متفرقات

مؤسس "الإغاثة الإسلامية": إعادة بناء غزة ستواجه تعقيدات كبيرة تتطلب الإعداد لها من الآن

يقول مؤسس منظمة الإغاثة الإسلامية الدكتور هاني البنا إن دول الغرب التزمت الصمت إزاء الإبادة التي تعرض لها مسلمو البوسنة في تسعينيات القرن الماضي بتواطؤ من القوى الأممية كما هي الحال اليوم في قطاع غزة.

بانر اثير - أسئلة الحدث

وخلال مشاركته في بودكاست "أسئلة الحدث"، قال البنا -وهو أيضا رئيس المنتدى الإنساني العالمي- إن الشرق أيضا وقف صامتا إزاء مجازر الصرب بحق المسلمين ولم يفعل أكثر مما يفعله اليوم تجاه ما يتعرض له الفلسطينيون على يد الاحتلال.

وأشار البنا الذي يعتبر من قادة العمل الإنساني العالمي إن الشباب المسلم هو الذي تحرك لإغاثة مسلمي البوسنة وليس الدول التي قال إنها تُخضع المساعدات الإنسانية لحسابات السياسة.

لذلك، فإن من أولويات العمل الإنساني، استقراء ما يمكن أن تصل إليه الأمور في بلد ما سواء كان مواجهات عسكرية أم كوارث طبيعية أم غير ذلك من الأمور التي تتطلب تدخلا إنسانيا، كما يقول البنا.

ومن المهم أيضا -يضيف البنا- أن تكون المؤسسة أو الجمعية الخيرية حيادية وملمة بقواعد القانون الذي يحكم عملها والالتزام بمبدأ الشفافية بشكل كامل حتى لا تجد نفسها منخرطة في مخالفات كبيرة مثل غسيل الأموال مثلا.

الوضع الإنساني في غزة

وعن تعطيل عمل المؤسسات الإنسانية في قطاع غزة، قال البنا إن الأمر يبدو له وكأنه قرار من خارج المنطقة، وإنه لا يوجد من يمكنه تغيير هذا الوضع الذي يتشابه تماما مع ما حدث في البوسنة والهرسك قبل 30 عاما.

ولفت البنا إلى أن الفارق بين ما حدث في البوسنة والهرسك وما يحدث في غزة هو أن مسلمي البوسنة وجدوا دولا تستقبلهم ومن يساعدهم على عكس ما يواجهه أهل غزة حاليا من حصار كامل.

وقال إن الاستجابة الإنسانية من جانب المنظمات الدولية في غزة تسير بشكل حسن رغم ما تواجهه من عقبات سياسية بالأساس، لافتا إلى أهمية جمع ما يمكن جمعه حاليا حتى تتوفر الظروف المواتية لإيصاله للمحتاجين.

وإلى جانب ذلك، ينصح البنا باستغلال وجود وسائل الإعلام التي تنقل ما يحدث في غزة لجمع كل ما يمكن جمعه من تبرعات قبل أن تطوى الصفحة، مشددا على ضرورة وقف جزء من هذه التبرعات لإعادة بناء المجتمع الغزي بعد الحرب.

ومن بين الأمور المهمة في الوقت الراهن برأي البنا، هو عمل دراسة لوضع القطاع قبل توقف الحرب وحشد الأموال اللازمة لإعادة بناء المجتمع بشكل فوري بدلا من انتظار الأمم المتحدة أو الدول المانحة التي قال إنها لا تستجيب إلا لمن يملكون المال ويحتاجون لمزيد من الدعم.

وأكد البنا أن المؤسسات الدولية لا تتعامل مع من يريدون البناء من الصفر بعد الحرب ومن ثم فإن على كافة المؤسسات أن تبدأ في تكوين احتياطيّ إستراتيجي للشروع بالعمل بعد الحرب فورا حتى يجلبوا الدعم الدولي بشكل عاجل.

كما شدد على ضرورة عمل مسح لمتطلبات المجتمع الغزي ومسح لخريطة المانحين وللشركات التي يمكنها الدخول لإعادة الإعمار والمجالات التي تعمل فيها كل شركة، مؤكدا أن إعادة بناء غزة ستواجه تعقيدات كبيرة جدا وخصوصا من الناحية الأمنية.