حكم وحكمة يناقش دور المسلمين في الغرب والتحديات التي يواجهونها
وجاءت هذه الرسائل ضمن حلقة جديدة من برنامج "حكم وحكمة" التي حملت عنوان "المسلمون في الغرب"، حيث تناول عبد الكافي مع ضيوفه دورهم وما يواجهونه من تحديات مستعرضا أهمية التعايش الإيجابي والالتزام بتعاليم الدين في بناء صورة إيجابية عن المسلمين.
واستعرض عبد الكافي مشهدا تاريخيا مؤثرا عن الصحابة الذين انتشروا في مختلف أصقاع الأرض بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، مشيرا إلى أن الصحابة نشروا الإسلام بحبهم وعدلهم، بينما تواجه الأجيال الحالية تحديات كبرى في الغرب، حيث يسود كثير من الكراهية وسوء الفهم عن الإسلام، وتساءل: "أين الخلل؟ ولماذا انعكس هذا الحب إلى نفور؟".
اقرأ أيضا
list of 4 itemsالمفكر الصادق الفقيه: على العرب استكشاف إستراتيجيات للتغلب على التبعية والتخلف
مالك بن نبي: التأهيل الإنساني والاجتماعي هو مفتاح صنع الحضارة
أمجد قورشة: أعداء الأمة يخططون لإفساد شبابنا وغيابُ التواصل داخل الأسرة كارثة
وفي هذا السياق، استعرض عبد الكافي قصص عدد من أعلام المسلمين ممن غيروا مواطنهم وقدموا نماذج مشرفة وتطرق إلى قصة الصحابي الجليل أبو أيوب الأنصاري الذي انتقل في كبره إلى أراض جديدة لنشر رسالة الإسلام، حيث دفن في إسطنبول التي تعد الآن رمزا من رموز الحضارة الإسلامية، مما يعكس دور المسلمين الأوائل في بناء جسور التواصل الحضاري.
وعرضت الحلقة آراء عدد من المسلمين المقيمين في دول غربية حول الصعوبات التي يواجهونها، حيث تحدثت إحدى السيدات عن أهمية التأقلم مع الثقافة الأوروبية الجديدة طالما لم تخالف الدين الإسلامي، مشيرة إلى أهمية عدم الضغط على الأبناء للتمسك بتقاليد البلاد الأصلية بشكل صارم.
في حين رأت سيدة أخرى أن من لا يستطيع التأقلم والاندماج مع القدرة على الحفاظ على دين وعقيدة أولاده فيجب أن يظل في بلده الأصلي مهما بلغت الصعوبات.
كما عبّر بعض الشباب عن تحديات أخرى، مثل العزلة الاجتماعية بسبب اختلاف الثقافات والخوف من الاندماج، إضافة إلى انتشار الصور النمطية السلبية التي تربط المسلمين بالإرهاب، وهذا يؤدي إلى تصاعد العنصرية تجاههم.
معايير الوجود في الغرب
وفي حوار مفتوح، ناقش عبد الكافي تساؤلات مباشرة مع مجموعة من الشباب والفتيات العرب حول وجود المسلمين في الغرب، وتركز النقاش على معايير البقاء أو العودة إلى البلاد الأصلية، وما الذي يجب أن يحمله المسلم معه عند اتخاذ قرار الاستقرار في الغرب.
وتساءل عدد من المشاركين عن كيفية الموازنة بين الحفاظ على الهوية الإسلامية والانخراط في المجتمعات الغربية، وهل يمكن أن يكون هذا الوجود خيرا كله أم شرا كله، أم مزيجا من الاثنين.
وفي الجزء الثاني من الحلقة، استضاف عبد الكافي الدكتور خالد حنفي، نائب رئيس المجلس الأوروبي للإفتاء، الذي تناول قضية الوجود الإسلامي في الغرب، وأهميته للمسلمين والغرب في ذات الوقت.
وأشار الدكتور حنفي إلى أن هذا الوجود يمكن اعتباره نعمة من الله وفرصة لتقديم صورة واقعية للإسلام، لكنه شدد على أهمية ترجمة قيم الإسلام في الأفعال والسلوك، وليس فقط في النصوص والكتب.
وأكد حنفي أن كل مسلم في الغرب هو بمثابة كتاب مفتوح عن الإسلام، حيث يمكن أن يكون سببا في اعتناق الآخرين للإسلام أو الابتعاد عنه، مستشهدا بنماذج لأشخاص أثروا إيجابيا وسلبيا في المجتمعات التي يعيشون فيها.
واتفق عبد الكافي مع ضيفه على أن تقديم صورة إيجابية عن الإسلام في الغرب يحتاج إلى ترجمة عملية للقيم الإسلامية، من خلال فهم الدين والعيش وفق تعاليمه، مشيرين إلى أن أفعال المسلمين هي الأداة الأكثر تأثيرا في تغيير الصور النمطية السلبية وتعزيز التفاهم بين الثقافات.