لا تتخلصي منها.. 9 أفكار للاحتفاظ بأعمال طفلك الفنية
يحب الأطفال الرسم وإنتاج الأعمال الفنية سواء في الفصول الدراسية، أو المنزل، أو في الورش الفنية المتخصصة في تعليم الرسم، ولكن تبقى المعضلة في اللحظة التي ينتهي فيها الرسم وتواجه الأمهات ومدرسات التربية الفنية كميات ضخمة من الأعمال الفنية المتراكمة، بعضهم يلجأ إلى التخلص منها، بينما يعجز آخرون عن التعامل معها، فتتراكم فوق الرفوف دون فائدة تذكر، ليبقى السؤال: "كيف يجب التعامل مع الأعمال الفنية للأطفال عقب انتهائهم منها؟".
تنمية موهبة طفلك
يفرق الدكتور مراد درويش، الأستاذ بكلية الفنون الجميلة، في جامعة القاهرة، بين أمرين بشأن الموهبة، فهي ليست طبيعية بالكامل، ولا مكتسبة بالكامل أيضا، ويقول: "قدر من موهبة الطفل يكون طبيعيا، وقدر كبير يعتمد على التمرين والممارسة المستمرة".
اقرأ أيضا
list of 4 itemsهل طفلك كسول؟ نصائح عملية وبسيطة لتحفيز نشاطه
7 مهارات حياتية يحتاجها طفلك لوظائف المستقبل
صندوق غداء مثالي لطفلك في حقيبة المدرسة.. ما مكوناته؟
وأوضح درويش للجزيرة نت "كل إنسان موهوب في شيء معين، ولكن الفكرة كيف نكتشف الموهبة ونعمل على تنميتها؟ أو كما يقول أينشتاين: كل إنسان عبقري ولكن إذا حكمت على السمكة أن تتسلق الشجرة فسوف تعتقد طوال عمرها أنها غبية، قد تكون الموهبة موسيقية، رياضية، في الرسم، أو في أي مهارة حياتية، لكن للأسف فإن نظام التعليم والأسرة والمحيط، يفقد الطفل الملكة مع الوقت".
ينصح درويش بمنح الحرية للطفل، بالبيت أو المدرسة لكي يجرب كل شيء، الرسم، العزف والغناء، أو غير ذلك حتى يعثر على شغفه، ثم يأتي دور تنمية الموهبة بشكل خاص، وهذا لا يعني اقتصار الجهد على أمر بعينه، فلا مانع من أن يعرف الطفل مقدمة عن كل شيء مع التركيز على الموهبة، بتوفير الأدوات دون تدخل، فالخطأ الأكبر الذي يواجهه الموهوبون في الرسم، تدخل المحيطين في نوعية الرسم والأسلوب، بينما يعتمد تدريس الرسم على اكتشاف أسلوب الطفل، بعضهم يحب الخطوط الحادة، وبعض آخر يفضل الناعمة، كل طفل له وجهة نظر، وخيال يحركه نحو ممارسة الفن، التوجيه الوحيد المطلوب هو التشجيع والتعامل بشكل احترافي مع نواتج هذه الممارسة.
يعتبر درويش أن الرسم وسيلة تعبير قوية، يقول: "الرسم كالكلام، المكتئب يتحدث ليرتاح، والطفل يرسم فيعبر عما لا يستطيع التعبير عنه بالكلمات" أستاذ الفنون الجميلة الذي يحرص على إقامة ورش فنية للأطفال لكي يمارسوا الرسم في مناطق مفتوحة، يرى أنه يجب تقدير ناتج العملية الفنية، حتى لو كانت مجرد "شخبطة" بشكل عفوي وتلقائي، لأنها تبقى في النهاية نوعا من أنواع التعبير.
ويضيف: "أنصح الآباء والأمهات، بضرورة الاحتفاظ بنواتج إبداع أطفالهم، وأن يقدروا قيمتها من خلال توثيقها بشكل مستمر، بل ويقومون بتأريخها، باليوم والشهر والسنة، هذا ما يدفع الطفل لأن يستمر، أما تمزيق الأعمال وإلقاؤها في القمامة، فلن يهدر فن الطفل وحسب، ولكنه سيضيع عليه، وعائلته فرصة ملاحظة التطور والتغييرات التي طرأت على أسلوبه، عبر السنين، كما أن الاحتفاظ بالأعمال، وبطريقة لائقة، يمثل حافزا للطفل، خاصة إذا قام الوالدان بالاحتفاء بأحدها عبر وضعه في "برواز"، هنا يدرك الصغير أهمية ما لديه، كما يدرك أهمية الفن وقيمته".
فنانتان بعمر السابعة فقط!
قررت إيمان أحمد سعد، و زوجها النحات السيد عبدو سليم، الاكتراث لرسوم التوأم آسيا وخديجة، من عمر الـ9 أشهر فقط، عناية آتت أكلها بحلول عامهما السابع، حيث شهدت الصغيرتان إطلاق معرضهما الأول بغاليري "ضي" في حي الزمالك بالقاهرة، بحضور كوكبة من الفنانين وأساتذة الفنون الجميلة.
تقول والدتهما للجزيرة نت: "كانت رسالتي للماجستير حول تعليم الأطفال كتابة الحروف العربية باستخدام الطباعة، في سن مبكرة، وذلك لتنمية عضلات اليد بدلا من إرهاقها بالكتابة العادية".
وحول تجربتها مع ابنتيها تقول إيمان "الصغيرتان مولودتان لعائلة فنية، في قلب عالم الرسم والنحت، منحهما والدهما الأدوات بعمر الـ9 أشهر للتعبير عبر الرسم، حتى استطاعتا مع الوقت إيجاد تفاصيل خاصة لأعمالهما، وخلال هذا الوقت لم أتخلص من أية رسوم لهما، لدي كميات مهولة من الاسكتشات، والرسوم، وقبل فترة حين حاولت إلقاء بعض الأوراق التي لم يعد لنا بها حاجة، غضبتا كثيرا، فبدأنا نقص الأجزاء التي تحتوي رسوما، ونلقي البقية في القمامة، لم نقم بتوجيههما أو نفعل أكثر من توفير الأدوات، والاحتفاء بالنتائج".
هكذا يجب التعامل مع فنون الأطفال
يقترح الخبراء مجموعة من الطرق المبتكرة للتعامل مع النواتج الفنية لأعمال الأطفال، وأرشفتها والاستفادة منها بطرق لائقة، ومرضية للطفل من بين تلك الطرق:
- عمل حافظة رسوم: يمكن شراء واحدة من المكتبة، تلك التي تحتوي على عدد كبير من الحافظات الشفافة بالداخل، بحيث يصير لكل عام حافظة خاصة، ويستمتع الأطفال بتصفحها من وقت لآخر.
- تحويل بعض الرسوم إلى "ورق تغليف": قد يكون من المناسب أن يختار الطفل بعضا من الرسوم أو الخطوط، ليحولها إلى ورق تغليف للهدايا التي يرغب في توجيهها إلى المقربين، بحيث يصبح المغلف جزءا من الهدية نفسها.
- إرسال بعض الرسوم إلى أفراد العائلة كهدايا في المناسبات أو التجمعات العائلية، بحيث تتحول إلى تذكار، وتعد تلك طريقة رائعة لإيجاد رابطة بين الطفل وأفراد عائلته.
- الاحتفاء بالأعمال المتكاملة عبر وضعها داخل براويز وتعليقها على الحائط، أو ربما يتطور الأمر إلى تنظيم معرض خاص كما هو الحال مع آسيا وخديجة.
- انتخاب بعض الأعمال لوضعها في حبل وتعليقها داخل غرفة الأطفال بحيث تتحول غرفته إلى معرض فني مع التحديث باستمرار.
- في حالة استحالة الاحتفاظ ببعض الأعمال لضيق المكان أو تراكم الأوراق يمكن التقاط الصور لتلك التي سيتم التخلص منها، لتبقى نسخة إلكترونية منها بحوزة العائلة يمكن الرجوع إليها في أي وقت من العام.
- في بعض الحالات يمكن تصغير العديد من رسومات الطفل، وطباعتها في كتاب مقوى للذكرى، يحمل عددا كبيرا من الرسوم في حيز صغير.
- يحب بعض الأطفال إعادة تدوير أعمالهم الفنية عبر تحويل بعضها إلى أساور مثلا أو خواتم، أو غيرها من المجوهرات الورقية، والتي يمكن الاحتفاظ بها أو تقديمها أيضا في صورة هدايا.
- تخصيص مكان واضح لأرشفة الرسوم، كمكتبة أو درج، أو صندوق، مع تدريب الطفل على كيفية التعامل مع نواتج أعماله الفنية، واتخاذ القرار بشأن ما سوف يحتفظ به، وما سوف يتخلص منه، بنفسه.
عادة ما يكون هناك طريقة مناسبة للتعامل مع الأمر، ولكن تبقى الفكرة الأساسية في احترام الفن، ومنح الطفل شعورا أن ما قام به مقدر.