ضربت بنغلاديش الشهر الماضي موجة احتجاجات على نظام مثير للجدل لتوزيع الوظائف في أجهزة الدولة، ما لبثت أن تحولت إلى اضطرابات غطت أنحاء البلاد بعد حملة قمع قاسية من قبل السلطات. وقُتل ما يقرب من 300 شخص في غضون أسابيع، في واحدة من أعنف مراحل حكم رئيسة الوزراء الشيخة حسينة المستمر منذ 15 عاما.
في 21 يوليو/تموز الماضي، عدلت المحكمة العليا نظام الحصص الذي كان يخصص ثلث الوظائف الحكومية لأحفاد المحاربين القدامى في حرب تحرير بنغلاديش عام 1971.
لكن خطابات رئيسة الوزراء الشيخة حسينة المناهض للاحتجاجات التي تزامنت مع قمع الشرطة، وهجمات مجموعات تابعة لحزب رابطة عوامي الحاكم على المتظاهرين، أشعلا هبة جماهيرية ضد حكومة حسينة.
وفي الرابع من أغسطس/آب الجاري، قُتل ما لا يقل عن 100 شخص جراء حملة قمع نظمتها الشرطة، مما وسّع نطاق الغضب. وفي اليوم التالي، اضطرت حسينة إلى الاستقالة والفرار من البلاد، منهية حكما دام 15 عاما.
وبلغ غضب الشارع البنغالي حد قيام المحتجين بإسقاط وتشويه تماثيل الشيخ مجيب الرحمن أيقونة حرية بنغلاديش ووالد رئيسة الوزراء.
5 يونيو/حزيران السابق
أعادت المحكمة العليا العمل بنظام الحصص، وألغت قرارا اتخذته حكومة رئيسة الوزراء حسينة عام 2018 بإلغائه. وأثار حكم المحكمة الاحتجاجات الأولية التي قادها طلاب الجامعات.
وكثف الطلاب احتجاجاتهم عندما رفضت حسينة تلبية مطالبهم، مستشهدة بإجراءات المحكمة. وأطلقت على المتظاهرين اسم "رزاكار"، وهو مصطلح مهين للغاية التصق بالمتهمين بالتعاون مع الجيش الباكستاني خلال حرب التحرير عام 1971.
1 يوليو/تموز الماضي
الطلاب يبدؤون احتجاجاتهم للمطالبة بإنهاء نظام حصص الوظائف.
15-20 يوليو/تموز
بحلول منتصف يوليو/تموز الماضي، اتخذت الاحتجاجات طابعا أكثر عنفا بعد مهاجمة رابطة شاترا -التي تمثل الجناح الطلابي للحزب الحاكم- والشرطة الطلاب المتظاهرين في العاصمة دكا. وسرعان ما أغلقت الحكومة الجامعات وقطعت الإنترنت. وفي الفترة من 10 إلى 20 يوليو/تموز السابق قُتل ما لا يقل عن 187 شخصا واعتقل ألف آخرون جراء العنف والحملة الحكومية.
17 يوليو/تموز
يُظهر فيديو تم التقاطه يوم 17 يوليو/تموز الماضي، وتحققت وكالة سند من صحته، متظاهرين في جامعة دكا يتعرضون لإطلاق النار.
18 يوليو/تموز
وفقًا لـ"نيت بلوكس" (NetBlocks)، وهي منظمة متخصصة بمراقبة الأمن السيبراني وإدارة الإنترنت، فقد قامت السلطات بقطع الإنترنت في بنغلاديش في محاولة لقمع الاحتجاجات على مستوى البلاد.
19 يوليو/تموز
فرض حظر التجوال بأنحاء البلاد وتم توثيق إطلاق القوات المسلحة نيرانها على حشد كبير من المتظاهرين الذين كانوا يرشقون مركبة الجيش بالحجارة أثناء تحركها إلى الخلف. ونشر باحث بنغالي يدعى زولكار نين ساير فيديو على حسابه على منصة إكس يظهر الشرطة وهي تلقي طالبا جريحا هو الشيخ يامين من ناقلة جنود مدرعة. ويامين -الذي تُرك ليموت على قارعة الطريق- هو طالب في المعهد العسكري للعلوم والتكنولوجيا "إم آي إس تي" (MIST).
21 يوليو/تموز
المحكمة العليا تلغي معظم الحصص المثبتة في نظام التوظيف. وتم تخفيض حصة 30% المخصصة لأحفاد المحاربين القدامى إلى 5%، وتم حجز 2% للأقليات العرقية، مع ترك الوظائف المتبقية البالغة 93% لجميع البنغلاديشيين الآخرين ليتم تحديدها على أساس الجدارة. واستمر حظر التجول ساريا في جميع أنحاء البلاد، في ظل سيطرة الجيش على الشوارع.
23 يوليو/تموز
استئناف محدود لخدمة الإنترنت. تم نشر مقطع فيديو على منصة إكس لشرطيين يطلقان النار على متظاهر جريح يجره رجل أعزل في جنوب دكا. وشوهد رجال الشرطة -أحدهم بملابس مدنية- وهم يطلقون النار عليهم من مسافة قريبة. وزعماء الطلاب يعلنون أنهم سيعلقون الاحتجاج حتى 24 يوليو/تموز الماضي، وهو الموعد النهائي الذي تم تمديده لاحقًا.
can you post that pic.twitter.com/xLYH4RcDYz
— Rohan Miah (@RohanMi04507407) July 23, 2024
25 يوليو/تموز
المحتجون يجددون مطالبهم التي تضمنت إطلاق سراح قادة الاحتجاج، ورفع حظر التجول، وإعادة فتح الجامعات. وبينما أبدوا موافقتهم على أن أمر المحكمة العليا وقبول الحكومة اللاحق يفيان بمطالبهم المبكرة بإصلاح نظام الحصص، قتل أكثر من 150 طالبا متظاهرًا وتم اعتقال ما يقرب من 2700، وفقًا لإحصائيات وكالة أسوشيتد برس، فرأوا أن الأمر لم يكن مقبولًا.
29 يوليو/تموز
المحتجون يواصلون تحركهم، ويطالبون الشيخة حسينة بالتنحي عن منصب رئيسة الوزراء. في هذا الفيديو، الذي تم التحقق منه بواسطة وكالة سند، يمكن رؤية قوات مدججة بالسلاح تتخذ مواقع حول أجزاء مختلفة من المدينة.
Today, the police charged with bombs and opened fire against a peaceful student protest.#StudentsUnderAttack #Bangladesh #BangladeshBleeding #Bangladeshstudentprotest pic.twitter.com/qnf6LzFJOb
— sm ehsan (@syedmdehsan) July 29, 2024
ويظهر فيديو، تحققت وكالة سند من صحته، كيف تفرّق حشد من المحتجين ولاذوا بالفرار في مدينة تشانوغرام بعد انفجار جسم مشبوه.
4 أغسطس/آب الجاري
تجمع آلاف المتظاهرين في ميدان وسط دكا للمشاركة في احتجاجات حاشدة، مطالبين بتنحي رئيسة الوزراء الشيخة حسينة. وبينما تدخل الجيش للمساعدة في استعادة النظام في أعقاب الاحتجاجات السابقة، انضم بعض ضباط الجيش السابقين هذه المرة إلى الحركة الطلابية.
وأبلغت الشرطة والمستشفيات عن حالات وفاة وقعت يوم الأحد في العاصمة دكا ومناطق بوجورا وبابنا ورانغبور الشمالية، وكذلك في ماجورا في الغرب، وكوميلا في الشرق، وباريزال وفيني في الجنوب.
5 أغسطس/آب
تصاعد التوترات في العاصمة حيث أطلق المتظاهرون دعوات للتعبئة الجماهيرية. وفي تطور مفاجئ، أعلنت رئيسة الوزراء حسينة استقالتها وفرّت من البلاد.
ونشر الحزب القومي البنغالي مقطع فيديو، تم التحقق منه بواسطة وكالة سند، للمروحية العسكرية لرئيسة الوزراء وهي تحلق من منزلها إلى قاعدة جوية، يقال إنها غادرت منها إلى الهند.
فريق العمل:
إعداد وتحرير: علياء شوغاتي، مريوم علي
تعريب: علي بابكر حمزة، محمد العلي