
كيف انهالت الخيرات على زوج وزوجته بسبب ديك؟

فيروى أنه كان لرجل يقال له مزبد ديك نشأ في داره وعرف بجواره، فأقبل عيد الأضحى المبارك على الناس، فوافق أن بيت مزبد كان خاليا من كل خير، فلما أراد أن يغدو إلى المصلى أوصى امرأته بذبح الديك واتخاذ الطعام.
فعمدت المرأة إلى الديك لتمسكه فجعل يصيح ويثب من جدار إلى جدار ومن دار إلى دار فأحدث ضجة كبيرة وسط الجيران، فسألوا المرأة عن قصة الديك، فأخبرتهم أنهم لا يملكون أي شيء في يوم العيد ولذلك اضطروا لذبح الديك من أجل أن يكون لديهم طعام.
فقال الجيران: والله ما نرضى أن يبلغ حال أبي إسحاق (مزبد) إلى ما هو عليه.
وبعث بعض الجيران شاة إلى دار مزبد وبعضهم شاتين وبعضهم بقرة، وتغالوا في الإهداء، فذبحت المرأة ما شاءت ونصبت القدر، ثم عاد مزبد إلى منزله وروائح الشواء قد امتزجت بالهواء والأجواء، فقال لزوجته: أنّى لك هذا، فقصت عليه قصة الديك وما ساق الله إليهم من خيرات بسببه.
فقال الزوج الذي امتلأ قلبه سرورا لزوجته: احتفظي بهذا العلق النفيس، وأكرمي مثواه. ويعني العلق النفيس التحفة.
وجاء في فقرة "طرائف القدماء" أن ثقيلا أطال الترداد على بيت رجل حتى سئم منه، فبينما كانا معا ذات يوم، قال الثقيل: من تراه أفحل الشعراء؟ فأجابه الرجل: هو ابن الوردي، إذ يقول:
غب وزر غبا تزد حبا، فمن
أكثر الترداد أضناه الملل
فقال الثقيل: أخطأت، فإن بهاء الدين السنجاري أفحل منه، إذ يقول:
إذا حققت في خل ودادا
فزره، ولا تخف منه ملالا
وكن كالشمس تطلع كل يوم
ولا تك في زيارته هلالا
وذات مرة مرض الثقيل فأطال الجلوس في الفراش، فقال لزائر له بعد أن نفد صبره:
قد تضررنا من كثرة الداخلين علينا، فقال الثقيل: أتريد أن أغلق الباب، فأجابه: نعم ولكن من الخارج.
كما تناولت حلقة برنامج " تأملات" ضمن فقرة "مر وهذا أثره" سيرة الشاعرعادل الغضبان، الذي قال عنه الكاتب عباس محمود العقاد "إني لأعجب لهذا الشاعر الذي يمتلك ديباجة عربية قلّ أن يملتكها خريجو الأزهر".