رئيس بنغلاديش يفرج عن خالدة ضياء بعد فرار حسينة والجيش يبحث تشكيل حكومة

كومبو من اليمين n this handout photograph taken and released on July 25, 2024 by Bangladesh Prime Minister's Office, Prime Minister Sheikh Hasina (C) weeps while she visits a metro station in Mirpur vandalized by students during the anti-quota protests. The unrest began last week when the youth wing of Hasina's ruling Awami League and police officers attempted to suppress running student demonstrations against job quotas for civil servant hires. The scheme was introduced by Hasina's father in 1972 and until Sunday reserved nearly a third of all government jobs for the families of veterans from the independence war with Pakistan. (Photo by Bangladesh Prime Minister's Office / AFP) / XGTY / RESTRICTED TO EDITORIAL USE - MANDATORY CREDIT "AFP PHOTO /BANGLADESH PRIME MINISTER'S OFFICE" - NO MARKETING NO ADVERTISING CAMPAIGNS - DISTRIBUTED AS A SERVICE TO CLIENTS ثم Bangladesh's main opposition leader and Bangladesh Nationalist Party chairperson Khaleda Zia is escorted to Bangabandhu Sheikh Mujib Medical University (BSMMU) for a medical check up in Dhaka on April 7, 2018. Zia is serving a five-year sentence after she was convicted of embezzling money meant for an orphanage, a charge she had consistently dismissed as politically motivated. (Photo by AFP)
الشيخ حسينة فرت ورئيس بنغلاديش أفرج عن خالدة ضياء (الفرنسية-أرشيف)

أمر رئيس بنغلاديش محمد شهاب الدين -اليوم الاثنين- بالإفراج عن رئيسة الوزراء السابقة وزعيمة المعارضة خالدة ضياء، وعن الأشخاص الذين اعتقلوا خلال المظاهرات، وذلك بعد بضع ساعات من فرار رئيسة الوزراء الشيخة حسينة إلى الهند بعد تقديم استقالتها.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن بيان أصدره مكتب الرئيس أن اجتماعا برئاسة شهاب الدين "قرر بالإجماع الإفراج فورا عن رئيسة الحزب الوطني خالدة ضياء" وعن "جميع الأشخاص الذين اعتقلوا خلال مظاهرات الطلاب".

في غضون ذلك، أعلن الجيش أنه سيرفع فجر غد حظر التجول الذي فرضه لاحتواء الاحتجاجات، بعد ساعات من إمساكه بمقاليد السلطة عقب الإطاحة بحسينة. وقال في بيان إن "المكاتب والمصانع والمدارس والكليات.. ستكون مفتوحة" اعتبارا من السادسة صباح الثلاثاء بالتوقيت المحلي (00.00 بتوقيت غرينتش).

وفي نفس السياق، أعلنت الشرطة ومصادر طبية مقتل 56 شخصا على الأقل في اضطرابات اليوم. ونقلت 44 جثة على الأقل تحمل آثار الرصاص إلى مستشفى داكا بحسب ما أفاد مراسل وكالة الصحافة الفرنسية، بينما قالت الشرطة إن 11 شخصا آخرين قتلوا بأنحاء أخرى من العاصمة، مع سقوط قتيل إضافي بمدينة شيتاغونغ الساحلية.

حكومة مؤقتة

وفي خطاب للشعب، أكد قائد الجيش استقالة الشيخة حسينة، وقال إن هناك محادثات جارية لتشكيل حكومة مؤقتة.

وأضاف وقر الزمان أن ممثلين عن الأحزاب السياسية الرئيسية كانوا حاضرين في المناقشات مع الجيش، مشيرا إلى لقاء مع رئيس البلاد.

ودعا قائد الجيش لوقف الاحتجاجات، وحث الطلاب على العودة لبيوتهم، ووعد بأن الجيش سيجري تحقيقا في كل عمليات القتل التي حدثت على مدى الأسابيع الماضية.

وطلب وقر الزمان من الشعب بعض الوقت لإيجاد حل للأزمة، وناشد المواطنين أن يثقوا في الجيش، قائلا إن المؤسسة العسكرية ستعيد السلام.

وقبل ساعات من الإعلان عن استقالة حسينة ومغادرتها البلاد، دعا قادة الاحتجاجات إلى تنظيم مظاهرات كبيرة في داكا متحدّين حظر التجول، في حين حث الجيش السكان على الالتزام بحظر التجول.

وقد قتل نحو 100 شخص بينهم 13 من عناصر الشرطة وأصيب مئات آخرون أمس في مواجهات عنيفة شملت مناطق مختلفة، وهي أكبر حصيلة للضحايا في يوم واحد منذ بدء الاحتجاجات على حصص التوظيف بالقطاع العام في يوليو/تموز الماضي.

وقالت وكالة الصحافة الفرنسية إن الحصيلة الإجمالية لضحايا الاحتجاجات ارتفعت إلى 300، وذلك استنادا إلى تقارير من الشرطة ومسؤولين وأطباء في المستشفيات.

وفرضت السلطات مساء أمس حظرا مشددا على التجول، وأغلقت الطرق الرئيسة بما فيها المؤدية لمقر الحكومة، ونشرت أعدادا كبيرة من قوات الجيش والأمن في العاصمة وأنحاء البلاد الأخرى.

كما أعلنت الحكومة عطلة تمتد 3 أيام بدءا من اليوم في محاولة لاحتواء المظاهرات، وبالتوازي مع ذلك توقفت خدمات الإنترنت والنقل العام بالقطارات وأغلقت مصانع الملابس.

مغادرة حسينة

وأجبرت الاحتجاجات العارمة حسينة على الاستقالة والفرار اليوم. وذكرت صحيفة محلية أنها غادرت إلى الهند على متن مروحية عسكرية، في حين نقلت قناة "سي إن إن 18" الهندية عن مصادر استخبارية أنها وصلت مدينة أغراتالا شمال شرقي البلاد، وأن نيودلهي تعهدت بضمان سلامتها.

وقال مصدر مقرب من حسينة لوكالة الصحافة الفرنسية إنها غادرت داكا، بينما كانت البلاد تشهد مظاهرات حاشدة تطالب باستقالتها.

وقد وضعت الانتفاضة الشعبية المستمرة منذ أسابيع حدا لنظام حكم تصفه المعارضة ومنظمات دولية بأنه استبدادي.

ويأتي فرار الشيخة حسينة إلى الهند في وقت اقتحم فيه آلاف المتظاهرين مقرها الرسمي في داكا.

ونشر ناشطون مقطع فيديو يظهر لحظة اقتحام المتظاهرين المقر ونهب محتوياته والعبث بها. كما احتشد عشرات الآلاف بالساحات العامة وسط داكا للاحتفال برحيل حسينة.

دعم لمطالب المحتجين

وكان ضباط سابقون أعلنوا دعمهم لمطالب المحتجين، وطالبوا رئيسة الوزراء بسحب الجيش من الشوارع واتخاذ مبادرة لحل الأزمة.

وبعد أن كانت تستهدف الإجراءات الخاصة بالتوظيف في القطاع العام، ركزت الاحتجاجات الأيام القليلة الماضية على الإطاحة بحكومة الشيخة حسينة التي تحكم بقبضة من حديد منذ 15 عاما.

وفي البداية كانت الاحتجاجات تقتصر تقريبا على طلاب الجامعات، لكنها توسعت مؤخرا لتشمل مختلف الفئات.

وخلال مظاهرات أمس، اتهم المحتجون حكومة حسينة بتنفيذ عمليات قتل وإخفاء قسري للعديد من الناشطين، ورددوا شعارات مثل "يسقط الاستبداد".

والأيام القليلة الماضية، سُجلت هجمات أحرقت خلالها مبان حكومية ومقارّ لحزب رابطة عوامي الحاكم في مناطق عدة.

يُذكر أن حسينة فازت في يناير/كانون الثاني الماضي بفترة رابعة على التوالي، واتُهمت بشن حملات قمع متكررة ضد المعارضة، وشمل ذلك اعتقال 10 آلاف شخص خلال الاحتجاجات الحالية، وحظر حزب الجماعة الإسلامية وجناحه الطلابي "شيبير" واعتقال العديد من القادة المعارضين.

ردود فعل دولية

وفي ردود الفعل الدولية على التطورات، أكد الاتحاد الأوروبي اليوم ضرورة "ضمان انتقال منظم وسلمي نحو حكومة منتخبة ديمقراطيا" في بنغلاديش.

واعرب مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد جوزيب بوريل في بيان عن حزنه بسبب "الخسائر المأساوية بالأرواح خلال المظاهرات الأيام الأخيرة" في بنغلاديش، داعيا للإفراج عن المتظاهرين "الموقوفين تعسفا".

وأضاف أن ضمان حصول "انتقال منظم وسلمي نحو حكومة منتخبة ديمقراطيا، في إطار الاحترام الكامل لحقوق الإنسان والمبادئ الديمقراطية أمر أساسي".

كما دعت المملكة المتحدة اليوم لعودة "الهدوء" و"نزع فتيل التوتر" في بنغلاديش، وقال وزير الخارجية ديفيد لامي في بيان "على جميع الأطراف الآن أن يعملوا معا لوضع حد لأعمال العنف واستعادة الهدوء والتوصل لنزع فتيل التوتر".

المصدر : الجزيرة + الجزيرة + وكالات

إعلان