قصص إنسانية

قصف ونزوح وعودة على ركام البيوت.. قصة عائلة من ريف حماة

على أنقاض منازل مدمرة في قرية الحواش بسهل الغاب، تعيش عائلة سورية بعد أن عادت أخيرا إلى أرضها عقب 14 عاما من النزوح في المخيمات، لتجد أن الديار لم تعد سوى ركام يذكّر بسنوات القصف والتهجير.

وتروي فضة عثمان (الجدة) أن قريتهم كانت من أوائل البلدات التي استهدفها نظام الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد بالبراميل المتفجرة، الأمر الذي أجبر العائلات على النزوح تحت وابل من القصف.

قصف ونزوح وعودة على ركام البيوت.. حكاية عائلة من ريف حماة
عودة العائلات إلى قرية الحواش لم تحمل بيتا بل خيمة فوق ركام المنازل المهدمة (الجزيرة)

وتضيف أن سنوات المخيم حملت معها الفقر والحرمان والمعاناة اليومية، قبل أن تأتي أخبار "العودة" لتبعث فيهم الأمل باستعادة منازلهم، لكنهم فوجئوا بدمار شامل لم يُبق لهم شيئا قائما.

قصف ونزوح وعودة على ركام البيوت.. حكاية عائلة من ريف حماة - فضة عثمان – جدة نازحة سورية
فضة عثمان جدة سورية من قرية الحواش في ريف حماة عاشت القصف منذ السنوات الأولى للحرب (الجزيرة)

أما ياسر هلال هلول (الابن)، فيصف رحلة نزوح العائلة داخل المخيمات التي بدأت بخيمة متواضعة سرعان ما تحوّلت إلى مأوى لسنوات طويلة.

قصف ونزوح وعودة على ركام البيوت.. حكاية عائلة من ريف حماة
العائلة تواجه صعوبات يومية بسبب غياب الخدمات الأساسية في قرية الحواش (الجزيرة)

ويؤكد أن فرحة العودة إلى القرية كانت لا تُقدّر بثمن، غير أن الواقع كان صادما، إذ لم يجدوا سوى أطلال منازلهم، ليضطروا إلى نصب خيام جديدة فوق الركام كرمز للإصرار على التمسك بالأرض والكرامة.

قصف ونزوح وعودة على ركام البيوت.. حكاية عائلة من ريف حماة
قرية الحواش ريف حماة ما زالت غارقة في الدمار ولم تستعد حياتها الطبيعية بعد (الجزيرة)

واليوم، تعكس قصة عائلة عثمان- هلول جانبا من معاناة آلاف السوريين الذين ينتظرون لحظة العودة، ليكتشفوا أنّ الطريق إلى استعادة الحياة الطبيعية ما زال طويلا وشاقا، وأن العودة ليست نهاية النزوح بقدر ما هي بداية تحدّ جديد مع الدمار وانعدام مقومات الحياة.

المصدر: الجزيرة