بعد إجراء إسرائيلي.. مخاوف من تجسس السيارات الصينية تشعل المنصات

أثار أمرٌ صادر عن رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي بجمع نحو 700 سيارة صينية من ضباط الجيش جدلا واسعا على منصات التواصل الاجتماعي حول مخاوف التجسس المرتبطة بالسيارات الصينية الحديثة، في قرار يعكس تصاعد المخاوف الأمنية من التكنولوجيا المتقدمة المدمجة في هذه المركبات.

وجاء قرار إيال زامير، رئيس أركان الاحتلال، بمصادرة السيارات الصينية من بينها بعض سيارات طراز "تشيري"، بسبب ما وصفته صحيفة "إسرائيل هيوم" بوجود خطر فعلي لتسريب معلومات حساسة كبيانات الموقع الجغرافي والصوت وحتى صور البيئة المحيطة داخل القواعد العسكرية.

وتعتمد السيارات الصينية الحديثة بشكل كبير على التكنولوجيا المتقدمة، بما في ذلك المستشعرات ووحدات التحكم الإلكترونية والأنظمة الذكية والكاميرات والرادارات، وهي تقنيات تتيح للسيارة جمع البيانات وتحليلها بهدف تحسين الأداء والسلامة وتجربة القيادة.

مع ذلك، تواجه هذه السيارات انتقادات تتعلق بالعلاقة المحتملة بين الشركات والحكومة الصينية، في ظل قانون الاستخبارات الوطني الصيني لعام 2017، الذي يلزم المؤسسات والأفراد بالتعاون مع جهود الاستخبارات الوطنية الصينية.

وفي هذا السياق، وجد باحثون نرويجيون أن حوالي 90% من الاتصالات في السيارات الكهربائية الصينية كانت تُرسل إلى خوادم في الصين، بينما وُجهت النسبة المتبقية إلى دول مثل ألمانيا وهولندا والولايات المتحدة وسويسرا، مما يعزز المخاوف الأمنية بشأن هذه المركبات.

لكن جميع السيارات الحديثة، بما فيها الصينية، تواجه مخاوف مشابهة تتعلق باستخدام التكنولوجيا المتقدمة، فهي تحتوي على آلاف الرقائق التي تولد كمية كبيرة من البيانات، يصل بعضها إلى 25 غيغابايتا في الساعة.

ومع ذلك، يشير خبراء إلى أن معظم هذه البيانات يُعالج أو يُحذف داخل السيارة، ويُرسل فقط جزء محدود مثل الموقع وحالة البطارية وسجلات الكاميرا للشركة المصنعة، وهو ما يحدث في مختلف أنواع السيارات الذكية وليس السيارات الصينية فحسب.

إعلان

ورصد برنامج شبكات (2025/11/4) جانبا من تعليقات المستخدمين على هذه المخاوف الأمنية، حيث كتب عباس المهندس مدافعا عن السيارات الصينية:

السيارات الصينية منتشرة في العالم كله محدش (وما) اشتكى (أحد) منها، وإسرائيل أصلا غالبية منتجاتها بها أجهزة تجسس وإلا نسينا بيغاسوس؟!

بدوره، حذر غاري من مخاطر التجسس في السيارات الأوروبية والأميركية أيضا، داعيا السياسيين للحذر، فغرد:

على كل السياسيين الابتعاد عن شراء السيارات المصفحة الأوروبية والأميركية فهم عبارة عن وحدات تجسس متنقلة. لن نجزم بأن السيارات المصفحة الصينية والروسية لا يوجد بها تجسس فهذا ما لا نعلمه

أما هيفا فعبّرت عن قلقها من انتشار السيارات الصينية، ودعت إلى إبعادها عن الأسواق، فكتبت:

السيارات الصينية سيارات تجسس والصين الآن تعرف عن التحركات التي تحدث داخل الدولة… أبعدوا الأجهزة والسيارات والجوالات الصينية عن السوق تماما نحن ساحة حرب مراقبة دوليا بمباركة الصين والسبب الحرب التجارية والمال

في المقابل، رأى رضا أن الأمر لا يعدو كونه حربا تجارية تقودها الولايات المتحدة، وأن إسرائيل تنفذ الأوامر الأميركية فحسب، فغرد:

على أساس أن أميركا وإسرائيل سياراتهم وأجهزتهم مُؤَمنة؟ كل هذا التحريض حرب تجارية فقط من أميركا، وإسرائيل تنفذ الأوامر، والصين تتقدم

وفي ردها على هذه المخاوف، قالت السفارة الصينية في تل أبيب إن جميع السيارات المصدرة من الصين إلى إسرائيل تلتزم بالقوانين واللوائح الإسرائيلية الخاصة بأمن البيانات ونقلها، مؤكدة أن وظائف الاتصال أُزيلت من الطرازات المصدرة.

وأضافت السفارة أن إزالة وظائف الاتصال من السيارات المصدرة يلغي بشكل كبير إمكانية نقل البيانات عبر أنظمة السيارات الذكية، في محاولة لطمأنة المستخدمين والحكومات بشأن التزام الشركات الصينية بالمعايير الأمنية الدولية.

المصدر: الجزيرة

إعلان