
أبو فايق.. لا مأوى لنا في غزة إلا الشارع
ويروي البنا -الذي تحولت المدرسة إلى مأوى مؤقت له ولعشرات العائلات- أن معاناتهم تجاوزت حدود الاحتمال، فحتى المراكز التابعة للأونروا لم تسلم من الاستهداف، مما اضطرهم إلى النزوح عنها ثم العودة مجددا بعد أن ضاقت بهم السبل ولم يجدوا مأوى آخر.

ويؤكد أن تكرار القصف الإسرائيلي على مراكز الإيواء جعل الحياة فيها شديدة القسوة، إذ يعيش النازحون في ظروف إنسانية صعبة داخل فصول مدمرة وتفتقر إلى أبسط مقومات الحياة، من مياه الشرب النظيفة إلى الغذاء والرعاية الصحية.
وفي ظل غياب الخصوصية تحاول النساء إيجاد مساحات صغيرة تفصل بين العائلات بوسائل بدائية.

ورغم استمرار الخطر ونقص الإمكانيات فإن أبو فايق يصر على البقاء في المدرسة التي أصبحت بالنسبة له "الملاذ الأخير"، معتبرا العودة إليها أهون من المبيت في العراء أو شوارع المدينة المدمرة.

وتجسّد قصة البنا معاناة آلاف الفلسطينيين في قطاع غزة الذين خسروا بيوتهم أكثر من مرة خلال الحرب، ولم تعد أمامهم سوى مراكز الإيواء المتهالكة أو الأرصفة المفتوحة، في وقت تتواصل فيه الأزمة الإنسانية وتزداد قسوة الحياة يوما بعد آخر.
