منصة تعبير.. فضاء الشباب التونسي العاطل عن العمل لإيصال أصواتهم
تنتقل المنصة إلى كامل مناطق البلاد للقاء الشباب وبحث قضاياهم كالتنمية الاقتصادية والبطالة والمخدرات والتشغيل ومشاركة الشباب في الحياة السياسية، وكذلك قضايا العمل البلدي وأصحاب الشهادات العليا والإدماج الاجتماعي
تونس- في منطقة الحرايرية الشعبية بمحافظة تونس التي يعاني شبابها من البطالة وانتشار الكحول والمواد المخدرة، حلّ ركب مجموعة من الشباب الفاعلين في دار الشباب بالمدينة للاستماع إلى مشاغل شبابها وإيجاد حلول لمشاكلهم.
افتتح شباب جمعية "التفكير الثقافي" أول اجتماعات مبادرتهم "منصة تعبير" على الميدان في أبريل/نيسان الماضي وفوجئوا بالتفاعل الإيجابي من شباب الحرايرية ومسؤوليها مع دعوتهم الذين أتوا لمناقشة مواضيع العلاقة الجدلية بين الطرفين وغياب الدولة في الأحياء والمناطق الفقيرة والمهمشة.
منصة تعبير
ويوضح فؤاد بالضياف، أحد مؤسسي المنصة للجزيرة نت، أن "منصة تعبير" هي مبادرة اجتماعية بالأساس كانت انطلاقتها افتراضية عبر إنستغرام وفيسبوك ويوتيوب ثم فُعّلت على أرض الواقع وتهدف إلى طرح قضايا الشباب المعطلين عن العمل وإيصال أصواتهم والتعريف بأفكارهم في شتى المجالات.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsأفضل معلمة في العالم: ولّى عهد الطباشير وهذا سر تميزي
بالفيديو سيدة مغامرة تروي تجربتها.. الورود الطازجة جديد المطبخ التونسي
هي وحقيبة ظهرها والطبيعة.. قصة التونسية خولة مع التخييم الانفرادي
وبحضور ممثلي الدولة ومختصين وجامعيين، تمنح المنصة المجال لشباب الأحياء والمناطق الداخلية للتعبير دون خوف عن تطلعاتهم من سلطاتهم الجهوية والوطنية ومن دولتهم للنهوض بأوضاعهم الاجتماعية والاقتصادية ولطرح بدائل عملية يوصلها مؤسسو المبادرة إلى أصحاب القرار.
ووفق بالضياف، ستتنقل المنصة إلى كامل مناطق البلاد للقاء الشباب وتبحث معهم قضايا الشباب والتنمية الاقتصادية والبطالة والمخدرات والتشغيل ومشاركة الشباب في الحياة السياسية، وكذلك قضايا العمل البلدي وأصحاب الشهائد (الشهادات) العليا والإدماج الاجتماعي.
ويسعى أصحاب هذه المبادرة إلى خلق جسور تواصل بين الشباب من جهة وبين ممثلي السلطة ومستثمرين ومنظمات وجمعيات وقنصليات وسفارات من جهة ثانية لمنح فرص للكفاءات الشبابية وتبني أفكارها الإبداعية وترجمتها في شكل مشاريع ينتفع بها الشباب ومناطقهم على حد سواء.
وارتفعت نسبة البطالة في تونس وبلغت نسبة 17.9% خلال الثلاثي (الربع) الثاني من سنة 2021 وبلغت نسبة البطالة من بين حاملي الشهادات العليا 30.1 % خلال سنة 2020، بحسب آخر إحصائيات المعهد الوطني للإحصاء (رسمي).
وأمام هذا الارتفاع الخطير، يشدد فؤاد بالضياف على أن إحساسهم بالمسؤولية دفعهم إلى الانتقال بالمنصة من الافتراضي إلى الميداني خاصة في ظل الأوضاع المتأزمة في تونس على جميع المستويات، وأكد ضرورة الانخراط الواقعي في التحركات الشبابية ودعم مبادراتهم.
ويوضح أن عمل "منصة تعبير" على خلق علاقة أفقية بين الشباب والمسؤول وتوطيدها وتشريك المسؤول في اجتماعات المنصة وتعرّفه على أفكار الشباب لتكييفها لخدمة مصالح هذه الفئة الحساسة، هو أبرز ما يميز مبادرتهم عن غيرها من المبادرات الأخرى.
كما أنها مبادرة قطعت مع المعتاد من خلال عملها على إدماج الشباب من كافة الأعمار والمستويات التعليمية وحتى من خريجي السجون في المنظومة الاجتماعية ودفعهم للمساهمة في التغيير.
ويقول بالضياف "رغم حداثة المنصة، فإنها تسعى ضمن خطتها المستقبلية إلى إرساء أكاديمية للاستثمار في أفكار الشباب وإيجاد فرص عمل لهم ومنحهم سلطة فعلية لأن الشعوب تنهض بشبابها".
حضور إيجابي
لاحظ بالضياف استجابة فورية وحضورا إيجابيا من الشباب خلال اجتماعيْ المنصة السابقين في أبريل/نيسان ويونيو/حزيران الماضيين، لأنهم "وجدوا أنفسهم وهواجسهم في هذه المبادرة".
شارك محمد أشرف الشعباني (25 عاما) خريج تكوين مهني في لقاء المنصة الأول في الحرايرية، ويقول للجزيرة نت "لأن المواضيع التي طرحت تهمني بالأساس وهي جديدة فجئتُ لإيصال صوتي للمسؤولين الذين حضروا".
ويرى أن استمرارية المبادرة ونجاحها يتطلبان مزيدا من المجهودات ودعا كافة الشباب للمشاركة وإيصال أصواتهم ومقترحاتهم العملية.
بدوره، عزا الشاب أحمد الهمامي (32 عاما) خريج تكوين مهني عاطل عن العمل حضوره إلى تمكنه من التعبير بحرية من خلال "منصة تعبير" وإمكانية إيجاده فرص عمل جدية عبرها.
وشدد على ضرورة القطع مع "علاقة البيروقراطية" التي تجمع الشاب التونسي بالمسؤول وتطبيق ما دار من نقاشات حول هذه المسألة، خلال اجتماع المنصة، على أرض الواقع.
ويصف بالضياف انطلاقة "منصة تعبير" الميدانية بالإيجابية ويرجع ذلك إلى رسالتها النبيلة الداعية إلى تفعيل دور الشباب وإعطائهم مزيدا من الفرص لتغيير الوضع في تونس نحو الأفضل ومنحهم زمام المبادرة.
يشار إلى أن شباب المنصة يستعدون بحماس إلى عقد ثالث اجتماعاتهم يوم 9 أكتوبر/تشرين الأول الجاري بإحدى مناطق العاصمة الشعبية.