من واشنطن

هل حقا يؤثر داعمو فلسطين على تصويت اليهود الأميركيين للديمقراطيين؟

يقول محللون إن اليهود الأميركيين ما زالوا يميلون إلى الديمقراطيين في غالبيتهم، وإن من يخرجون دفاعا عن قضية فلسطين لا يغيرون من دفة الانتخابات نهاية الأمر.
بانر من واشنطن
بانر من واشنطن (الجزيرة)

وقال الكاتب الصحفي الأميركي توماس فريدمان لبرنامج "من واشنطن" إن الطلاب الذين يتظاهرون في الجامعات الأميركية من أجل قضية فلسطين لن يؤثروا في قرارات الساسة ليس لأنهم مخلصون ولكن لأنهم "أقلية الأقلية".

وأضاف فريدمان أنه مؤمن بأن المنطقة أمام خيارين اثنين فقط وهما: حل الدولتين أو الحرب للأبد، مع فارق واحد كبير هو أن "هذه الحرب ستكون شاملة ومدمرة وبالصواريخ الدقيقة".

وكانت استطلاعات الرأي تشير إلى أن اليهود الأميركيين أكثر ميلا لجهة اليمين قبل إعلان الحزب الديمقراطي ترشيح كامالا هاريس نائبة الرئيس للانتخابات المقبلة بعد تراجع الرئيس جو بايدن عن خوض المنافسة.

وقال المحلل صامويل أبرامز في معهد "أميركان إنتربرايز" يميني التوجه إن "موقف إدارة بايدن المقلق ووجهات نظر هاريس الأقل دعما للحرب قد تلعب دورا في تحول اليهود بعيدا عن الديمقراطيين".

وأضاف "كانت هذه الديناميكية واضحة في الانتخابات التمهيدية مع مستوى كبير من المشاركة اليهودية في الإطاحة بالتقدمي المتطرف جمال بو من من مقعده بالكونغرس خارج مدينة نيويورك".

هل الاستطلاعات واقعية؟

لكن هناك من يختلف مع هذا الحديث، ويرى أن بايدن "كان مغاليا في دعمه للحرب الإسرائيلية" وأن الاستطلاع السابق بني على أرضيات ومسلَّمات تتماشى مع المعهد وميول المحلل.

إعلان

وأظهر استطلاع جديد للرأي مطلع سبتمبر/أيلول الماضي، بعد فوز هاريس بترشيح الديمقراطيين، أن أغلبية كاسحة من اليهود الأميركيين (72%) تفضلها مقابل 25% يدعمون منافسها الجمهوري.

لكن هذه الاستطلاعات تظل محل تساؤلات بشأن طريقة إجرائها ونوعية اليهود المشاركين، ومدى تعبيرها عن واقع الناخبين فعليا.

ومع ذلك، يقول الكاتب كوري ووكر إن استطلاعا "أجراه المجلس اليهودي الديمقراطي المتحالف مع الحزب الديمقراطي في أبريل/نيسان الماضي، أظهر تقدم هاريس على بايدن في صفوف اليهود الأميركيين وإن بايدن يتفوق على ترامب".

وقال جون زغبي (مؤسس مركز جون زغبي للدراسات واستطلاعات الرأي) إن هذه الاستطلاعات تقوم في مجملها على قواعد سليمة وتتوافق جدا مع اختيارات الناخبين فعلا، مضيفا "لو جمعنا هذه الاستطلاعات كلها سنجد أن اليهود غالبيتهم من الديمقراطيين وهو أمر يتوافق مع نتائج الاستطلاعات مما يعني أن منهجيتها جيدة".

واعترف زغبي بحقيقة وجود ميل من اليهود إلى جانب اليمين خلال الفترة الماضية لأسباب تتعلق بالاقتصاد أو بالاندفاع نحو شعار "أميركا أولا" لكنه قال إن هذا التغيير ليس كبيرا نهاية الأمر.