أنان يصل السودان وباول يتوجه لدارفور

وصل الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان اليوم إلى الخرطوم في زيارة يبحث أثناءها مع المسؤولين هناك الوضع الإنساني في إقليم دارفور.
وكان في استقبال أنان وزير الخارجية السوداني مصطفى عثمان إسماعيل الذي سيلتقيه بعد ظهر اليوم قبل أن يجتمع بوزيري الشؤون الإنسانية إبراهيم محمود حامد واللواء عبد الرحيم محمد حسين. وسيسبق هذه المباحثات اجتماع مع مسؤولي الأمم المتحدة في السودان, حسبما ذكرت مصادر المنظمة الدولية.
ومن المقرر أن يلتقي أنان مساء اليوم في الخرطوم بوزير الخارجية الأميركي كولن باول عقب عودته من زيارة إلى الفاشر عاصمة شمال دارفور.
وسيزور أنان دارفور الخميس قبل أن يتوجه مساء إلى تشاد المجاورة التي لجأ إليها أكثر من 100 ألف شخص فروا من المعارك الدائرة في الإقليم. ويعود أنان بعد ظهر الجمعة إلى الخرطوم ليلتقي بالرئيس السوداني عمر البشير.
ومن المتوقع أن يطلب أنان -الذي بدأ أمس في الدوحة جولة عالمية تستغرق ثلاثة أسابيع- من الحكومة السودانية تسهيل دخول المساعدات الإنسانية إلى منطقة غربي السودان ومنع المليشيات من مهاجمة المدنيين.
في هذه الأثناء أكد الرئيس التشادي إدريس ديبي اليوم أنه لا يريد "نزاعا مسلحا" مع السودان بخصوص دارفور, غير أنه أعرب في مؤتمر صحفي بالعاصمة نجامينا عن استعداد بلاده لاتخاذ "التدابير الضرورية" لحماية اللاجئين والتشاديين على الحدود بين البلدين.
طلبات باول
من جهته قال وزير الخارجية الأميركي الذي وصل قبل أنان بيوم إلى الخرطوم, إنه طلب من الرئيس السوداني إنهاء الهجمات التي تشنها المليشيات الموالية للحكومة في دارفور واستئناف المحادثات مع المتمردين وإزالة كل العراقيل أمام المعونات الإنسانية والسماح بعدد أكبر من المراقبين في المنطقة.
ولوح باول في مؤتمر صحفي بالخرطوم باتخاذ إجراءات في مجلس الأمن الدولي إذا لم تستجب الحكومة السودانية لطلبات واشنطن, وهو نفس ما ألمح إليه أنان في مؤتمر صحفي قبل مغادرته الدوحة.
ورد وزير الخارجية السوداني مصطفى عثمان إسماعيل على تصريحات باول بالقول إن الحكومة السودانية تبذل ما في وسعها لاحتواء الأزمة في دارفور، معربا عن أمله في التوصل إلى اتفاق بشأن آلية محددة للعمل الإنساني وبسط الأمن في دارفور أثناء زيارة باول وأنان.
أما البيت الأبيض فأعرب مجددا عن قلق الرئيس الأميركي جورج بوش من الوضع في دارفور, داعيا السلطات السودانية إلى نزع أسلحة المليشيات الناشطة غربي السودان، والتحرك بشكل عاجل وحاسم للقضاء على مليشيات جنجويد وإنهاء الأزمة وإعادة المهجرين إلى ديارهم.
وكانت واشنطن قد هددت بفرض عقوبات على الخرطوم بسبب الصراع في دارفور غربي السودان الذي أودى بحياة أكثر من عشرة آلاف شخص وشرد أكثر من مليون آخرين.
في غضون ذلك حظرت السلطات السودانية تنظيم أي مظاهرات تتزامن مع زيارة أنان وباول. وكان منظمو المظاهرات صرحوا الأحد الماضي بأن الهدف من المظاهرات سيكون الاحتجاج على "المعايير المزدوجة" للولايات المتحدة والأمم المتحدة في العالم، خاصة في ما يتعلق بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي والعراق.