قصص إنسانية

من خيمة النزوح إلى لائحة الناجحين.. رغد مهنّا تهزم الحرب في غزة

نجحت الطالبة الفلسطينية رغد لؤي مهنّا (18 عاما) في امتحانات الثانوية العامة في قطاع غزة، محققة معدل 85% رغم ظروف الحرب والنزوح.

وتقول رغد، المقيمة في دير البلح، إن التفوق جاء بعد أشهر من الدراسة تحت القصف مع انقطاع الكهرباء وشح الطعام، وتحمل مسؤولية رعاية شقيقاتها في غياب والدتها.

من خيمة النزوح إلى لائحة الناجحين.. رغد مهنّا تهزم الحرب
رغد لؤي مهنّا نجحت في امتحانات الثانوية العامة بمعدل 85% رغم ظروف الحرب في قطاع غزة (رويترز)

وتروي الطالبة أن الطريق إلى النجاح بدأ من قلب العجز، حين وجدت نفسها مسؤولة عن أربع شقيقات منذ بداية الحرب، بعد أن غادرت والدتها القطاع قبل اندلاعها ولم تستطع العودة.

من خيمة النزوح إلى لائحة الناجحين.. رغد مهنّا تهزم الحرب
رغد تحمّلت مسؤولية رعاية شقيقاتها الأربع في غياب والدتها أثناء النزوح (رويترز)

وتضيف: "في كل تهجير، كنت أرتّب الخيمة، أطبخ على نار الحطب، أغسل ملابسنا بيدي رغم الأكزيما، ثم أفتح كتبي كأنها الشيء الوحيد الثابت وسط الفوضى".

من خيمة النزوح إلى لائحة الناجحين.. رغد مهنّا تهزم الحرب
رغد درست على ضوء النهار واستخدمت هاتفها مصباحا بسبب انقطاع الكهرباء ونقص الإنترنت (رويترز)

وتقول إنها كانت تدرس على ضوء النهار لأن الكهرباء شبه معدومة، وعندما يحل الليل كانت تنتظر دورها ساعات لشحن هاتفها حتى تستخدمه مصباحا. وتضيف أنَّ غياب الأم جعل الرحلة أثقل، وأن "الحرب كانت أقسى على من لا يجد من يحتضنه أو يسانده".

من خيمة النزوح إلى لائحة الناجحين.. رغد مهنّا تهزم الحرب
رغد تعتبر كتبها والدراسة وسيلتها الوحيدة للحفاظ على الأمل ومتابعة التعليم الجامعي (رويترز)

ومع أن الجامعة تبدو حلما طبيعيا لمَن بعمرها، تصفه رغد بأنه "معركة جديدة"، لأن مستقبلها لا يزال غامضا، لكنها تتمسك بالأمل بالحصول على منحة دراسية والسفر لمتابعة الجامعة ولمّ شملها بوالدتها. وتقول: "كل ما أريده هو مرحلة هدوء، بلا خوف، فيها حق للتعليم وللحياة".

قصة رغد تتقاطع مع ما تصفه المؤسسات الدولية بانهيار التعليم في غزة، إذ دُمّرت مئات المدارس والجامعات، وصار أغلب الطلبة بلا مقاعد أو كتب أو معلمين.

المصدر: الجزيرة + رويترز