تفجيرات أجهزة الاتصالات اللبنانية تسلط الضوء على الوحدة 8200 الإسرائيلية
وتستحوذ إسرائيل على 10% من السوق السيبرانية العالمية فهي واحدة من أهم منتجي أنظمة البيانات وبرامج التجسس ولديها سيليكون فالي خاص بها اسمه "سيليكون وادي".
ويضمن هذا الاهتمام بالتكنولوجيا تفوقا عسكريا لإسرائيل في الشرق الأوسط، لكن "العمليات القذرة" تضطلع بها حصرا أكبر وحدة عسكرية مفردة في الجيش الإسرائيلي هي الوحدة 8200.
وتسمى هذه الوحدة بالعبرية "شموني ماتايم"، وهي شبيهة بوكالة الأمن القومي الأميركية ويزيد عدد أفرادها عن 15 ألف عضو يقومون بجمع المعلومات وتحليل البيانات وإيصالها للجهات المختصة. وتستهدف هذه الوحدة حكومات وشركات وأفرادا أيضا لجمع أكبر قدر ممكن من المعلومات.
وتتكون الوحدة بشكل رئيسي من الشباب (ذكورا وإناثا) ممن هم في أواخر مرحلة المراهقة وبداية العشرينيات. وتختار أفرادها بناءً على قدراتهم التكنولوجية والعلمية وتخضعهم لبرنامج تعليم سيبراني اسمه "ماغشيميم" يستمر 3 سنوات.
تدريب دقيق وصارم
وخلال فترة التدريب، يتعرف أفراد الوحدة على كيفية التعامل مع أكثر المشاكل تعقيدا في مجالات التشفير والاختراق وبرمجيات الحماية. كما يخضعون لمقابلات واختبارات ودروس صارمة، يدرسون فيها كل شيء، بدءًا من الاتصالات مرورا بالهندسة الكهربائية وانتهاء باللغة العربية، ويشترط عليهم الالتزام بالسرية العالية.
ومن بين العمليات التي اضطلعت بها الوحدة هجوم "ستاكس نت" الفيروسي بين عامي 2005 و2010 الذي عطل أجهزة الطرد المركزي النووية الإيرانية.
كما شنت الوحدة هجوما إلكترونيا آخر وقع في 2017 على شركة الاتصالات المملوكة للبنان "أوجيرو"، وأحبطت هجوما لتنظيم الدولة على رحلة تابعة لشركة نقل جوي مدنية كانت متوجهة من أستراليا إلى الإمارات عام 2018.
فشل ذريع
وبعد التفجيرات الأخيرة التي طالت أجهزة البيجر الخاصة بحزب الله اللبناني، اتجهت أصابع الاتهام إلى الوحدة 8200، التي اعتبرها نشطاء، دليلا على اهتمام إسرائيل بالكفاءات فيما قال آخرون إنها فشلت تماما في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
فقد كتب علي "بياخدوا (يأخذون) الشباب من أول طلعتهم لأن بيكون دماغهم مفتوح ونظيف وقادر يفكر ويبدع وبهيك يقدروا يحصلوا على أفكار جديدة و يستفيدوا من مواهبهم". فيما قالت ليا "كل هالنجاح والسيرة الحميدة لهالمجموعة السرية بس ما قدرت تتنبأ بهجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول.. ما بعرف كانوا نايمين ولا آخدين إجازة".
أما يارا فقالت إن الحرب التكنولوجية "أقوى من الحرب بالصواريخ والمدافع. وهذه هي النتيجة: خسر حزب الله أكثر من عشرين مقاتلا بدون ما تطلق إسرائيل ولا رصاصة وحدة".
وأخيرا، قالت نينا: "لا غرابة في أن يكون هذا العمل الاستخباراتي إسرائيليا لأن أغلب برامج التجسس في العالم إسرائيلية"، وتساءلت "متى نفكر في أن نمتلك ونصنع مثل هذه التقنيات؟".
ويعود تأسيس الوحدة 8200 إلى ما قبل 1948 عندما أنشئت تحت اسم وحدة التحصيل المركزية، ثم انتقلت إلى يافا وتكونت فيها فرق تنصت إستراتيجية ووحدات متنقلة. وفي عام 1953 تغيّر اسمها إلى الوحدة 515، وأنشئ فيها قسم "مرام" المختص بالأنظمة الحاسوبية، وأسهمت المعلومات التي قدمتها الوحدة قبل حرب عام 1967 في تحقيق اختراقات كبيرة.
وفي عام 2004 أصبحت وكالة الاستخبارات المركزية الإسرائيلية وعاد لها اسمها الأول 8200. وفي حرب يوليو/تموز 2006 على لبنان أسهمت الوحدة في جمع معلومات عن كبار الشخصيات في حزب الله.