دليلك الشامل لاحتراف "لينكد إن" والحصول على وظائف من خلاله
"إذا لم تكن على "لينكد إن" فأنت غير موجود".
هكذا افتتحت فيونا ستبس، مدير الخدمات المهنية بجامعة غلاسكو (University of Glasgow) في المملكة المتحدة، لقاءها مع مجموعة من طلاب كلية العلوم الطبية والبيطرية وعلوم الحياة التابعة للجامعة، الذي خصَّصته للحديث عن موقع "لينكد إن" (LinkedIn) أحد أشهر مواقع التواصل الاجتماعي في عالم التوظيف، وأهمية استثمار الموقع في تطوير مسار الطلاب علميا ومهنيا، بحيث لا يقتصر الأمر على المتخصصين وحدهم.
سلمى، من مصر، خريجة متخصصة في الأدب الإنجليزي، واحدة ممَّن خاضوا تجربة الوجود على موقع "لينكد إن"، وقد حصلت على ثلاثة عروض عمل من قِبَل شركات مختلفة على الموقع. حول نشاطها على "لينكد إن" تقول: "حصلت على عروض العمل بعد اهتمامي بصفحتي الشخصية، كما أن هذه العروض قُدِّمت بواسطة أشخاص هم من الدرجة الثانية في شبكة زملائي".
سلمى ليست الوحيدة التي تلقَّت عروض عمل عبر الموقع، فحتى هذه اللحظة حصل أكثر من 122 مليون شخص على مقابلة عمل عبر "لينكد إن"، وحصل 35 مليون شخص على وظيفة من خلال أشخاص في شبكة زملائهم، وهناك أكثر من 15 مليون وظيفة شاغرة نُشرت إعلاناتها على الموقع، إضافة إلى ملايين الوظائف التي يمكن للمستخدمين الوصول إليها باستخدامه وتنتظر المنافسة. (1)
يأتي ذلك كله في سياق يتجه العالم خلاله سريعا نحو استثمار المزيد من الوقت والمال في أنشطة التوظيف التي تستهدف مستخدمي الموقع، وهو ما يدفع الطامحين لمواكبة تطوُّر سوق العمل بالانضمام للموقع والمنافسة للوصول لأفضل الفرص.
بحسب موقع "لينكد إن" نفسه، فإن عدد مستخدمي الموقع تخطَّى 750 مليون شخص في 200 دولة حول العالم، وبات يضم 57 مليون مؤسسة ومنظمة (2)، وتُشير التقديرات البحثية عموما إلى أن 92% من المُشغِّلين يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي بما فيها "لينكد إن" لإيجاد المرشحين المناسبين للوظائف الشاغرة، ولاستكشاف خلفيات المتقدمين للوظائف، وقوائم أصدقائهم أو زملائهم، والتوصيات التي حصلوا عليها على الموقع، بل وحتى استنباط نوع شخصيات المتقدمين وبالتالي الحكم على مدى ملاءمتهم للوظائف المتاحة. (3)
لتتضح الصورة، يمكننا البحث في تأثير الصفحات الشخصية التي يُنشئها المستخدمون على منصات التواصل الاجتماعي على التمثيل الذاتي لهؤلاء الأشخاص إلكترونيا، وفي هذا السياق عمل مجموعة من الباحثين بقيادة "نيلز فان دوفن" و"أنيك بوجرت" من جامعة تلبرغ (Tilburg University) على تقصي مدى دقة تحديد سمات شخصية المستخدم بناء على صفحاته على مواقع التواصل الاجتماعي.
أظهرت النتائج أن صفحة الشخص على موقع "لينكد إن" توفِّر للمستخدم إمكانية التمثيل الذاتي وبناء استدلالات على سلوكياته بطريقة أفضل له، خصوصا إذا وظَّف صفحته لإظهار نفسه على أنه شخص ودي سهل التعامل، وهو ما يؤثِّر على فرص هذا الشخص لدى المُشغِّلين المحتملين، فمثلا تستخدم معظم الشركات في الولايات المتحدة وسائل التواصل الاجتماعي للبحث عن خبرات المرشحين التعليمية والتدريبية، ولبناء انطباع عن سماتهم الشخصية، لأنهم يرون أن هذه السمات تؤثر على أداء الأشخاص المهني، وعلى مدى ملاءمتهم للوظيفة ولبيئة العمل.
الأكثر من ذلك، تنال شخصية المرشحين اهتماما كبيرا يدفع 30% من هذه الشركات لعمل تقييمات شخصية للمتقدمين، لكن مع ارتفاع تكلفة أداء هذه التقييمات للمرشحين كافة، تلجأ بعض الشركات -خصوصا في حالة عدم توفُّر الموارد المادية اللازمة- إلى تقليص عدد المرشحين الذين سيخضعون لهذه التقييمات، وذلك عبر البحث في صفحات المرشحين على "لينكد إن" للمفاضلة بينهم قبل مرحلة التقييم. (4) ربما تتساءل لِمَ لا يبحثون على منصات التواصل الأخرى مثل "فيسبوك" أو "إنستغرام"؟
نعم، يمكنهم فعل ذلك، لكن ما مدى استفادتهم من هذه المواقع للتحقُّق من شخصيتك؟ إن "لينكد إن" يُقدِّم لهم المعلومات التي تعنيهم، كخبراتك العملية، كما أن صفحتك متاحة للجميع، على عكس "فيسبوك" حيث القليل من معلوماتك المهنية، وإمكانية أن تجعل صفحتك الشخصية مُخصَّصة للأصدقاء فلا يمكنهم البحث فيها.
الأمر الأكثر أهمية هنا أن المعلومات التي يعرضها الأشخاص على "لينكد إن" تتميز بأنها أكثر دقة، لأن الانفتاح على الإنترنت يدفع الناس ليكونوا أكثر دقة في عرض بياناتهم المهنية وعدم تضخيم إنجازاتهم كما قد يحدث عند كتابتهم للسيرة الذاتية التقليدية، أضف إلى ذلك أن الناس يتعاملون مع صفحاتهم على "لينكد إن" على أنها نوع من السيرة الذاتية، فيكونون أكثر قابلية لمشاركتها مع غيرهم بما في ذلك المُشغِّلون للحصول على فرص وظيفية، لذلك يُمثِّل "لينكد إن" منصة مناسبة لعدد كبير من المُشغِّلين. (5)
يُمثِّل كل ما سبق مرحلة بناء الانطباعات، يتبعها مرحلة أخرى أكثر أهمية وهي بناء توصيات وظيفية بواسطة مسؤولي الموارد البشرية، أي اختيارك للمرحلة التالية من التقييم من أجل الوظيفة، أو استبعادك، وسواء كانت هذه التوصيات صحيحة أو خاطئة فإنها تؤثِّر في مسارك المهني. (6)
يوفِّر الموقع لمستخدميه مجموعة من الخصائص والسمات المجانية التي تساعدهم في تدعيم سيرهم الذاتية، وسنتناول ذلك بشيء من التفصيل لاحقا، إضافة إلى لمسات أخرى غير مجانية، وتشمل قائمة المزايا المتاحة البحث في قائمة الوظائف عما يناسبك، وبناء صفحتك الشخصية، والتواصل مع الأشخاص، ونشر ومشاركة بياناتك وما تريد من محتوى.
"التشبيك ليس عدد الأشخاص الذين تعرفهم، بل عدد الأشخاص الذين يعرفونك".
(أميت كلانتري، مؤلف) (7)
على "لينكد إن"، يُعرف التشبيك (connections) في أبسط صوره بأنه تواصل بين شخصين أو أكثر يتم فيه تبادل المعلومات وبيانات التواصل من أجل أهداف اجتماعية أو مهنية، لكن الفوائد المتحقِّقة من ذلك قد تصل إلى أبعد مما تتصور (8)، فالتشبيك يوفِّر لك مساحة لتبادل الأفكار وتسويقها مع الأشخاص الذين تهتم ببناء علاقات مهنية معهم، مع فرصة الحصول على علاقات مهنية طويلة الأمد، بل إن هذه المساحة تُتيح لك فرصة التعلُّم من تجارب الآخرين وخبراتهم، والحصول على نصائحهم لتطوير مسارك المهني.
سيُبقيك الأمر حاضرا في أذهانهم دوما، ما يُسهِّل اختيارك أو الوصول إليك عند توفُّر الفرص المهنية أو التجارية، وستتعرَّف على حاجة السوق ونوع المؤهلات أو الخدمات الأكثر طلبا، وستتعلَّم من طريقة حل الناجحين لمشكلاتهم وكيفية مواجهتها.
إذا كنت من أصحاب المهن الإبداعية فسيُوسِّع التشبيك مداركك، وستتعرَّف على زوايا متنوِّعة لتحليل الأفكار ومواجهة المشكلات، ما يزيد من ثقتك بنفسك وبقدرتك على إكمال وتطوير إمكاناتك. (9) أما الأمر الذي سيدفعك للتحرُّك حالا فهو أن 80% من الوظائف الشاغرة لا تُنشر في الإعلانات أو على مواقع التوظيف، بل يُتوصَّل إليها عن طريق التشبيك والعلاقات.(10)
جرِّب أن تستحضر كيف بنيت علاقاتك المهنية خلال السنوات الأخيرة، وأين حدث ذلك، وما الفوائد التي تحقَّقت من هذه العلاقات، وأي منها كان الأكثر أثرا على مسارك الوظيفي؟ ربما حدث ذلك في اجتماع عمل، أو معرض توظيف، أو عبر شبكة التواصل الخاصة بمكان عملك، أو عبر أحد الأصدقاء. إنه أمر جيد، لكنك مقيد بالزمان أو المكان، ماذا لو توفَّرت لديك الوسيلة التي تُمكِّنك من التواصل وبناء العلاقات مع أي شخص في العالم في أي وقت تريده؟
يمكنك تصوُّر عالم "لينكد إن" بأنه سوق عمل عالمي، حيث ملايين الشركات تباشر أنشطتها التشغيلية، وتنشر إنجازاتها المهنية أو البحثية، وحيث مئات الملايين من المتخصصين في القطاعات كافة وفي مختلف أنحاء العالم يشاركون أفكارهم ونصائحهم، وإنجازاتهم، ومشاريعهم، بل ويدعونك للمشاركة بأفكارك، أو حتى يبحثون عنك خلال سعيهم لاستقطاب الموهوبين في الكثير من الاختصاصات.
الآن بات لديك العديد من الأدوات التي تُمكِّنك من الوصول إلى هذه الشركات أو هؤلاء الأشخاص ومتابعتهم والتواصل معهم، مثلا، لنفترض أنك تُخطِّط لدراسة الماجستير وتُفكِّر في المفاضلة بين عدد من البرامج أو الجامعات، وتريد معرفة نوع الفرص التي يمكنك الفوز بها بعد تخرجك، يمكنك الاستعانة بأداة "لينكد إن" للبحث عن خريجي هذه الجامعات، ستذهلك النتائج، فهي تعرض الخريجين كافة الموجودين على الموقع، والقطاعات التي يعملون بها، ودول وأماكن وجودهم، وطبيعة الوظائف التي يعملون بها حاليا، يمكنك الآن إكمال رحلة التشبيك بسهولة أكبر.
أما إن كنت تبحث عن وظيفة لدى مؤسسة ما أو تسعى للحصول على نصائح لتطوير قدراتك، فأمامك عدة خيارات، نذكر منها هنا القائمة الرئيسية "الوظائف" (Jobs) التي تُمكِّنك من اختيار نوع الوظيفة التي تبحث عنها، والمؤسسة، والدولة، ونوع الدوام، وكيفية التقديم، والمعلومات كافة ذات الصلة، ومن ثم التقدُّم للوظائف الملائمة، كما يمكنك البحث باسم المؤسسة أو في صفحتها عن الأشخاص الذين يعملون لديها ضمن نطاق الوظيفة التي تطمح إليها، ثم التشبيك معهم وطلب النصيحة منهم.
أما قائمة التواصل الخاصة بك فيمكن أن تضم أساتذتك الأكاديميين، وزملاء الدراسة والعمل والتطوع، وغيرها من الأنشطة والفعاليات، خصوصا الذين يشتركون معك في اهتماماتك المهنية أو العلمية، ويمكنك أيضا الانضمام إلى المؤسسات في مجال تخصصك، أو محيط موقعك الجغرافي.
"إن صفحتك على "لينكد إن" يجب ألا تدع مجالا للشك حول نوع الوظيفة التي تبحث عنها، وسبب كونك الشخص الأجدر بهذا الموقع".
(ميلانيا بينولا، كاتبة عالمية في مجال التوظيف) (11)
هناك عدة سمات رئيسية يمكنها أن تدعم قوة صفحة ما على "لينكد إن"، منها مثلا أن تكون كاملة في بياناتها، أو أن تحتوي على بيانات التعليم، وفي التصميم المرفق يمكن أن تتعلَّم عن بقية تلك العوامل المهمة جدا. إضافة إلى ذلك، يُنصح المستخدمون بتجنُّب استخدام الكلمات العامة عند وصف مناصبهم الوظيفية لتحقيق قدر من التخصصية، فمثلا يُفضَّل استخدام (ماجستير أو متخصص في إدارة الخدمات الصحية) عن استخدام منصب مدير مشروع، ويتميز الموقع أيضا بكونه يتيح للمستخدم اعتماد أسلوب شخصي للحديث عن كفاءته وقدراته المهنية، ويُفضَّل استخدام صيغة المتكلم المفرد (أنا)، ويمكن استخدام أسلوب المخاطب، ويُستخدم الغائب أحيانا في حالات الأشخاص ذوي الإنجازات الكبيرة.
على جانب آخر، يُنصح المستخدمون بصياغة خطابهم كما لو أن هناك أشخاصا يقفون أمامهم، وبتوظيف العنصر البصري للحديث عن أي إنجازات أو جوائز أو مشروعات عبر إضافة الصور ومقاطع الفيديو مع أي روابط قد تكون مهمّة، كما أن إضافة الكلمات المفتاحية التي يبحث عنها المُشغِّلون، في جزء المهارات أو الملخص أو الخبرة العملية، يُسهِّل العثور عليها خلال البحث، يمكنك التعرف على هذه الكلمات من خلال الإشعارات التي ستُعلمك بظهور اسمك في قائمة بحث قام بها أشخاص، وتُحدِّد لك وظائفهم، والكلمات التي استخدموها، والمؤسسات التي يعملون بها. (12)
يتوفَّر "لينكد إن" بعدة لغات، من بينها العربية والإنجليزية، لكن الإنجليزية هي اللغة الأكثر استخداما، وعند إنشاء صفحتك على الموقع ستُسهِّل الأقسام الموجودة إضافة بياناتك، ويمكنك تعبئة ما تريد منها، لكنّ عددا من هذه الأقسام يؤثر في تقييم صفحتك تأثيرا كبيرا، لذلك عليك الاهتمام بها اهتماما خاصا.
أول هذه الأقسام وأهمها هي الصورة الشخصية، ويتعيَّن عليك اختيار صورة مناسبة لك، ويوضِّح الإنفوجراف التالي عددا من النصائح التي تُقدِّمها "ليديا أبوت"، محررة ومسوقة محتوى على مدونة المواهب على "لينكد إن"، لاختيار صورة مثالية لصفحتك على الموقع.
تنصح "ليديا" أيضا بالتركيز على تعبيرات وجهك عند التقاط الصورة، فصور الأشخاص المبتسمين تعطي انطباعا بكونهم أشخاصا ودودين يسهل التعامل معهم، ويمكنك الاستعانة بصديق للحصول على هذه الصورة، ففي دراسة نفَّذها موقع "فوتوفيلر" (Photofeeler)، إحدى أشهر أدوات تقييم صور الأشخاص على صفحاتهم الاجتماعية، حلَّل فيها أكثر من 60.000 تقييم لرصد الانطباع حول التأثير والكفاءة والقبول الناتج عند مشاهدة 800 صورة شخصية على مواقع التواصل الاجتماعي بما فيها "لينكد إن"، ظهر أن الصور التي يظهر أصحابها مبتسمين أعطت انطباعا بأنهم أشخاص محبوبون ومؤثرون ومتخصصون، وأن الابتسامة التي ظهرت فيها أسنان الشخص حصلت على تقييم مضاعف عن الابتسامة بفم مغلق، أما فيما يخص صورة الخلفية، فيمكنك استخدامها للتسويق لمهاراتك في الرسم أو التصميم، أو لمشروعك، أو لفريقك. (13)
يلي الصورة الجزء المعروف باسم "العنوان الرئيسي" أو "headline"، وتنبع أهمية هذا الجزء من حقيقة أن الأشخاص يقضون وقتا أكبر في قراءته أكثر مما يقضون في قراءة أي جزء آخر في الصفحة الشخصية، وهو مصدر جذبهم وإقناعهم بإكمال قراءة المعلومات التي تُقدِّمها الصفحة، لذا يُنصح بتعبئة هذا الجزء بتوضيح طبيعة عملك، والعملاء الذين تساعدهم. (14)
فيما يخص جزء "النبذة" (About) أو "الملخص" (summary)، فلديك 2000 حرف لتُقدِّم قصتك التي تتحدَّث فيها عنك وعن خلفيتك التعليمية والمهنية وإنجازاتك بهدف دفع زائر الصفحة لإكمال القراءة ومعرفة المزيد (15)، وينصح البعض بالاكتفاء بثلاث فقرات بمعدل جملتين إلى ثلاث لكل فقرة، لتُقدِّم ملخصا قصيرا وسلِسا، تُسوِّق فيه لنفسك وتجيب عن سؤال لماذا تُعَدُّ أفضل من منافسيك، ويمكن أن تكون الإجابة حول طبيعة خبرتك أو مهاراتك، مثلا: "لديّ 20 سنة من الخبرة في هذا المجال، وأعرف كيف أحل مشكلات العملاء".
يمكنك أيضا أن تُضيف شيئا غير مهني، هواية مثلا، ولكن عند الحديث عن هواياتك أو اهتماماتك قدَّم ذلك تقديما مميزا، مثلا بدلا من أن تخبرهم أنك تحب السباحة، يمكنك أن تذكر الفعاليات أو السباقات التي شاركت فيها. وعموما إذا كنت متردِّدا بخصوص إضافة معلومات في أي قسم، فاسأل نفسك هل ستعطي هذه المعلومات صورة أوضح عنك؟ إذا كانت الإجابة نعم، أضِفها، وإلا فيمكنك تخطيها. (16)
يمكنك الآن الانتقال لقسم التعليم، حيث يتطلَّب منك إضافة بياناتك التعليمية، كالمدرسة أو الجامعة، والدرجة العلمية، ومجال التخصص، والأنشطة، ويُفضَّل إضافة تفاصيل حول ذلك كالمقررات الأكاديمية، وموضوع الرسالة البحثية، مع الدرجات إن أمكن، فهذا قد يساعدك في تمييز صفحتك عن صفحات المرشحين الآخرين.
أما في قسم "الخبرات العملية" (Experience) فأنت بحاجة إلى إضافة بيانات ذات صلة ووصف مختصر للمهام، ويُنصح بأن تُركِّز على أبرز ما حقَّقت من إنجازات في هذه الوظيفة، وألا تقتصر على إدراج الوظائف ذات الصلة بمجال تخصصك، بل أضف إليها الخبرات التطوعية، والعمل بدوام جزئي، والمهام التي توليتها خلال مشاركتك في الأنشطة اللا منهجية (الأنشطة التي لا تندرج ضمن المنهج الدراسي للمدرسة أو الكلية أو الجامعة كالانضمام لفريق رياضي أو الإشراف على تحرير مجلة جامعية) (17)، وإذا لم تكن المؤسسة التي عملت لديها معروفة فيُفضَّل إضافة جملة بسيطة للتعريف بها.
سيتطلَّب الأمر أيضا تحديد مهاراتك (Skills & endorsements)، لذا يُنصح باعتماد منهج 80/20، أي إن 80% من المهارات التي ستُضيفها هي مهارات تخصصية أو ذات علاقة بمجال تخصصك (تُعرف بالمهارات الصلبة)، أما الـ20% الأخرى فخصِّصها للمهارات غير التخصصية (المهارات الناعمة)، وركِّز على أن تكون أول أو أعلى 3 مهارات هي الأكثر أهمية لتسويق شخصيتك، والأسهل على الأشخاص في قائمة التواصل تأكيدها.
أما فيما يخص "التوصيات" (Recommendations)، فيمكنك أن تطلب من زميلك في أي وظيفة كنت فيها، أو من محيطك الأكاديمي مثل الأساتذة الجامعيين، كتابة توصية لك على صفحتك. (18)
يهدف التفاعل بالدرجة الأولى إلى إبقاء صورتك حاضرة في أذهان الأشخاص الذين تتواصل معهم، لتحظى بالفرص عند توفُّرها، وهو إحدى أهم أدواتك للتسويق لنفسك إضافة إلى صفحتك الشخصية، وتُعَدُّ الرسائل من أهم صور التفاعل على المنصة، لكن الأمر يتطلَّب استخدامها باحترافية تماما كما لو كنت في بيئة عمل خارج المنصة.
لذلك، يُنصح عند إرسال الدعوات لإضافة شخص لقائمة "زملائك" (Connects) بإضافة ملاحظة في رسالة تخبره فيها أين قابلته أو لماذا تريد إضافته، ويُفضَّل أن تراجع صفحته قبل إرسال الدعوة، فربما تود الإشارة إلى أشياء مشتركة أو خبرات تريد مناقشتها، أما بخصوص الرسائل والدعوات المرسلة لك فيُنصح بعدم التأخر في الرد على طلبات الإضافة، أو الرسائل، أو حتى التعليقات على منشوراتك، وتجنَّب إرسال الإعلانات العامة في الرسائل (19)، وتجنَّب كذلك مراسلة مسؤولي الموارد البشرية وتوجيه السؤال مباشرة: "هل لديك وظيفة لي؟".
يُنصح أيضا بقضاء بعض الوقت على الموقع لتنشيط تفاعلك، ويمكنك تفقُّد المستجدات يوميا من خمس إلى عشر دقائق، حيث ستجد أن الأشخاص في شبكتك يشاركون فرصهم وتحدياتهم وإنجازاتهم، وذلك يُمكِّنك من التفاعل معهم لتهنئتهم أو تقديم المساعدة.
يمكنك التفاعل بطريقة مختلفة أيضا كإضافة صورة لحدث شاركت فيه، أو التذكير بمواعيد، أو تقديم نصائح، أو مشاركة قصة نجاحك، وقد يُطلب منك تقديم التوصية أو التعريف بشخص في قائمتك، تذكَّر أن الأمر مرتبط بسُمعتك، لذا يمكنك الاعتذار إذا لم تكن متأكدا، ويُفضَّل استخدام الرسائل والمنشورات والتوصيات القصيرة والمباشرة مراعاة لانشغال الأشخاص، وتجنَّب الأخطاء الإملائية أو النحوية، وتفاعل بالقدر نفسه الذي تريد أن يحدث معك، ووازِن احتياجاتك، أي قدِّم النصيحة والمساعدة لمَن يطلبهما، والشكر لمَن يُجيب سؤالا أو يُعرِّفك على شخص أو يقترح وظيفة لك أو يساعدك بأي صورة. (20)
رغم المزايا التي يُقدِّمها "لينكد إن" للباحثين عن عمل والمُشغِّلين والمؤسسات في القطاعات كافة، فإن هناك مجموعة من الأمور المثيرة للقلق، على رأسها أن الاستفادة من الموقع تتطلَّب استثمار جزء من الوقت لمتابعة المستجدات وتعزيز التفاعل، ما قد يتسبَّب في إدمانك للموقع كغيره من وسائل التواصل الاجتماعي، أو قضاء وقت أكبر من الوقت المخصَّص للعمل.
ويُعَدُّ جانب الخصوصية أحد الأمور المُقلِقة، فالموقع يتضمَّن معلومات متنوِّعة عن الأشخاص، كعناوين بريدهم الإلكتروني، وأرقام هواتفهم، وتاريخهم الوظيفي، ما قد يُعرِّضهم للوقوع ضحية انتحال الهوية أو أي هجوم إلكتروني، لذا ربما من الأفضل عدم مشاركة عناوين البريد المستخدمة في الحسابات البنكية مثلا، وتخصيص عناوين بريد للتواصل على الموقع.
كما يُنصح الأشخاص بالتحقُّق من هوية مرسلي العروض الوظيفية، فالمُشغِّلون ومسؤولو الموارد البشرية ومسؤولو استقطاب المواهب في الشركات المختلفة يرفقون رسائلهم ببيانات التواصل، بما فيها عنوان البريد الرسمي للمؤسسة، ويمكن التحقُّق من هذا البريد ومن بيانات الشخص عبر البحث على موقع الشركة التي يتبع لها. (21)
يُضاف إلى ذلك أيضا التمييز بحسب العمر، فالمستخدمون الأكبر سِنًّا أقل حصولا على العروض الوظيفية مقارنة بأقرانهم الأصغر سِنًّا، وقد حاولت دراسة بحثية تقصي مدى دقة هذا الأمر، نفَّذ الدراسة مجموعة من الباحثين بقيادة "فرانسيسكا كرينغز" من جامعة لوزان (University of Lausanne)، وقارنت الدراسة بين مجموعتين من الأشخاص من فئتين عمريتين مختلفتين، فكانت المجموعة الأولى من المراهقين في ذلك الوقت، والمجموعة الثانية ممن كانوا في الأربعينيات عند ظهور الموقع عام 2003.
وجدت الدراسة تميُّزا واضحا للمجموعة الأولى في سهولة التعامل مع الموقع لاعتيادهم السابق على استخدام الإنترنت والحاسوب والتفاعل الإلكتروني، على عكس المجموعة الثانية التي لم تعتد على الإنترنت وتصفُّح المواقع ومشاركة المحتوى، ما صعَّب مهتمهم في عرض بياناتهم وكفاءاتهم ومهاراتهم الشخصية على الموقع والتفاعل معه. (22)
لكن نتائج الدراسة أظهرت أن أفراد المجموعة الثانية يبذلون جهدا لتمثيل أنفسهم بصورة أفضل، ويستخدمون صورا تُظهرهم بمظهر شبابي، ولديهم الأفضلية في التواصل مع المستخدمين وعدد أكبر من التوصيات مقارنة بالمشاركين، ما فسَّره الباحثون بوجود حافز لدى هذه الفئة لإبعاد أنفسهم عن الصورة النمطية لشريحتهم العمرية، التي تتسبَّب بانتشار وصمة اجتماعية تُظهرهم بمظهر الأقل كفاءة والأقل قدرة على التكيُّف مع التكنولوجيا.
لكن رغم كل ذلك، فإنهم يواجهون التحيُّز، ويحصلون على عروض وظيفية أقل من غيرهم الأصغر سِنًّا، ورغم النجاح في تلافي هذا التحيُّز في السير الذاتية التي تخلو من الصور الشخصية، فإن وجود هذه الخاصية على الموقع أعاد احتمالية حدوث هذا التحيُّز، وهو ما دفع الباحثين للتوصية بحذف قسم الصورة الشخصية من الموقع لضمان ممارسة توظيفية عادلة. (23)
_______________________________________________________________
المصادر:
1: دليلك الشامل لاحتراف "لينكد إن" والحصول على وظائف من خلاله
3: The influence of LinkedIn on reputation: an explanatory study
4/5: Personality perception based on LinkedIn profile
6: LinkedIn as a new selection method: Psychometric properties and assessment approach
9: 10 10Reasons Why Networking Is Essential For Your Career
10: Building Student Networks with LinkedIn: The Potential for Connections, Internships, and Jobs
12: How to make a killer Linkedln profile
13: 10Tips for Picking the Right LinkedIn Profile Picture
14/16/17/20: Building a LinkedIn profile that builds your career
15/18:to Know About LinkedIn Top 6 Things Health Execs Need