العمل ما يرى أنه تجسيد لمعاني الجشع والخيانة، هاتان الصفتان اللتان صاحبتا خروج موقع فيسبوك إلى الوجود، ولازمتا مارك زوكربيرغ (مؤسس فيسبوك) الذي لعب دوره جيسي آيزنبرغ.

وصاغ آرون سوركين سيناريو فيلم، يظهر فيه كيف تخطى زوكربيرغ رفاقه مدفوعًا بالثقة الزائدة والتفاخر الشديد، ليبالغ المخرج ويظهر المؤسس وحشا نرجسيا مدفوعًا بأداء سلس للممثلين أندرو غارفيلد، بريندا سونغ، روني مارا.

وبحسب النقاد، فقد خرج الفيلم كنص إيقاعي رسم بوضوح القوى المتناحرة وحجم التنافس الذي بدأ ومازال مستمرًا بعالم التواصل الرقمي، علاوة على إظهار حجم الكآبة والتفاهة المحيطة بزوكربيرغ بعد هيمنته ضمن آخرين على سدة العالم الرقمي الاجتماعي.

المصدر : مواقع إلكترونية