فيديو متداول لطرد طلاب مؤيدين لفلسطين من جامعة ميلانو.. ما حقيقته؟

تداول رواد منصات التواصل الاجتماعي خلال الأيام الأخيرة مقطع فيديو يزعم أنه يظهر طلابا في جامعة ميلانو يطردون نظراءهم من مؤيدي حركة المقاومة الإسلامية (حماس) داخل الحرم الجامعي، ما أثار جدلا واسعا.
وانتشر الفيديو على منصة "إكس" مصحوبا بعبارة تزعم أن طلابا هتفوا بعبارة "عودوا إلى بلدانكم المسلمة" أثناء طرد مؤيدين لفلسطين، فضلا عن اتهامهم بتعطيل الدراسة.
اقرأ أيضا
list of 2 itemsتداول الفيديو
ويظهر المقطع الذي شاركته حسابات إسرائيلية منذ 5 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، مناوشات بين أشخاص لا تُعرف هويتهم، وآخرين يرتدون الكوفية الفلسطينية داخل ممر تحيط بجانبيه خيام صغيرة.
Milan students kicked Hamas supporters off campus shouting: “Go back to your Muslim countries!”
Do you support these brave students preventing pro-Palestinian groups to disrupt their classes? — yes or no? pic.twitter.com/aoAywpgQqW
— Liza Rosen (@LizaRosen0000) October 5, 2025
Video: Milan students kicked Hamas supporters off campus shouting: “Go back to your Muslim countries!”
Do you support these brave students preventing pro-Palestinian groups to disrupt their classes? — yes or no?Link: https://t.co/hnCzEamMbw pic.twitter.com/oyzKhqVumV
— Liza Rosen (@LizaRosen0000) October 5, 2025
واعتبر ناشطون أن الفيديو -الذي حقق مئات آلاف المشاهدات على إكس- يعبر عن وعي جديد للإيطاليين تجاه الحرب الإسرائيلية على غزة، فضلا عن تصويرهم للظاهرين في المقطع بأنهم "أنصار حركة حماس".
Students at the University of Milan expel Hamas supporters from their camps at the university!
— Azat (@AzatAlsalim) October 5, 2025
Le vent tourne en Italie
« Les étudiants de l'Université de Milan expulsent les partisans du Hamas de leurs camps à l'université ! » https://t.co/AzoWqeH9m3
— Samuel Athlan 🤟🎗️ (@samuelathlan) October 5, 2025
وأعادت حسابات موثقة نشر المقطع بلغات مختلفة، رافقها انتشار تعليقات مسيئة ومحرضة ضد الطلاب الداعمين لفلسطين، فيما أعرب آخرون عن أملهم في تكرار هذا السلوك في جميع الجامعات المناهضة لإسرائيل حول العالم.
this needs to be done in every universities around the world https://t.co/GIpNTEuBM5
— Captain Nemo (@nemo_captain24) October 5, 2025
كما استغلت حسابات أخرى الحادثة لإطلاق اتهامات وخطاب كراهية ضد المسلمين هناك من خلال منشورات شديدة اللهجة على المنصات، شملت رسائل للمجتمع الإيطالي بضرورة مواجهة من وصفتهم بـ"الإرهابيين" هناك.
Take back our countries from the dirty Muslims. https://t.co/3DJgQpQzwd
— Jesse Montemayor (@JesseMontemayo7) October 5, 2025
Good going Italian youth. Stand up for what’s right. Supporting terrorism is not right, fyi. https://t.co/N1R23t7nxQ
— John Smith (@cwlines) October 5, 2025
حقيقة القصة
لكن فريق "الجزيرة تحقق" وجد الحقيقة مغايرة تماما، إذ توصلنا إلى نسخة سابقة لنفس الفيديو منشورة على منصات مختلفة في 21 مايو/أيار 2024، مما يؤكد أن الحادثة قديمة وليست حديثة كما ادعت هذه الحسابات.
Università statale di Milano
Un gruppo di adulti di “Lotta comunista” ha picchiato gli studenti pro-Palestina e ha distrutto l’accampamento nell’atrio dell’università. pic.twitter.com/1eMsYJE4mC
— Francesca Totolo (@fratotolo2) May 21, 2024
وبالبحث، تبين أن الحادثة تعود لاعتداء مجموعة شبان من حركة تدعى "النضال الشيوعي" (Lotta comunista) في إيطاليا بالضرب على مخيم طلابي داعم لفلسطين في بهو جامعة ميلانو آنذاك، وفقا لتقارير محلية.
توظيف مضلل
وتؤكد هذه المعلومات أن السياق المتداول على منصات التواصل حول الفيديو "مضلل"، كما وُظف في سياق خاطئ لتضليل روادها بشأن موقف الطلاب الإيطاليين من الحرب على غزة، بل ومحاولة تعميم هذه الاعتداءات في أغلب الجامعات الأوروبية المناهضة لإسرائيل.
وأشارت صحف إيطالية إلى أن الطلاب الفلسطينيين تعرضوا آنذاك لاعتداءات من قبل مجموعة نشطاء من الحركة اليسارية في اليوم الـ12 من اعتصامهم، الذي جاء تضامنا مع سكان قطاع غزة واعتراضا على تعاون جامعتهم مع الجامعات الإسرائيلية في ظل حرب الإبادة.
دعوى ضد ميلوني
وأعلنت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجا ميلوني في مقابلة للتلفزيون الحكومي (راي)، يوم الثلاثاء، أنها تواجه مع وزيري الخارجية أنطونيو تاياني والدفاع غويدو كروسيتو تهما بالتواطؤ في الإبادة الجماعية بغزة في إطار دعوى رفعتها منظمة حقوقية فلسطينية إلى المحكمة الجنائية الدولية.
وشهدت إيطاليا مظاهرات غير مسبوقة خلال الأسبوع الماضي، خرج فيها مئات الألوف إلى الشوارع احتجاجا على عمليات الإبادة الجماعية في غزة، وسط انتقادات كثيرة لميلوني من المتظاهرين.
ونأت حكومة ميلوني اليمينية، المؤيدة بشدة لإسرائيل، بنفسها في الآونة الأخيرة عما وصفته بالهجوم "غير المتناسب" على غزة، لكنها لم تقطع أي علاقات تجارية أو دبلوماسية مع إسرائيل، ولم تعترف بدولة فلسطين.