لاراثون: ميركل تتحدى ترامب وتساند الفكرة الفرنسية لإنشاء جيش أوروبي

German Chancellor Angela Merkel addresses the European Parliament during a debate on the future of Europe, at the European Parliament in Strasbourg, France, November 13, 2018. REUTERS/Vincent Kessler
المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل تلقي خطابا أمام البرلمان الأوروبي (رويترز)

يثير الاقتراح الفرنسي بشأن إنشاء جيش أوروبي جدلا كبيرا في الأيام الأخيرة، خاصة بعد انتقاد الرئيس الأميركي دونالد ترامب لهذه الفكرة وإعلان المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل مساندتها لها، الأمر الذي يعتبر تحدّيا واضحا للرئيس ترامب.

وتشير صحيفة "لاراثون" الإسبانية في تقرير كتبه سانهير ميلانو إلى أن الاتحاد الأوروبي لم يعد قادرا على الاعتماد على "المظلة الأمنية" الأميركية، خاصة في ظل صعوبة التنبؤ بقرارات ترامب وسياساته.

وتضيف الصحيفة أنه -والحال هذه- أصبح لزاما على الاتحاد الأوروبي تولي الدفاع عن نفسه، بما يعني ضرورة إنشاء "جيش أوروبي" على المدى الطويل، مشيرة إلى أن هذا الجيش لن يتعارض مع حلف شمال الأطلسي، ولكنه سيكون بمثابة "تكملة جيدة" له.

وبحسب التقرير، فقد مثلت هذه الرؤية الرسالة الأساسية في كلمة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل التي ألقتها أمام البرلمان الأوروبي، والتي كشفت فيها عن نظرتها لمستقبل أوروبا.

ويضيف كاتب التقرير أن دعم ميركل لإنشاء جيش أوروبي يعني مساندتها للفكرة التي دافع عنها أيضا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر.

‪ماكرون يتوسط ترامب وميركل أثناء إحياء زعماء العالم الذكرى المئوية للحرب العالمية الأولى في باريس‬  (رويترز)
‪ماكرون يتوسط ترامب وميركل أثناء إحياء زعماء العالم الذكرى المئوية للحرب العالمية الأولى في باريس‬ (رويترز)

تغريدات
ويوضح التقرير أن ميركل بهذا الموقف تكون قد تحدت ترامب نفسه، خاصة أن الأخير هاجم ماكرون مجددا عبر سلسلة من التغريدات بشأن سعي الرئيس الفرنسي لدعم إنشاء جيش أوروبي على وجه التحديد.

وتوجهت ميركل في كلمتها إلى البرلمانيين الأوروبيين بالقول إنه ينبغي العمل على رؤية بناء جيش أوروبي حقيقي مشترك يوما ما، بما يظهر للعالم أنه لن تندلع الحرب مرة أخرى بين الدول الأوروبية.

وتضيف أن ألمانيا تلتزم بإنشاء مجلس أمن أوروبي يتيح اتخاذ قرارات سريعة بشأن السياسة الخارجية، وقوة تدخل أوروبية، وسياسة أوروبية تتعلق بتصدير الأسلحة.

ويضيف التقرير أنه منذ وصول ترامب إلى البيت الأبيض قبل نحو سنتين، لم تنفك المستشارة الألمانية تحذر بأن الزمن الذي يمكن الوثوق فيه بالآخرين قد ولى، وأنه يجب "علينا  نحن الأوروبيين تحديد مصيرنا بأيدينا إذا أردنا أن ندافع عن مجتمعنا".

ويشير إلى أن ميركل أعربت عن دعمها لفكرة الجيش الأوروبي بعد الاحتفال قبل أيام في باريس بالذكرى المئوية لإنهاء الحرب العالمية الأولى.

‪ميركل وترامب على هامش قمة العشرين في هامبورغ بألمانيا منتصف 2017‬ (رويترز) 
‪ميركل وترامب على هامش قمة العشرين في هامبورغ بألمانيا منتصف 2017‬ (رويترز) 

جفاء
ويضيف التقرير أن هذه المناسبة في باريس أظهرت مجددا الجفاء بين ترامب وحلفائه الأوروبيين، وأن الرئيس الأميركي سبق أن رفض فكرة إنشاء جيش أوروبي، وأنه دعا باريس وبرلين إلى زيادة إنفاقهما العسكري في صلب حلف شمال الأطلسي (ناتو).

ويشير الكاتب إلى تغريدة ترامب التي سخر فيها من تصريحات ماكرون بشأن مسألة الجيش الأوروبي التي يقول فيها إن "ماكرون يدعو لإنشاء جيش خاص لحماية أوروبا ضد الولايات المتحدة والصين وروسيا، غير أن ألمانيا كانت تمثل العدو في الحرب العالمية الأولى والثانية"، متسائلا "كيف يمكن أن يحصل هذا في فرنسا؟ فقد بدأ الفرنسيون في تعلم اللغة الألمانية في باريس قبل أن تتدخل الولايات المتحدة وتنقذهم".

وفي سياق متصل، يضيف التقرير أن ميركل لم تلزم بلادها بشيء ملموس بشأن المبادرات التي دافع عنها ماكرون لتعزيز منطقة اليورو، وذلك على غرار إنشاء ميزانية مشتركة أو نظام أوروبي لضمان الودائع المصرفية.

وتؤكد ميركل أن التسامح والتضامن هما المبدآن اللذان يجب أن يقوم عليهما الاتحاد الأوروبي في المستقبل، وذلك ضد القومية والأنانية التي يدافع عنها الشعبويون.

ويختتم التقرير بأن خطاب ميركل في البرلمان الأوروبي لقي ترحيبا من جانب القوى الأوروبية، لكنها اضطرت أيضا إلى مواجهة احتجاجات بعض الجماعات التي تتبنى الشكوكية الأوروبية.

المصدر: الجزيرة + الصحافة الإسبانية

إعلان