مواقف ألبانيز الداعمة لغزة تجلب عليها انتقادات واسعة بإيطاليا

Francesca Albanese, the United Nations special rapporteur on the situation of human rights in the occupied Palestinian territory, speaks at the conference "Cartography of a Genocide", on the Israeli-Palestinian conflict, at Roma Tre University, in Rome, Italy, October 6, 2025. REUTERS/Remo Casilli
فرانشيسكا ألبانيز المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بالأراضي الفلسطينية المحتلة معروفة بمواقفها المؤيدة للقضية الفلسطينية (رويترز)

تواجه فرانشيسكا ألبانيزي، المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بالأراضي الفلسطينية المحتلة، موجة من الانتقادات الحادة في إيطاليا بعد سلسلة من التصريحات والمواقف المثيرة للجدل، أبرزها خلافها العلني مع السيناتورة "مدى الحياة" ليليانا سيرغي بشأن استخدام مصطلح "الإبادة الجماعية" في وصف ما يحدث في غزة.

ووفقا لما ذكرته صحيفة كوريري ديلا سيرا الإيطالية في موقعها الإلكتروني، فإن ألبانيزي، المعروفة بمواقفها المؤيدة للقضية الفلسطينية، تعرضت لانتقادات واسعة بعد أن وصفت تصريحات سيرغي بأنها غير متزنة، مشيرة إلى أن تجربة السيناتورة سيرغي الشخصية كناجية من "المحرقة" تؤثر على قدرتها في تقييم الوضع بشكل موضوعي.

وقالت ألبانيزي في مقابلة صحفية "لا يمكن أن نطلب تشخيصا من شخص نجا من المرض، بل من مختص".

وبدأ الخلاف في أغسطس/آب عندما انتقدت سيغري ما قالت إنه استخدام مفرط لمصطلح "الإبادة الجماعية" في سياق غزة، معتبرة ذلك انعكاسا لمشاعر "الكراهية" و"معادية للسامية".

وردت ألبانيزي عبر منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي، مؤكدة أن المصطلح "يعكس مسؤولية جماعية وفردية تجاه ما يحدث في غزة بمباركة المتظاهِرين بأنهم على صواب، سواء أكانوا منتخبين أم لا، بينما يُجبر شعب بأكمله على دفع ثمن السادية اللانهائية لعصابة من المجرمين ومساعديهم القريبين والبعيدين".

United Nations Special Rapporteur on the situation of human rights in the occupied Palestinian territory, Francesca Albanese, speaks during a press conference at the European headquarters of the UN in Geneva, Switzerland, September 15, 2025. REUTERS/Pierre Albouy
ألبانيز كررت مرارا بأن ما يحدث في غزة هو "إبادة جماعية" (رويترز)

وفي مناسبة رسمية بمدينة ريجيو إميليا، بشمال إيطاليا، أثارت المقررة الأممية الجدل مجددا عندما طلبت من عمدة المدينة ماركو ماسّاري، عدم تكرار عبارة "نهاية الإبادة الجماعية وتحرير الرهائن"، مما أدى إلى تفاعل سلبي من الحضور وانتشار واسع للفيديو عبر وسائل الإعلام.

كما أثارت مغادرتها المفاجئة لأستوديو قناة "لا 7" خلال برنامج "على الهواء"، مساء الاثنين الماضي، انتقادات إعلامية، حيث اعتبر البعض أن انسحابها جاء احتجاجا على ذكر اسم سيرغي، بينما أوضحت ألبانيز لاحقا أن موعد مغادرتها كان متفقا عليه مسبقا، وأن السبب الحقيقي هو "استغلال اسم السيناتورة لإنكار الإبادة الجماعية في غزة".

إعلان

وفي الوقت نفسه، تمكنت ألبانيزي من إثارة انقسامات داخل الحزب الديمقراطي نفسه. ففي حين يشيد بها بعض المسؤولين المحليين -كما حدث مع مبادرة منحِها الجنسية الفخرية من قبل بلدية بولونيا، وهي مبادرة أثارت الجدل أيضا، فإن العديد من القيادات الوطنية لا ينظرون بعين الرضا إلى تصريحاتها، ويصفونها بأنها شخصية "نرجسية ومستقطبة ومثيرة للانقسام".

كما انتقدها سياسيون بارزون مثل ماتيو رينزي زعيم حزب "إيطاليا فيفا"، وماوريتسيو غاسباري من حزب "فورزا إيطاليا"، وفيديريكو موليكوني من حزب "إخوة إيطاليا"، معتبرين أن تصريحاتها عن "الرهائن" الإسرائيليين "غير لائقة"، وأنها "انحدار أخلاقي"، بينما دافع عنها آخرون مثل تحالف اليسار البيئي باعتبارها "واحدة من أبرز المدافعين عن عملية السلام في الشرق الأوسط، التي كان يجب أن تلقى الدعم من كامل الطبقة السياسية".

المصدر: الصحافة الإيطالية

إعلان