موزمبيق.. الجيش يبدأ عملية لاستعادة بلدة ساحلية من قبضة مسلحين مرتبطين بتنظيم الدولة
أعلنت وزارة الدفاع في موزمبيق أن قواتها بدأت الأحد عملية عسكرية لاستعادة مدينة بالما الساحلية من مسلحين مرتبطين بتنظيم الدولة الإسلامية، كانوا قد سيطروا عليها بعد هجمات أسفرت عن مقتل العشرات.
وقال المتحدث باسم الوزارة عمر سارنغا في مؤتمر صحفي بالعاصمة مابوتو إن الجيش يخوض مواجهات مع المسلحين في مواقع عدة من أجل استعادة البلدة التي تقع قرب الحدود مع تنزانيا، وتضم أحد أكبر الاستثمارات الخاصة في مجال الغاز بأفريقيا بقيمة 20 مليار دولار، تستثمر فيه شركة توتال (Total) الفرنسية 4 مليارات دولار.
وأضاف سارانغا أن الجيش يسعى لاحتواء ما وصفها بالهجمات الإرهابية، واستعادة الوضع الطبيعي في بالما، مشيرا إلى أنه تمكن من إنقاذ المئات من المواطنين والرعايا الأجانب.
وأكد المتحدث نفسه مقتل عشرات المدنيين على يد المسلحين المرتبطين بتنظيم الدولة الذين يطلقون على أنفسهم اسم "الشباب".
من جهتها، نقلت وكالة رويترز عن مصدر دبلوماسي وآخر أمني، أن القوات الحكومية لم تتمكن بعد من استعادة البلدة التي سقطت بيد المهاجمين مساء الجمعة بعد مواجهات استغرقت 48 ساعة.
وتقع بالما في منطقة تقود فيها شركة توتال مشروعا استثماريا أجنبيا قرب مصنعها للغاز الطبيعي المسال في شبه جزيرة أفونجي، وقد توقف المشروع في يناير/كانون الثاني بسبب التوترات الأمنية وتصاعد حركة التمرد في محافظة كابو دلغادو (شمالي موزمبيق).
وكان المسلحون بدؤوا الهجوم على مدينة بالما بعد يوم من إعلان شركة توتال اعتزامها استئناف العمل في المشروع قرب حدود موزمبيق الشمالية مع تنزانيا.
جثث بالشوارع ونزوح
ونقلت منظمة "هيومن رايتس ووتش" عن شهود أن العديد من الجثث ملقاة في شوارع بلدة بالما، وأن بعض الضحايا قطعت رؤوسهم.
وأفادت مصادر متطابقة بأن المسلحين استهدفوا فنادق تؤوي عاملين أجانب في مشروع الغاز، ومعظم هؤلاء الأجانب من جنوب أفريقيا وبريطانيا وفرنسا.
وتعرض شاحنات موكب يضم فارين من البلدة لإطلاق نار من قبل المسلحين قبل وصوله إلى الشاطئ مما أسفر عن مقتل 7 أشخاص على الأقل وفقدان آخرين، بينما تمكن المئات من الفرار على متن سفينة إلى مدينة بيمبا التي تقع جنوبا، واختبأ آخرون في الغابات المحيطة بالبلدة.
وذكرت صحيفة " ذا تايمز" (The Times) البريطانية أن متعاقدا بريطانيا قتل خلال هجوم على فندق في بالما.
من جهتها، أعلنت شركة توتال الفرنسية إجلاء نحو ألفٍ من موظفيها من بلدة بالما، وقال وزير الخارجية الموزمبيقي أرميندو نغونغا إن سفينة قامت بإجلائهم.
وكان المسلحون قد بدؤوا هجماتهم بشمال موزمبيق منذ عام 2017، وتمكنوا من السيطرة على مدينة موكيمبوا بمحافظة كابو دلغادو، وقد أسفرت تلك الهجمات عن مقتل ما لا يقل عن 2600 شخص، ونزوح 670 ألفا آخرين، وفقا للأمم المتحدة.