
لقاء عباس ووزير الاحتلال.. هل يندرج في سياق تطبيق إسرائيل لصفقة القرن؟
وقال البرغوثي إن اللقاءات التي تجمع السلطة الفلسطينية مع الاحتلال الإسرائيلي تركز دائما على الجوانب الاقتصادية والأمنية، في الوقت الذي يستمر فيه الاحتلال وتتابع هجمات المستوطنين، وإن اللقاء الأخير بين عباس وغانتس هو تطبيق فعلي لصفقة القرن (التي أعلن عنها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب) من قبل حكومة الاحتلال.
وكان الرئيس الفلسطيني التقى مساء أمس الثلاثاء وزير الدفاع الإسرائيلي في منزله، وقالت إسرائيل إن عباس أكد استمرار التنسيق الأمني وملاحقة المقاومة في الضفة الغربية، في حين ندّد باللقاء كل من فصائل المقاومة وأحزاب اليمين الإسرائيلي المتشددة.
وانتقد الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية -الذي حلّ ضيفا على حلقة (2021/12/29) من برنامج "ما وراء الخبر"- لقاء عباس وغانتس، ووصفه بالأمر المرفوض والمؤسف، وقال إن الجانب الإسرائيلي يتلاعب بالسلطة الوطنية الفلسطينية ويستعمل مثل هذه اللقاءات ليخلق الوهم بأن هناك اتصالات مع الفلسطينيين، ومن أجل التغطية على جرائمه وعلى تهميشه للقضية الفلسطينية، بدليل أن اللقاء لم يبحث العملية السياسية ولا مسألة الدولة الفلسطينية.
وبينما شدد على أن أحد أهداف الاحتلال هو تعميق الانقسام الفلسطيي الفلسطيني، دعا البرغوثي إلى ضرورة توحيد الصف الفلسطيني من خلال التوافق على إستراتيجية وطنية كفاحية، مشيرا إلى أن الشعب الفلسطيني فقد ثقته بنهج أوسلو وطريق المفاوضات، وأنه يتوقع من قيادته أن تعيش ظروفه نفسها وتدافع عنه.
ولم يكن لقاء عباس وغانتس مفاجئا للخبير في الشؤون الإسرائيلية صالح النعامي، وإنما مكان اللقاء الذي انعقد في بيت وزير الاحتلال، ورأى أن اللقاء يدخل في إطار تعزيز التعاون الأمني بين أجهزة السلطة الفلسطينية ومخابرات الاحتلال الإسرائيلي.
وعدّد النعامي دوافع لقاء أبو مازن والوزير الإسرائيلي في نقاط هي: تفجر موجة من عمليات المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية، وانتشار بؤر مقاومة في الضفة الغربية، ووجود مؤشرات لدى الإسرائيليين تقضي بتراخي قبضة سلطة عباس على الضفة، فضلا عن إقرار جيش الاحتلال بأن قدرته على احتواء المقاومة الفلسطينية باتت محدودة.
وفي حين تساءل عن عدم بحث اللقاء في مسائل اعتداءات المستوطنين والتهويد وما يتعرض له الأسرى في سجون الاحتلال، شدد ضيف حلقة "ما وراء الخبر" على إن إسرائيل "لن تسمح بإقامة الدولة الفلسطينية"، كما أكد أن فعل المقاومة الشعبية أثبت أنه أكبر بكثير من فعل المفاوضات، وأن لقاءات عباس وسلطة الاحتلال أظهرت أيضا أن الانقسام الداخلي الفلسطيني ليس بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وحركة التحرير الوطني (فتح)، وإنما هو بين سلطة متعاونة مع الاحتلال وشعب يرفض الاحتلال.
"واجب الرئيس عباس"
وفي موقف مغاير، دافع الكاتب والمحلل السياسي محمد هواش عن لقاء الرئيس الفلسطيني ووزير الدفاع الإسرائيلي، وقال إنه يأتي في سياق توتر يحدث داخل الأراضي الفلسطينية، فضلا عن مساع دولية لإعادة بعث الثقة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.
ومع إقراره بأن اللقاءات مع الإسرائيليين يرفضها الشعب الفلسطيني لأنه لا يرى فيها أملا، أوضح هواش أن من واجب الرئيس الفلسطيني أن يبحث كيفية وقف اعتداءات الاحتلال بالطرق الدبلوماسية وبغيرها، وأن اللقاء الأخير جاء لوقف اعتداءات المستوطنين.
وطالب الكاتب والمحلل السياسي بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وإقامة الدولة الفلسطينية.