
راتب.. طفل غزّي يحاول تعويض ساقه المبتورة بأنبوب بلاستيكي
ولم تترك الغارة الجوية التي استهدفت خان يونس جنوبي القطاع لراتب سوى جسد مثقل بالجراح، بعدما أودت بحياة والدته وشقيقه، وأصابت اثنين من أقاربه، في حين خرج هو مبتور الساق.

وتقول جدته فاطمة أبو قليق إن حياة حفيدها انقلبت رأسا على عقب منذ لحظة القصف، فقد كان "طفلا مثل كل الأطفال، يلعب ويضحك ويذهب إلى مدرسته متفوقا، لكنه اليوم يجر ساقا من أنبوب للمياه ويحاول أن يقنع نفسه بأنه قادر على مواصلة حياته".

ويستعيد العم محمد أبو قليق تفاصيل اللحظة التي غيّرت مسار حياة ابن شقيقه، فيقول إن القصف أصاب السيارة التي كان راتب قريبا منها وهو متوجه إلى منزل جده في خان يونس.
"نجا راتب بأعجوبة لكنه فقد ساقه، في حين قضت والدته وشقيقه في القصف"، يضيف العم بأسى، مشيرا إلى أن غياب الإمكانات الطبية داخل القطاع يحرم راتب من فرصة العلاج أو الحصول على طرف صناعي.

قصة راتب تختزل مآسي آلاف الأطفال في قطاع غزة، حيث تشير بيانات رسمية وأممية إلى وجود نحو 4 آلاف و800 مبتور أطراف، منهم 18% من الأطفال. وحذر جوناثان فاولر مدير الاتصالات في وكالة الأونروا مؤخرا من أن غزة تسجل أعلى معدل بتر أطراف بين الأطفال في العالم، في حين وصفت اليونيسف ما يحدث بأنه "غير إنساني"، مؤكدة أن أطفال غزة يموتون بمعدل غير مسبوق وسط المجاعة وتدهور الأوضاع الصحية والمعيشية.