الإفراج عن القيادي "السني" البارز رافع العيساوي يثير جدلا واسعا في العراق

العيساوي سلَّم نفسه للقضاء العراقي في 16 يونيو/حزيران 2020، تمهيدا لإعادة محاكمته بناء على قرارات غيابية كانت صدرت بحقه قبل سنوات، وفق قانون الإرهاب العراقي.

القيادي السني البارز رافع العيساوي بعد خروجه من المحكمة أمس / مواقع التواصل
العيساوي (يسار) بعد خروجه من المحكمة أمس (مواقع التواصل)

أثار إفراج القضاء العراقي بكفالة أمس الأحد عن وزير المالية الأسبق رافع العيساوي جدلا واسعا في البلاد، في حين رجح متخصصون أن يكون العيساوي مصدر قلق لقيادات سياسية "سُنية" متصدرة المشهد السياسي.

وقال المركز الإعلامي لمجلس القضاء الأعلى -في بيان- إن "محكمة التحقيق المختصة بقضايا الإرهاب في الرصافة أكملت التحقيق مع العيساوي بعد أن سلم نفسه إلى جهات التحقيق المختصة، وأنكر ما نسب إليه، وبالنظر لكون الدليل الوحيد المتحصل ضده في تلك القضايا هو إفادة أحد المتهمين الذي غيّر أقواله عند تدوين إفادته كشاهد في القضية بعد تفريقها عن الدعوى الأصل عملا بأحكام المادة (125) من قانون أصول المحاكمات الجزائية؛ وبالتالي انتفت الأدلة في تلك القضايا المتهم بها وفق قانون مكافحة الإرهاب".

وأضاف البيان أنه لهذه الأسباب صدر قرار بالإفراج عنه، وغلق الدعاوى بحقه مؤقتا.

لكن المجلس عاد اليوم وأصدر بيانا جديدا نشره على موقعه الرسمي وقال فيه إن "رئيس محكمة استئناف بغداد-الرصافة القاضي عماد خضير الجابري أوضح أن بعض وسائل الإعلام تتداول معلومات غير صحيحة بخصوص قضايا العيساوي".

ونقل القضاء عن الجابري قوله "إن محكمة التمييز الاتحادية وجهت المحكمة المعنية بإكمال الإجراءات التحقيقية اللازمة للوصول إلى المبالغ المالية التي لا يزال مصيرها مجهولا". وأضاف البيان "أن العيساوي مطلوب عن قضايا أخرى ما يزال قسم منها قيد المحاكمة في محكمة الجنايات ومحكمة الجنح وقسم آخر قيد التحقيق في محكمة تحقيق الرصافة".

إعلان

تفسيرات متباينة

وتداول عراقيون على منصات التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يظهر لحظة وصول رافع العيساوي إلى مدينة الفلوجة بمحافظة الأنبار (غربي البلاد)، وصورا لاجتماع جمعه مع نواب تحالف "عزم" المتحالف مع ما يعرف بالإطار التنسيقي الذي يضم القوى الشيعية البارزة باستثناء التيار الصدري، في حسن تباينت ردود فعل العراقيين على منصات التواصل بشأن قضية العيساوي.

نحر الذبائح عند مدخل الفلوجة ترحيبا بعودة الدكتور رافع حياد العيساوينحر الذبائح عند مدخل الفلوجة ترحيبا بعودة الدكتور رافع حياد العيساوي بعد قرار محكمة التمييز

Posted by ‎الصقلاوية‎ on Sunday, 10 April 2022

وقال رئيس الحكومة العراقية الأسبق إياد علاوي -عبر حسابه على تويتر- "كنا وما زلنا نثق بقضائنا العادل بوصفه أحد أسس بناء الدولة وركائز نهضتها"، وبارك للعيساوي إنصافه وتبرئته من قبل القضاء، وعبر عن أمله في مراجعةٍ حقيقية لآلاف الأبرياء القابعين خلف السجون منذ سنوات بتهم كيدية.

وكتب الإعلامي أحمد الطيب -على حسابه في تويتر- إن القيادات السياسية السنية ستحتاج كثيرا إلى البندول؛ بعد خروج العيساوي، لا سيما أنهم يعلمون تماما ثقله وقوته وشعبيته وتأثيره في الوسط السياسي السني.

وعلق عضو التيار الصدري عصام حسين -عبر حسابه على تويتر- قائلا "مذكرة اعتقال رافع العيساوي هي الشرارة التي أدت إلى ظهور تنظيم الدولة الإسلامية لاحقا واليوم الإطار التنسيقي من أجل أهداف سلطوية يقفز على هذا التأريخ ويريد إعادة إنتاج رافع العيساوي كقائد سني بديل عن رئيس البرلمان وزعيم كتلة تقدم محمد الحلبوسي". وأضاف حسين "حسب المعلومات هناك تفاوض بين الإطار الشيعي وطارق الهاشمي لإعادته للعراق ورفع التهم عنه".

وكان العيساوي سلَّم نفسه للقضاء العراقي في 16 يونيو/حزيران 2020، تمهيدا لإعادة محاكمته بناء على قرارات غيابية صدرت بحقه قبل سنوات، وفق قانون الإرهاب العراقي.

إعلان

وفي ديسمبر/كانون الأول 2018، أصدرت وزارة المالية أمرا وزاريا قررت بموجبه تبرئة العيساوي و6 أشخاص آخرين لعدم وجود "أدلة كافية" ضدهم.

ويعد العيساوي أحد أبرز السياسيين السُّنة، وشغل العديد من المناصب التي من بينها وزير الدولة للشؤون الخارجية ووزير المالية في حكومة رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي بين عامي 2006 و2014، قبل أن يُعزل بتهم تتعلق بما يسمى الإرهاب، ووصفها العديد من الأطراف بأنها كانت على خلفية دوافع سياسية.

المصدر : مواقع التواصل الاجتماعي + وكالات

إعلان