في قضايا سياسية خلال عامين.. مركز بحثي: 16 ألف مصري تعرضوا لملاحقات أمنية وقضائية

صورة لبوابة أحد السجون المصرية
بوابة سجن طرة المركزي بالقاهرة حيث ينتظر أهالي المعتقلين العفو عنهم (الجزيرة)

القاهرة – وثق مركز بحثي مصري مستقل تعرض أكثر من 16 ألف شخص من أصحاب الخلفية السياسية للملاحقة الأمنية والقضائية خلال عامي 2020 و2021، في محافظات الجمهورية باستثناء شمال سيناء.

ووفق التقرير الذي أصدره مركز شفافية للأبحاث والتوثيق وإدارة البيانات الاثنين الماضي، فقد تم عرض أكثر من نصف الملاحقين على نيابة أمن الدولة، فيما تم عرض الباقي على النيابة العامة، باستثناء شخص واحد تم عرضه على النيابة العسكرية.

ومنذ مطلع مايو/أيار الجاري يدور الحديث في مصر عن حوار وطني دعا له الرئيس عبد الفتاح السيسي، وأيضا عن عفو رئاسي منتظر عن عدد كبير من سجناء الرأي، سواء المحكوم عليهم أو الذي يخضعون للحبس الاحتياطي على ذمة قضايا سياسية.

وفيما تباينت ردود فعل القوى السياسية والنشطاء حول الدعوة إلى الحوار، لكن الجميع أجمع على أن أول خطوة مطلوبة من الحكومة هي الإفراج عن المعتقلين السياسيين، وأن إطلاق سراحهم لا يحتاج إلى حوار بالأساس.

أرقام مفزعة

وعرف التقرير حالة "القبض والاتهام على خلفية سياسية"، على أنها كل تحرك أمني (استيقاف أو قبض) أو قضائي (اتهام بقرار ضبط وإحضار) ضد أشخاص على خلفية سياسية.

وتضمنت قاعدة البيانات التي أعدها المركز، أكثر من 16 ألف واقعة تحرك أمني أو قضائي من بينها 10 آلاف خلال عام 2020 ونحو 5800 خلال عام 2021، ضد أشخاص على خلفية سياسية في جميع محافظات الجمهورية، عدا محافظة شمال سيناء، وذلك عبر أكثر من 300 دائرة قسم شرطة ومدينة ومركز.

إعلان

ويتوزع العدد -في قاعدة البيانات- بين 15 ألفا و710 حالة إحالة للنيابة (بينهم 2201 واقعة تدوير بمعنى الإحالة لقضية جديدة)، و161 حالة "استيقاف ثم صرف من المحضر" أو "لم يتم عمل محضر من الأساس"، بالإضافة إلى 194 واقعة لم يتم التوصل فيها إلى معلومات حول عرض المتهم على النيابة أو صرفه دون محضر.

ووفق التقرير، فقد تم التأكد من صدور قرارات إطلاق سراح نهائية بحق 5200 شخص بنسبة 32.5% واستمرار حبس -سواء حبس احتياطي أو قضاء عقوبة- 4801 شخص بنسبة 30%، فيما تعذر التأكد من آخر وضع قانوني لحوالي 6063 شخصا آخرين بنسبة 38%.

كما رصد التقرير 45 حالة وفاة بين من تم القبض عليهم خلال عامي 2020 و2021، مع العلم أنه لم يتم العمل على رصد الوفيات بشكل منفصل، مع ملاحظة أنها ليست كل الوفيات خلال العامين الماضيين.

ضحايا التدوير

وسبق لمركز شفافية للأبحاث والتوثيق وإدارة البيانات -قبل نحو أسبوعين- توثيق تعرض 1764 محبوسا احتياطيا للتدوير على ذمة قضايا أخرى، بعد انتهاء مدد حبسهم الاحتياطي أو صدور قرارات بإخلاء سبيلهم أو أحكام ببراءتهم، بعدما وجهت إليهم الاتهامات السابقة ذاتها أو اتهامات مشابهة بهدف استمرار احتجازهم، وذلك في الفترة من يناير/كانون الثاني 2018 حتى نهاية ديسمبر/كانون الأول 2021، بإجمالي 2744 واقعة.

وعبّر معدو التقرير عما تمكنوا من رصده فقط، وليس عن إجمالي من تعرض لهذا الانتهاك، معللين ذلك بندرة البيانات الحكومية وصعوبة الوصول إلى البيانات الخاصة بالنيابات الجزئية، وفق تصريح أحد معدّي التقرير لموقع "مدى مصر" المستقل.

في انتظار العفو

ولا تزال القوى السياسية المصرية في انتظار تنفيذ السلطات لوعودها بالإفراج عن نشطاء سياسيين، وقال المتحدث باسم الحركة المدنية خالد داود لموقع "مدى مصر"، إن أحزاب الحركة تنتظر تنفيذ الجهات المعنية لوعودها -منذ عيد الفطر الماضي- بالإفراج عن عشرات السجناء السياسيين كخطوة لإثبات جدية الحوار.

إعلان

وأوضح داود الخميس الماضي، أنهم أبلغوا السلطات أن عدم خروج سجناء الرأي سيفقد الحوار المنتظر مصداقيته، وأن السلطات وعدت بالإفراج عن دفعة في عيد الفطر، ثم قالوا نهاية الأسبوع الماضي، ثم الأسبوع الحالي، ولم يحدث شيء حتى الآن.

واتفق عضو لجنة العفو الرئاسي، كمال أبو عيطة، مع داود في تأخر تنفيذ الجهات المعنية لوعودها بالإفراج عن المساجين، قائلا إن اللجنة قدمت قائمة بالإفراج والعفو عن أكثر من ألف سجين متوافق على خروجهم من الجميع، وتلقت وعود بخروج تلك القائمة منذ بداية مايو/أيار الجاري، ولكن حتى الآن الأجهزة الأمنية لم تنه إجراءات خروجهم.

وأشار أبو عيطة إلى أن القائمة المنتظر خروجها تضم عددا من السياسيين، على رأسهم يحيى حسين عبد الهادي، أول متحدث رسمي للحركة المدنية، وهشام فؤاد، وهيثم محمدين، والمحامي محمد رمضان، والبرلماني السابق زياد العليمي، وتضم عددا كبيرا من عمال النقل العام وشركات التأمين المحبوسين ظلما في قضايا الإرهاب.

المصدر : الجزيرة + مواقع التواصل الاجتماعي

إعلان