نتنياهو يضيف شروطا جديدة وبيان غربي يدعو لوقف إطلاق النار بغزة

غالانت ونتنياهو خلال اجتماع سابق (الفرنسية)

أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أضاف شروطا جديدة لمفاوضات صفقة التبادل مع المقاومة الفلسطينية، في حين أصدر زعماء فرنسا وألمانيا وإيطاليا والمملكة المتحدة بيانا خماسيا دعوا فيه لوقف إطلاق النار في غزة.

وذكرت الإذاعة الإسرائيلية أن نتنياهو يطالب بمعرفة أسماء "المختطفين" الـ33 الذين سيُفرج عنهم في المرحلة الأولى من الصفقة، وحق الاعتراض على الإفراج عن أسماء الأسرى الفلسطينيين الوازنين بهذه المرحلة.

وقالت القناة الـ12 إن نتنياهو حاول، خلال الأيام القليلة الماضية، أن يستطلع مواقف شركاء حكومته بشأن صفقة تبادل الأسرى، وإن وزير الأمن إيتمار بن غفير أبلغه أن الصفقة المطروحة غير مقبولة وأنه سينسحب من الحكومة في حال إقرارها.

وأشارت القناة إلى أن نتنياهو يأخذ بعين الاعتبار احتمال أن ينسحب بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش من توليفة الحكومة الحالية.

وكانت القناة الـ13 نقلت عن مسؤول أمني كبير وصفه اجتماع قطر المرتقب (الخميس المقبل) بأنه لقاء الفرصة الأخيرة لإعادة الأسرى أحياء، كما أكد أن نتنياهو قال خلال محادثات مغلقة إنه لا يثق بفريق التفاوض.

من جهتها، قالت هيئة البث الإسرائيلية إن المجلس السياسي والأمني لم يناقش الخميس الماضي صفقة "الرهائن" كما لم يُدعَ وفد التفاوض للاجتماع.

تصريحات غالانت

وفي اجتماع مغلق بالبرلمان (الكنيست) قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت"واجبنا هو تهيئة الظروف لإعادة المحتجزين من خلال ضغط عسكري وصفقة حتى لو كانت على أكثر من مرحلة" مضيفا أن "إسرائيل في مفترق طرق إما التسوية وصفقة تبادل أو التصعيد".

وفي تصعيد واضح لخطابه تجاه نتنياهو، قال غالانت إن إسرائيل هي سبب تأخير إبرام صفقة إعادة "المختطفين". وأضاف أن الحديث عن انتصار مطلق "محض هراء".

وردا على ذلك، قال مكتب نتنياهو إنه "عندما يتبنى غالانت الخطاب المناهض فإنه يضر بفرص التوصل لصفقة، وكان عليه مهاجمة (رئيس حركة حماس يحيى) السنوار الذي يرفض إرسال وفد للمفاوضات ولا يزال العائق أمام الصفقة".

وقال المكتب "أمام إسرائيل خيار واحد هو تحقيق النصر وتوجيهات رئيس الوزراء هذه ملزمة للجميع بمن فيهم غالانت".

وفي السياق، نقلت القناة الـ12 عن مقربين من نتنياهو أن الأخير لا يفكر حاليا في إقالة غالانت رغم الخلاف.

كما نقلت يديعوت أحرونوت الإسرائيلية عن مقربين من رئيس الحكومة أن نتنياهو لا يتأثر بالانتقادات، ويدرك أنه لا يمكن إقالة غالانت في الحرب.

غالانت: الحكومة سبب تأخير إبرام صفقة (الأناضول)

انتقادات لبيد

من جهته، قال زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد إن هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي وقع لأن الانقلاب القضائي الذي قاده نتنياهو أضعف الأمن في إسرائيل. وأضاف أن هذا هو الوقت المناسب للذهاب إلى صفقة وإعادة الأسرى.

واعتبر لبيد أن هناك أطرافا في حكومة نتنياهو تدعو إلى حرب أبدية، وأن العالم ينظر لها بدهشة ويبتعد عن إسرائيل، ودعا إلى تشكيل تحالف إقليمي ضد إيران مع دول عربية، يكون أيضا جزءا من الحل في غزة.

موقف حماس

قال عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) عزت الرشق إن اعتراف غالانت "يؤكد ما قلناه دوما بأن نتنياهو يكذب على العالم وعلى ذوي الأسرى، ولا يأبه لحياة الأسرى، ولا يريد التوصل لاتفاق، وأن كل ما يهمه هو استمرار الحرب وتوسعها".

وأضاف الرشق، في بيان نشره موقع حماس، أن "كل ما قدمته حماس من مرونة وإيجابية -بموافقتها على ما ورد في بيان بايدن وقرار مجلس الأمن لتسهيل التوصل لاتفاق- اصطدم بتعنت نتنياهو وتهربه من استحقاق التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار وصفقة تبادل الأسرى".

وطالب الرشق العالم بالضغط على نتنياهو وحكومته "لوقف العدوان وحرب الإبادة، والتوصل لصفقة تبادل، فالنصر الذي يبحث عنه نتنياهو وهم وسراب".

Izzat Al-Rashq,عزت الرشق
الرشق: اعتراف غالانت يؤكد ما قلناه دوما بأن نتنياهو يكذب على العالم وعلى ذوي الأسرى (الأناضول)

وكانت حماس طالبت الوسطاء بتقديم خطة لتنفيذ ما قبلته في 2 يوليو/تموز الماضي، استنادا إلى رؤية الرئيس الأميركي جو بايدن، وقرار مجلس الأمن 2735، وإلزام إسرائيل بذلك، بدلاً من الذهاب إلى جولة مفاوضات جديدة.

وحذرت حماس -في بيان- من أن الدخول في جولات مفاوضات أو مقترحات جديدة سيوفر الغطاء لإسرائيل للاستمرار في عدوانها، ويمنحها مزيدا من الوقت لإدامة حرب الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني.

وأكدت الحركة حرصها، منذ البداية، على إنجاح جهود الأشقاء الوسطاء بقطر ومصر، للوصول إلى اتفاق وقف النار، ينهي حرب الإبادة الجماعية بغزة، مشيرة إلى أنها خاضت جولات مفاوضات عديدة، وقدمت كل ما يلزم من مرونة وإيجابية لتحقيق أهداف ومصالح الشعب الفلسطيني وحقن دمائه.

ومن جانبها، نقلت صحيفة "هآرتس" عن مصادر إسرائيلية قولها إن رفض حركة حماس للمقترحات الجديدة لا يعني انهيار المحادثات مع إسرائيل.

ونقلت الصحيفة الإسرائيلية -عن هذه المصادر- أن دعوة حماس للوسطاء بتقديم خطة لتنفيذ مقترحات بايدن خطوة تكتيكية هدفها الضغط قبل استئناف التفاوض.

واشنطن تعلق

في الأثناء، قالت الخارجية الأميركية إنها تتوقع أن تمضي محادثات السلام في غزة قدما مثلما هو مخطط لها، مضيفة أنها تعتقد أن اتفاق وقف النار لا يزال ممكنا حتى بعد أن أثارت حماس شكوكا حيال مشاركتها باجتماع الخميس المقبل بالدوحة.

وقال فيدانت باتيل نائب المتحدث باسم الخارجية -في إفادة صحفية دورية- إن بلاده تتوقع استمرار المحادثات وستواصل العمل مع الأطراف المعنية، مضيفا أن الاتفاق لا يزال ممكنا.

وأضاف "نتوقع تماما أن تمضي المحادثات قدما، كما ينبغي. ويجب على جميع المفاوضين العودة إلى الطاولة والتوصل إلى هذا الاتفاق" لكنه أحجم عن التعليق عما إذا كانت المحادثات ستمضي قدما دون حماس أو ما إذا كانت واشنطن تعمل مع الشركاء في المنطقة لضمان مشاركتها.

بدوره، قال متحدث باسم البيت الأبيض إن الرئيس جو بايدن تحدث اليوم إلى زعماء فرنسا وألمانيا وإيطاليا والمملكة المتحدة لمناقشة ما سماه "تهدئة التوتر في المنطقة ووقف إطلاق النار في غزة".

وقال زعماء هذه الدول -في بيان مشترك أصدره البيت الأبيض اليوم الاثنين- إنهم يؤيدون دعوة من الولايات المتحدة وقطر ومصر لاستئناف محادثات وقف النار في غزة للتوصل إلى اتفاق في أقرب وقت ممكن. وأضاف البيان أن (هذه) الدول "أكدت أنه لم يعد هناك وقت نضيعه".

المصدر : الجزيرة

إعلان