أمراض نفسية نادرة وغامضة موجودة في بعض البُلدان فقط.. تعرّف عليها
يبدأ أحدهم بالصراخ فجأةً والركض والتعرّي وتناول البراز والركض بعيدًا، ثمّ يفقد الوعي دون أن يتذكّر أنّه قد فعل شيئًا. تحدث هذه الأعراض لدى بعض الشعوب التي تعيش في الأقطاب المتجمّدة دونًا عن غيرها. أما لماذا، فسنستعرض في هذا المقال عدد من الاضطرابات النفسية الغريبة والنادرة التي تحدث لدى شعوب أكثر من غيرها، وقبل أن نأتي بالذكر على هذه المتلازمات، سنأخذك في رحلة علمية مبسَّطة تشرح كيف بدأ العلماء برصد وملاحظة هذه الظواهر الغريبة وكيف حاولوا تفسيرها.
في بدايات القرن العشرين، وبينما كان الاستعمار الغربي يبسط هيمنته على العالم، أخذ أطباء وباحثو الدول المستعمِرة بالانتشار في الدول المستعمَرة، حيث بدؤوا برصد حالات نفسية في ثقافات مختلفة لم يكونوا قد خبروها في مجتمعاتهم الغربية، وقد أطلقوا عليها في ذلك الوقت مصطلح "ظاهرة غير مألوفة"، في الوقت الذي كانت هذه الظواهر مألوفة للشعوب المستعمَرة بأسماء محلّية مثل "كورو (Koro)" و"أموك (Amok)" والتي سنتحدث عنها لاحقا بتفصيل أكبر.
أطلق الباحثون مصطلحات مختلفة لتوصيف هذه الحالات، فاستخدموا -في بادئ الأمر- مصطلح أمراض نفسية غير مألوفة في الخمسينيات، وفي مرحلة لاحقة في الثمانينات، اختاروا مصطلحا آخر، وهو "متلازمات متعلقة بالثقافة". وقد عُرّفت هذه الظواهر بأنها "حالات عقلية ونفسية تحدث وتتطور في ثقافة معينة"، ما يعني أنه لمعرفة كيفية التعاطي مع هذه الحالات على الصعيد النفسي والطبي، فإنه يلزم فهم الثقافة الحاضنة لها والاستفادة من الخبرة الثقافية الخاصة في التعامل معها(1).
اقرأ أيضا
list of 2 items"مبعوث يسوع".. هل سيُدخل ترامب أميركا عصر الهيمنة المسيحية؟
وقد شكّلت هذه الأمراض نقطة فارقة في تاريخ الطب النفسي، إذ كانت سببا لنشوء حقل فرعي فيه دُعي "بالطب النفسي الثقافي"، ذلك أن الطب النفسي كان قد نشأ بوصفه مؤسسة وحقلا غربيا، وكان موضوعه الأساسي هو الإنسان الغربي واعتلالاته النفسية، بحيث بات كل ما هو خارج عن العالم الغربي مجرد فئات غير مألوفة أو أقليات، إلا أن هذه الحالات استطاعت أن تحرج النزعة المركزية الغربية في الطب النفسي عبر تسليطها الضوء على الثقافة ودورها في الاعتلال النفسي، وهذا هو بشكل أساسي ما يبحث فيه الطب النفسي الثقافي(1). وسيأتي تاليا، 11 متلازمة نفسية ترتبط بثقافات معينة، وكيف تم التعبير عنها والتعامل معها أو تفسيرها.
1- سعار القتل (Amok)
يعود هذا المصطلح لما قبل القرن التاسع عشر، وقد تكرر استخدامه في عدة حقب تاريخية في الثقافة الملاوية التي تشمل كلا من ماليزيا وإندونيسيا، وكان يرتبط غالبا بثقافة الحرب والشرف والدفاع عن الأرض، أي أن هذه الظاهرة كان يُنظر إليها بشكل إيجابي(2). ويمكن تلخيصها بأنها نوبة غضب وعنف حادة يقوم المصاب فيها، الذي غالبا ما يكون ذَكَرا، بقتل عدد من الأشخاص، وتُلحق بإنهاك جسدي وفقدان للذاكرة أو إقدام على الانتحار(3).
كانت هذه الظاهرة موضع تقدير في الحالات التي تتصل بالحروب، إلا أنه في فترة الاستعمار الأوروبي للمنطقة تم تجريم هذه الحوادث ومعاقبة فاعليها، ولاحقا مع تقدم الطب النفسي اعتُبرت هذه الحالات جزءا من الجنون (Psychosis)، وبعض الحالات صُنّفت على أنها حالات فصام(2) (Schizophrenia). أما فيما يتصل بأصل الكلمة، فهناك عدة ترجيحات، إذ يرى البعض أنها من اللغة الملاوية وتعني "المقاتل" أو "حالة الهيجان"، أو من اللغة السنسكريتية وتعني "الصلابة" (2)(3)، وقد ذكرت إحدى الأوراق البحثية أن هذه الحالة كانت تُفسّر لدى الثقافة الملاوية بأن روح النمر تتلبّس الإنسان وتسيطر عليه(4).
يرفض بعض الباحثين ربط هذا المصطلح بالشعوب الشرق آسيوية، ويروا أن حوادث القتل الجماعي في المجتمعات الغربية مشابهة لهذه الظاهرة، ويمكن تتبعها في ألمانيا وأمريكا وبلدان أخرى مثل اليابان (4)(2). كما يعبّر المصطلح حاليا عن الأفعال العنيفة بشكل عام ولم يعد يتطلب وقوع حادثة قتل(2).
2- لاتا (Latah)
تُعرف هذه الحالة في الثقافة الملاوية، أي في ماليزيا وإندونيسيا مرة أخرى، إلا أنها تحدث عادة لدى النساء، وقد رُبطت كذلك بعاملات المنازل(3). وتعرف بأنها الإتيان بردة فعل مبالغة من الجفول والفزع من حدث ما أو محفّز مخيف، تُستتبع بسلوكيات غريبة كإصدار كلمات غير مفهومة أو تقليد للأصوات والحركات المحيطة(3). وقد ذكرت إحدى الأوراق البحثية المنشورة عام 1980 أن هذه الحالة لم تعد تظهر، وبقي تشخيصها منحصرا بنساء كبيرات السن كُنّ قد شُخِّصْنَ بها فيما مضى(1)، إلا أنه توجد ظاهرتان شبيهتان بهذه الحالة في كل من القطاعات الفرنسية في كندا، خصوصا لدى الحطّابين.
3- الهستيريا القطبية (Piblokto)
هي نوبة من الصراخ والتصرفات الغريبة مثل تناول البراز وتكرار كلام الآخرين والركض عراة خارج المنزل في القطب الشمالي وغرين لاند، وعادة ما تصيب النساء، وأهم ما يميزها طبيا هو فقدان الوعي بالنوبة وفقدان الذاكرة بعد حصولها (3)(5). يذكر بعض الباحثين أن هذه الأعراض قد يكون لها علاقة بتسمم فيتامين "أ" بسبب طبيعة طعام أهل المنطقة الغني بهذا الفيتامين(5).
4- نوبة عُصابية (Ataque de nervios)
هذه الحالة تشبه كثيرا نوبات الهلع، وقد عُرفت في أمريكا اللاتينية، وهي عبارة عن نوبة من الصراخ والبكاء والارتجاف والشعور بحرارة في الصدر، بالإضافة لارتباطها بالانفصال عن الواقع وحدوث نوبات صرع أو فقدان للوعي أحيانا، وغالبا ما تحدث على إثر ضغوط أو مشكلات عائلية(5).
5- الإجهاد الدماغي (Brain Fag)
كان الطبيب النفسي الكندي "رايموند برنس" أول من وثّق هذه الحالة في نيجيريا عام 1960، وتعرف بأنها حالة من الأعراض الجسدية غير المفسَّرة، بالإضافة لبعض أعراض الاكتئاب، تصيب طلّاب المدارس في المرحلة الثانوية، ويفقد بسببها الطالب القدرة على التركيز. فُسّرت هذه الحالة بأنها نتيجة الضغط العائلي الهائل الذي يوضع على الطلّاب المتفوقين، حيث يكفل أحد أفراد العائلة تعليمهم مقابل مساعدتهم لباقي أفراد العائلة اقتصاديا بعد فترة التعليم. لوحظ بعد عدة سنوات من أطباء نفسيين آخرين أن هذه الحالة تصيب فئات غير الطلاب ممن يتعرضون لضغوطات حياتية مشابهة، كما تم رصدها في بلاد أفريقية أخرى مثل أوغندا وجنوب أفريقيا وساحل العاج(1).
6- مرض الخوف (Susto)
"سوستو" هي كلمة إسبانية وتعني الخوف أو الفزع، لكنها هنا تعبّر عن حالة عرفت في أمريكا اللاتينية، حيث كان يُعتقد بأن روح الإنسان تغادره بعد بعض الحوادث المفزعة أو بعد فقدان أحد أفراد العائلة ويبقى في حالة ذهول دون روح، وتصاحب هذه الحالة أعراض من قبيل التوتر وعدم القدرة على النوم أو الرغبة بالطعام، بالإضافة لبعض الأعراض الجسدية كالخمول والإسهال. الجدير بالذكر هنا أن هذا الوصف يشابه أعراض بعض الأمراض النفسية الناجمة عن الحوادث المخيفة، لكن ما يجعل هذه الحالة ضمن المتلازمات المرتبطة بالثقافة هو الاعتقاد السائد في التعاطي معها، حيث لا بد من إعادة الروح للمصاب من خلال طقوس معينة حتى يتعافى ويعود إلى طبيعته. وقد وُجدت حالات أخرى بأسماء مختلفة في كل من بوليفيا والفلبين تشبه حالات السيستو(1,3,5).
7- الشجاعة المنكسرة (Baksbat)
تندرج هذه الحالة ضمن ما يعرف بأبحاث تعابير المِحَن (Distress Idioms)، وهو مبحث في الطب النفسي يحاول تتبع المصطلحات التي عبرّت عن المِحَن والصَّدَمات عند مختلف الشعوب وإمكانية مقارنتها بالمتلازمة التالية للصدمة (PTSD). ومصطلح الشجاعة المنكسرة هو لفظ آتٍ من كمبوديا، ويعبّر عن أعراض عديدة تشبه وتتقاطع مع أعراض الاكتئاب والقلق والمتلازمة التالية للصدمة. وتصف هذه الحالة الناجين من المذبحة التي قام بها الحزب الشيوعي هناك والمعروف بـ"خمير روج (Khmer Rouge)" في السبعينيات(6).
8- متلازمة الاستقالة (Resignation syndrome)
هذه الحالة تصيب الأطفال الذين تعرّضوا للصدمات النفسية في مجتمعات المهاجرين تحديدا، بحيث يتعرّض الطفل لنوبة اكتئاب، ثم يبدأ بفقدان وظائفه الجسدية كالقدرة على المشي، إلى أن يفقد كذلك القدرة على تناول الطعام، ما يضطره لتركيب أنابيب تغذية، وتستمر الحالة لعدة أشهر وحتى العام، بعدها تعود وظائف جسم الطفل إلى طبيعتها. يرى الباحثون أن هذه الحالة تشبه أعراضا كثيرة مكتوبة في أدبيات الطب النفسي، كحالة التخشّب أو الجمود (Catatonia)، والتي تشمل أعراضها فقدان القدرة على المشي أو الكلام. غير أن ما يميز هذه الحالة هو توزعها الجغرافي، حيث إن الكثير من هذه الحالة رُصِدت -في السنوات العشر الماضية- في مجتمعات اللاجئين في السويد على وجه التحديد، ما جعل بعض الباحثين يعتبرونها جزءا من الحالات المرتبطة بالثقافة، لكن ما زال هناك الكثير من الأسئلة المتعلقة بها مع عدم وجود تفسير نهائي لها(7).
9- كورو (توهم انكماش القضيب) Koro
هي حالة تصيب الذكور في جنوب شرق آسيا والصين، وفيها يتوهم المصاب بأن قضيبه قد انكمش أو اختفى تماما(3). الجدير بالذكر أن هذه الحالة كانت واحدة من الحالات التي فتحت الباب على التساؤل حول استمرارية الحالات النفسية المرتبطة بالثقافة، بمعنى أنه ثمة حالات ظهرت في فترات زمنية معينة واختفت فيما بعد، تماما كحالة كورو التي ظهرت في بدايات القرن التاسع عشر، حيث أُرّخ لها أول مرة، ثم انتشرت بشكل ملاحظ في الستينيات والسبعينيات في الصين وسنغافورة، حيث رُصدت آخر الحالات في منتصف الثمانينيات. ويعتقد أن الحملات التوعوية النفسية التي انطلقت بشدة حينها، بالإضافة للتحسن الاقتصادي في المنطقة، قد أسهما في اندثار هذه الحالة(1).
10- متلازمة الدات (Dhat)
كلمة الدات هي كلمة قادمة من اللغة السنسكريتية، وتعني المعدن أو الإكسير، وهذه الحالة تصيب الذكور، بحيث يعانون فيها من القذف المبكر أو عدم الانتصاب أو خروج السائل المنوي أثناء التبول، ما يُشعر المصاب بالذنب لأنه يرجع السبب لكثرة استمنائه. وقد يصاحب هذه الحالة الشعور بالتعب والإرهاق وعدم القدرة على النوم، ويعتقد بعض المصابين أن قضيبهم قد قصر حجمه(3)(8).
11- مرض الخوف من العلاقات مع الآخرين والخوف من عدم القبول (Taijin kyofusho)
هذه الحالة رُصِدت في اليابان في التسعينيات، حيث سُجّلت 100 حالة مرتبطة بانتحار عائلات بشكل جماعي. تبدأ هذه الحالة بالخوف من تشكيل العلاقات الشخصية والخوف الدائم من أذيّة الآخرين دون التفكير بالذات مطلقا، وبعض المصادر تذكر مخاوف مرتبطة بشكل الجسد، وفي حال رافق هذه الحالة شعورٌ بالعار بسبب فعل ما، فقد يُقدِم المصاب على الانتحار وقتل أطفاله وعائلته؛ خوفا من أن يصبحوا أيتاما يُعامَلون بقسوة وينتقل إليهم ذلك العار. يُذكر أن هذه الحالة مرتبطة ببعض المعتقدات في الثقافة اليابانية المتعلقة بالعائلة والاحترام والعلاقات مع الآخرين، ويُذكر كذلك أن عدد الحالات انحدر واختفى تقريبا مع التغييرات التي حصلت في الثقافة اليابانية والانفتاح الاقتصادي، وأصبحت ترصد حالات أقرب لمرض الشخصية الحدّية والفوبيا الاجتماعية واضطراب تشوه الجسم(1,3).
كيف صُنّفت هذه الحالات طبيا؟
منذ منتصف الستينيات، برزت عدة محاولات لتصنيف المتلازمات المتعلقة بالثقافة، حيث نجد في العام 1967 أن الطبيب "بي.إم.ياب (P. M. Yap)" كان قد اقترح تصنيفها حسب الأعراض المميّزة للحالة، فعلي سبيل المثال قام بوضع مجموعة أمراض تمثّل ردة الفعل تجاه الخوف والقلق، ومجموعة أخرى متعلقة بأعراض الغضب الشديد وهكذا. ثم اقترح الطبيب النفسي الأمريكي "رونالد سايمونز"، المختص في الطب النفسي الثقافي، بتصنيف الحالات حسب العوامل المشتركة فيما بينها، فيكون لدينا -تبعا لهذا التصنيف- مجموعة للأمراض التي تؤثر على النوم أو مجموعة للحالات المتعلقة بالأعضاء الجنسية وهكذا، وهو ما عرف بنظام الأصنوفة (Taxon classification). ثم قام الطبيبان "تسينغ" و"ماكديرمونت"بمحاولة تصنيف هذه الأمراض تبعا لأثر الثقافة عليها، فهناك مجموعة للأمراض المرتبطة باعتقادات ثقافية، ومجموعة أخرى للأمراض التي تتشكل بوصفها ردة فعل مقبولة اجتماعيا للتعامل مع الضغوطات، وغيرها من المجموعات التي ترتكز على فكرة رئيسية، وهي أن ما هو ثقافي قادر على التأثير في عملية الإمراض النفسية وتشكيلها بطرق مختلفة(1).
أما في سياق التصنيف الغربي للأمراض والمتمثل بصورة أساسية بكُتيّب الأمراض العقلية والنفسية (DSM)، فإن كثيرا من الأمراض المتعلقة بالثقافة جرى تصنيفها بوصفها فروعا لأمراض موجودة سلفا، سواء أكانت أمراض الشخصية أو أمراض المزاج وغيرها، وأحيانا استُخدِم مصطلح "Not otherwise specified (أمراض غير محددة)" عند الحديث عنها. ويُذكر أن الكُتيّب الرابع (النسخة السابقة من الدليل التشخيصي) قد صنّف بعض هذه الأمراض وذَكَرها في الملحق بشكل وصفي، وليس من ناحية إرشادات العلاج، والمصطلح المستخدم لهذه الأمراض هو المتلازمات المتعلقة/المرتبطة بالثقافة(Culture- Bound Syndromes) (1)(8). أما في الكتيب الخامس فأُطلق على هذه الحالات، بعد أن تم إزالة بعضها وإضافة حالات أخرى، اسم المفاهيم الثقافية للمِحَن(9) (Cultural Concepts of Distress).
وللإجابة عن تساؤل ما إذا كانت هذه الحالات عبارة عن أعراض أم متلازمات، فيجب -بدايةً- التفريق بين المصطلحين، فالعَرَض هو كالحرارة، جزء من عدة أمراض، بينما مجموعة الأعراض غير المعرّفة -أي تلك التي لا تندرج تحت أي أمراض- تُعرَف باسم المتلازمة. وفي سياق حديثنا، فإن هذه الحالات كانت تُذكَر في أدبيات الطب النفسي إما بوصفها عرضا معروفا باسم معيّن في ثقافة ما، لكن في الغالب كانت تُذكَر بوصفها متلازمة متشكلة من عدد من الأعراض، وفي حالات أقل بعض هذه الحالات كانت تشكل جوائح نفسية تنتشر فجأةً في ثقافات معينة بزمن ما ثم تختفي(1).
وختاما، فإن هذا الحقل اليافع في الطب النفسي والذي عُرف "بالطب النفسي الثقافي"، فتح الباب على أسئلة بحثية كثيرة وبعض الاعتراضات، فعلى سبيل المثال كانت هناك اعتراضات متعلقة بربط هذه الحالات المتعلقة بالثقافة بالشعوب الشرقية أو غير الغربية، رغم وجود أمراض نفسية متعلقة بالثقافة الغربية مثل اضطراب تشوه الجسم (Body Dysmorphic Disorder) وأمراض تناول الطعام (Eating Disorders)، وطرح السؤال الآتي: هل تصنيف المرض ضمن كتيبات التشخيص الغربية هو ما يجعل أحد الأمراض النفسية أكثر حقيقية من غيره؟
في المقابل فإن هذه الأمراض المرتبطة بالثقافة قدّمت عامل الثقافة بوصفه مؤثرا أساسيا في عملية الإمراض النفسية، الأمر الذي دفع لفهم أوسع وأدق لكثير من الأمراض النفسية. وفي طبيعة الحال، فإن تطورًا كهذا يعد مهما جدا في مبحث الطب النفسي، ويصب في سياق التغيرات المستمرة التي تحدث في تصنيف الأمراض النفسية مع إصدار كل طبعة حديثة من كتيّب تشخيص الأمراض النفسية والعقلية، لتصب هذه التغيّرات -في نهاية المطاف- في مصلحة المريض من خلال إرشادات لممارسة طبية أفضل.
_______________________________________________
المصادر:
- Tseng WS. From Peculiar Psychiatric Disorders through Culture-bound Syndromes to Culture-related Specific Syndromes. Transcult Psychiatry. 2006;43(4):554–76.
- Imai H, Ogawa Y, Okumiya K, Matsubayashi K. Amok: a mirror of time and people. A historical review of literature. Hist Psychiatry. 2019;30(1):38–57.
- Baig BJ. Social and transcultural aspects of psychiatry. Companion to Psychiatr Stud. 2010;(1952):109–19.
- Saint Martin ML. Running amok: A modern perspective on a culture-bound syndrome. Prim Care Companion J Clin Psychiatry. 1999;1(3):66–70.
- Coulacoglou C, Saklofske DH. Advances in Theoretical, Developmental, and Cross-Cultural Perspectives of Psychopathology. Psychom Psychol Assess. 2017;293–342.
- Chhim S. Baksbat (Broken Courage): A Trauma-Based Cultural Syndrome in Cambodia. Med Anthropol Cross Cult Stud Heal Illn. 2013;32(2):160–73.
- Sallin K, Lagercrantz H, Evers K, Engstrom I, Hjern A, Petrovic P. Resignation syndrome: Catatonia? Culture-bound? Front Behav Neurosci. 2016;10(JAN):1–18.
- Balhara YPS. Culture-bound syndrome: Has it found its right niche. Indian J Psychol Med. 2011;33(2):210–5.
- Correll C, Stelka B, Harsinay A. Culture-specific psychiatric syndromes: A review. Medscape Psychiatry. 2018;1–21.