احتقر الشرق ونبذ القومية العربية.. كشف لأسرار شبه محرمة عن الحبيب بورقيبة
وتابع برنامج "خارج النص" (2021/11/7) هذه السيرة التي تجرأ فيها سعيد على تجاوز المحرمات والممنوعات التي أحاطت ببورقيبة مناضلا ورئيسا ثم شيخا مبعدا عن الحياة السياسية والاجتماعية لبلاد أحكم قبضته عليها لعقود، بوصفه أبًا قبل أن يكون رئيسا.
وأوضح سعيد أن اختيار العنوان كان نابعا من أن الحديث عن بورقيبة في عهد خلفه زين العابدين بن علي سلبا أو إيجابا من المحرمات، إذ يرى أن تونس كان محرما عليها أن تكون دولة عربية، لأن بورقيبة جعل تونس تتخلص من الاستعمار الفرنسي ظاهريا فقط.
كما عكس الكتاب شخصية مركبة لزعيم ناضل ضد الاستعمار الفرنسي، لكنه ظل وفيا في أعماقه للمدرسة الفرنسية في الفكر والثقافة ومنحازا للأفكار الغربية الحداثية، مقابل احتقار الشرق ونبذ القومية العربية.
حقيقة المؤامرة
وكشف الكتاب عن جرعات عنف كبيرة في شخصية بورقيبة، وقد وجهها دفعة واحدة ضد المتآمرين عليه عام 1962، حيث ألقى سعيد بظلال من الشك حول حقيقة هذه المؤامرة التي ذهبت بـ25 رجلا من العسكريين والمدنيين إلى السجن والإعدام، ومن ثمّ يطرح فرضية اختلاقها.
أما المؤرخ عبد الجليل التميمي، فوصف بورقيبة بأنه رجل استثنائي، إذ استطاع استيعاب كل خصوصيات الذاكرة الوطنية والعمل على استقلال تونس بطرقه الخاصة.
في المقابل، ذهب السياسي أحمد نجيب الشابي إلى أن بورقيبة كان مستبدا لعدم إيمانه بقدرة الشعب التونسي على حكم نفسه بنفسه على المستوى الداخلي، لذلك أراد تخلصيه من الاستعمار ولكن حكمه الاستبدادي صادر كل الحريات وكان وراء الكثير من الأخطاء التي اقترفها.
بدوره، أقر السياسي والكاتب عبد الحميد الجلاصي أن بورقيبة يمتلك مؤهلات الزعامة وقدرة كبيرة على الإبهار والإقناع.