"كل رجال الباشا".. ما الوجه الخفي لمحمد علي مؤسس مصر الأول؟
وسلط برنامج "خارج النص" (2022/2/20) الضوء على النظرة السائدة لتلك المرحلة، ولكن بطريقة مغايرة، حيث عمد إلى تكسير الصورة المتوارثة عن محمد علي كمؤسس لجيش مصر الأول، واضعا محمد علي باشا أمام محاكمة تاريخية، وحملت فصول الكتاب نقدا لاذعا لتجربة الباشا من جهة نواياه تجاه مصر، وكذا موقفه من الدولة العثمانية التي اعتبره الكاتب امتدادا لها.
وعن موقف الشعب المصري من الباشا، قال المتخصص في ترجمة الوثائق العثمانية كمال خوجة أوغلو إن تعامل المصريين مع الباشا يقتصر فقط على الناحية الإعلامية، لأنه استطاع اكتساح المناطق العثمانية، وكان سببا في سقوط الدولة، ولذلك كان هناك تناقض في مواقف المصريين تجاهه.
ويبدأ فهمي ببناء سرديته حول تأسيس الجيش في عهد محمد علي بالمرور على ما يعرف تاريخيا بمذبحة المماليك أو مذبحة العلقة، حيث قال بهذا الشأن "كان على الباشا -قبل أن يقوم بتدريب أية قوات على النمط الجديد الذي كان يفكر به- أن يدعم وضعه الجديد كسيد مصر، وتطلب ذلك التخلص من قوة المماليك الذين كانوا فعليا أمراء البلاد العسكريين لعدة قرون مضت".
ويتتبع فهمي في معظم فصول الكتاب حياة جندي مفترض من جنود جيش محمد علي، من تجنيده إلى هروبه مرورا بتدريبه وحياته في المعسكر وسلوكه داخل المعركة ورعايته صحيا. ومن خلال هذا الخيار يقدم المؤلف -في مواجهة الفخر الوطني السائد المتوارث بمحمد علي وجيشه وانتصاراته وإصلاحاته- الوجه الآخر للعملة المهانة والعنف والاستغلال الذي وقع ضحية له الفلاح المصري.
وبخصوص المنهجية التي اعتمدها فهمي في كتابه، قال الباحث في التاريخ الإسلامي محمود السيد الدغيم إن الكاتب يمثل المنهجية الإنجليزية في مقاربة الأحداث التاريخية، ولكنه يقدم نفسه على أنه يقدم منهجية مصرية جديدة، وهذا ما أعطى لأطروحته صدى كبيرا.
أما الباحث في التاريخ والحضارة الإسلامية محمد شعبان أيوب فاعتبر أن الكاتب اتبع منهجية التابع، وذلك لكونه يروي قصة الهامش بلسان الناس، في حين أن التاريخ غالبا ما يروى من خلال المثقفين وأعوان السلطة.