خبراء ومحللون: مجزرة الاحتلال بخان يونس تهدف لإفشال المفاوضات

عشية استضافة الدوحة جولة جديدة من المفاوضات ارتكب الاحتلال الإسرائيلي مجزرة أخرى في بلدة عبسان شرقي خان يونس جنوب قطاع غزة أدت إلى استشهاد 20 فلسطينيا، بحسب ما أكدت مصادر طبية في القطاع.

وأجمع محللون تحدثوا لبرنامج "غزة.. ماذا بعد؟" على أن التصعيد الإسرائيلي في عبسان وغيرها من المدن -خاصة في شمال وجنوب قطاع غزة– يهدف إلى تعطيل الصفقة المحتملة بين المقاومة الفلسطينية في غزة وإسرائيل، حيث من المقرر أن تستضيف العاصمة القطرية غدا الأربعاء جولة جديدة من المفاوضات بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل بهدف التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة وعقد صفقة لتبادل الأسرى.

وقال الباحث في الشؤون السياسية والإستراتيجية سعيد زياد إن الاحتلال يقوم بالتصعيد قبل كل جولة مفاوضات، في محاولة منه للنيل من معنويات المواطن الغزي والضغط على المقاومة حتى تقدم تنازلات، مشيرا إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لا يريد الصفقة، إلى جانب وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش.

من جهته، يؤكد الأكاديمي والخبير في الشؤون الإسرائيلية الدكتور مهند مصطفى أن القصف الإسرائيلي المكثف على مناطق غزة هو جزء من عملية تعطيل الصفقة.

إعلان

وأشار مصطفى إلى أن نتنياهو يستعمل الأسلوب نفسه في كل جولات التفاوض، حيث يطلق تصريحات تتناقض مع فلسفة المباحثات، ولا يمنح التفويض الكامل للوفد الإسرائيلي، ويحوّل التفاصيل الخاصة بالمفاوضات إلى قضايا جوهرية.

ورغم أنه بعث وفدا للمشاركة في الجولة الحالية من المفاوضات فإنه لم يمنحه التفويض الكامل، مما يعني أنه يحاول كسب الوقت لعرقلة عملية التوصل إلى صفقة لحين إلقاء خطابه أمام الكونغرس الأميركي في 24 يوليو/تموز الجاري، كما أشار مصطفى.

ومن وجهة نظر الخبير العسكري والإستراتيجي العميد إلياس حنا فإن نتنياهو يسعى إلى ضرب المفاوضات، وسيكون خاسرا في كل الأحوال، سواء وافق على الصفقة أو استمر في حربه على قطاع غزة، وقال إنه بعد 9 أشهر من الحرب لم يحقق الأهداف التي وضعها، وهي تدمير حركة حماس وبنيتها التحتية وتخليص الأسرى.

وقال حنا إن جيش الاحتلال يستولي اليوم على ما يقارب 25 إلى 26% من مساحة قطاع غزة، وإن نتنياهو ربما يسعى إلى مشروع معين في القطاع الفلسطيني، خاصة في ضوء التصعيد على 5 جبهات في غزة، ووضعه الخطوط الحمر المتعلقة بعد التخلي عن محور فيلادلفيا ومحور نتساريم، وعدم السماح لمقاتلي المقاومة بالذهاب إلى المنطقة الشمالية من غزة، بالإضافة إلى تمسكه بعودة الحرب بعد المرحلة الأولى في أي وقت يريده.

وذكّر حنا بما أوردته صحيفة "وول ستريت جورنال" عن مساع إسرائيلية لعزل الغزيين عن المقاومة وإنشاء "فقاعات إنسانية، وبعدها التعامل مع المقاومة على فترات طويلة قد تدوم سنتين، وهو ما جعل أحد أهم القادة العسكريين في جيش الاحتلال يقول إنه فقط في خان يونس يستلزم ما يقارب سنتين لتدمير الأنفاق.

يذكر أنه في اليوم الـ277 من العدوان الإسرائيلي على غزة استشهد أكثر من 60 فلسطينيا -بينهم أطفال ونساء- وجرح العشرات في قصف الاحتلال مناطق عدة بالقطاع.

إعلان
المصدر : الجزيرة

إعلان