أزمة داخلية تهدد بتجميد حزب الغد في مصر

بعد أن تمكن من تحقيق قفزة نوعية في مسيرة الحياة الحزبية المصرية بحلوله في المركز الثاني في الانتخابات الرئاسية في مصر، يتعرض حزب الغد المعارض لأزمة داخلية يمكن أن تعصف بكيانه وتؤدي إلى تجميده من قبل لجنة شؤون الأحزاب.
وتأتي هذه الخلافات إثر قرار اتخذته مجموعة من قيادات الحزب يقودهم المهندس موسى مصطفى موسى نائب الرئيس، والمستشار مرسي الشيخ ورجب هلال حميدة وكيلا الحزب، والمستشار إبراهيم صالح أمين الصندوق، إضافة إلى 32 عضوا في الهيئة العليا للحزب بعزل أيمن نور من رئاسة الحزب وتجميد عضويته مع اثنين من قيادات الحزب، هما وائل نوارة وإيهاب الخولي.
وقد أبلغت هذه المجموعة رئيس مجلس الشورى ورئيس لجنة الأحزاب بهذا القرار وهو ما حدا بالدكتور أيمن نور إلى القيام بوقف وتجميد عضوية أربعة من كبار قيادات الحزب وهم نائب رئيس الحزب ووكيلاه وأمين الصندوق.
نور يرد
الدكتور أيمن نور اعترف بوجود خلافات في حزبه أدت إلى اتخاذه قرارا بإيقاف أربعة من أعضاءه مؤكدا أن حزب الغد قوي ولديه القدرة والمناعة الذاتية لطرد "بعض الحالات أو العناصر التي تتأثر ببعض الدفع من خارج الحزب".
واتهم نور في تصريح للجزيرة نت النظام السياسي في مصر بمحاولة تشويه صورة حزب الغد خاصة بعد حصوله على المركز الثاني في الانتخابات عن طريق دفعه إلى التناحر الداخلي.
وشدد نور على أن الحزب سيخرج من هذه الأزمة بانتصار جديد يضاف إلى سلسة انتصاراته التي حققها خلال فترة وجوده البسيطة.
وقال نور إن تجميد عضوية الأربعة الكبار في الحزب "قرار لجنة الحكماء التي يرأسها النائب عبد المنعم التونسي رئيس الهيئة البرلمانية للحزب"، موضحا أن اللجنة اتخذت هذا القرار بعد أن تبين لها خروج الأربعة عن الإجماع السياسي المبني على أفكار الحزب.
قيادات الحزب
من جانبه قال المستشار مرسي الشيخ وكيل حزب الغد للشؤون القانونية إن ما جرى هو محاولة لوقف ما سماه ديكتاتورية أيمن نور التي يدير بها الحزب، مشيرا إلى أن الهيئة العليا التي عقدت بدعوة من نائب رئيس الحزب هي أكبر هيئة في الحزب والتي "أراد نور أن ينزعها حقها في اتخاذ القرارات".
وأكد أن قرار نور بتجميد عضوية نائب رئيس الحزب ووكيليه وأمين صندوقه مخالف للوائح الحزب التي أعطت هذا الحق للهيئة العليا مشيرا إلى أنهم أبلغوا رئيس لجنة شؤون الأحزاب بهذه الخطوات بعد أن أقر أكثر من نصف أعضاء الهيئة العليا التغييرات الجديدة، وما زالوا في انتظار قرار الهيئة.
وعن إمكانية تجميد الحزب نتيجة لهذا الصراع قال الشيخ إن "تجميده أفضل بكثير من بقائه في يد مجموعة من المخربين"، على حد تعبيره، محملا نور مسؤولية دخول الحزب نفقا مظلما بإصراره على الانفراد بالسلطة دون أن يعبأ بالشخصيات ذات الثقل التي تضمها الهيئة العليا.
أما رجب حميدة عضو الهيئة العليا في الحزب فأكد أن الأزمة التي يمر بها الحزب الآن ستحل فقط إذا تم استخدام العقل لافتا إلى أنه في حال عدم الاحتكام للعقل فإنه يعرف كيف يدافع عن تاريخه السياسي القديم ومكتسباته وأهدافه المستقبلية.
وأضاف بأنه الآن في موقع المفصول أو المجمد عضويته كما يقول رئيس الحزب، وأنه يحترم هذا الأمر ولا يشارك في الجمعية العمومية للحزب.
يذكر أن أحزابا مصرية كبيرة مثل الشعب
والأحرار قد تعرضت لتجميد نشاطها في السابق بسبب التناحر الداخلي حول إدارة الحزب وحتى الآن لايزال حزب العمل مجمد النشاط بقرار من لجنة شؤون الأحزاب.
ــــــــــــــ
مراسل الجزيرة نت