ما الأماكن السياحية التي يزورها المغتربون في إجازاتهم ببلدانهم؟
إذا أردت السفر للسياحة في بلد آخر غير بلدك الأم، فعليك معرفة الأماكن السياحية التي يرتادها أهل البلد نفسه، وبخاصة المغتربون منهم، ذلك أن أهل المكان أدرى بجمالياته، وأكثر معرفة بتفاصيله وتاريخه، وتنوعه الجغرافي والمناخي، وأبرز مدنه، وأهم شوارعه وأشهر مطاعمه وأجمل مقاهيه، فقد تكون وجهتك السياحية.
ويعرف المغتربون معنى الحنين لكثير من التفاصيل في بلادهم الأم، كتذوق طبق مشهور، أو عصير خاص، أو التردد على مقهى مميز يحمل بعض الذكريات، أو حتى مطعم معروف، إذ يضبط المغتربون مواعيد سفرهم، غالبا، مع بداية العطلة المدرسية الصيفية، لقضاء الإجازة السنوية في ربوع الوطن ومع الأهل.
اقرأ أيضا
list of 2 itemsهل تعرف عجائب الدنيا السبع القديمة؟ إليك أيضا عجائب الدنيا السبع الجديدة وعجائب الطبيعة السبع
التقت الجزيرة نت عددا من المقيمين في العاصمة القطرية الدوحة، للحديث عن أماكنهم السياحية المفضلة في بلدانهم؛ رغم أنهم يعتبرون قطر بلدهم الثاني.
نابلس العتيقة في قلب فلسطين
تقول الدكتورة مرح البلشة، إنها تعشق زيارة البلدة القديمة في نابلس، والتي تعد بمثابة قلب المدينة، في بلدها الأم فلسطين.
وتحرص مرح على زيارتها وتصوير معالمها -كلما زارت فلسطين- لما تحمله المدينة العتيقة من إرث تاريخي ومعماري يعكس الطراز القديم على مر العصور من الفترة الرومانية وحتى الفترة العثمانية في تقسيم الأحياء وبناء القصور والمنازل كالمنارة.
كما يبهرها "برج الساعة"، وكذلك خان التجار المسقوف، والذي يضم العديد من الصبانات، إذ تشتهر نابلس بصناعة الصابون الذي أصبح يعرف باسمها "الصابون النابلسي"، وبالتأكيد لا بد من تذوق حلوياتها وبخاصة الكنافة النابلسية.
الأردن.. البتراء والبحر الميت ورم أماكن متفردة
يقول أسعد رؤوف سعد، طبيب أسنان، "أفضل قضاء إجازاتي في بلدي الأردن، فأنا مقيم في قطر منذ أكثر من 8 أعوام، وفي قلب الدوحة الجميلة رزقت بأطفالي الثلاثة، وأصبح قلبي متعلقا أكثر بأن أري أطفالي أماكن بلدنا الأم، فأردننا غني بالأماكن السياحية والتراثية الممزوجة بعبق التاريخ".
ويضيف سعد في حديثه للجزيرة نت، أحب أن يعرف أطفالي أقاربنا بالمقام الأول، ونحن نستمتع كثيرا كعائلة ممتدة بالتنقل في أنحاء الأردن بداية من ربوعها الخضراء إلى بترائها (البتراء إحدى عجائب الدنيا السبع الجديدة)، وحتى "خليجنا بالأردن غير" (خليج العقبة)، مرورا بمدينة جرش الأثرية والبحر الميت ورم، وبالتأكيد العاصمة عمان، والقائمة تطول..".
لبنان.. سياحة صيفية وشتوية متنوعة
تعدد رزان عبد الله، صيدلانية، الأماكن الجميلة في بلدها الأم، لبنان، وبخاصة في الصيف، ومنها: جبيل، بترون، جونية، برمانا، جزين، وحريصة.
وتقول رزان، إنها وعائلتها يذهبون إلى جبيل وبترون في شمال لبنان، كونهما قريبتين من بعضهما، وفيهما منتجعات وشاليهات كثيرة ومطلة على البحر، وفيهما الكثير من أماكن السهر المناسبة للعائلات، فضلا عن وجود حفلات للمغنين وبعض المهرجانات.
وتستذكر رزان، منطقة فاريا في قضاء كسروان في محافظة جبل لبنان، والتي تجذب السياح خلال فصل الشتاء لمشاهدة الثلج والتزلج عليه، أو ركوب التلفريك (قاطرة معلقة تعمل بالكهرباء) والاستمتاع من علو بجمال الطبيعة في لبنان.
المغرب.. بين مراكش الحمراء وأوريكة الخضراء
الشابة شيماء أبو زيد، مغربية الجنسية مقيمة وأسرتها في الدوحة منذ 10 أعوام، تقول للجزيرة نت "في إجازة سنوية أذهب إلى مدينة مراكش المعروفة بالمدينة الحمراء لأن لون بيوت أحمر".
ومن الأماكن التي تحب شيماء زيارتها ساحة جامع الفناء وسط مراكش، المعروفة بجمالها، وتاريخها الغني الذي يعكس التقاليد المغربية. وتقول "أزورها برفقة أولادي في كل إجازة، ونستمتع بها كثيرا فهي منطقة تاريخية جاذبة".
وتضيف "كما نتمشى في أزقة مراكش العتيقة، ومن ثم نذهب للمحلات لشراء ملابس تقليدية كهدايا لأصحابنا في الدوحة، مثل: الجلاليب والقفطان المغربي، وقبل الشراء، من الضروري أن نفطر في مطعم معروف عالميا اسمه مقهى دار الباشا والذي يوجد داخل قصر الباشا، والمعروف بأجود أنواع القهوة".
وتلفت شيماء إلى أنها في أوقات ارتفاع حرارة الجو، يتوجهون نحو منطقة أوريكة، وتبعد 60 كيلومترا جنوب مدينة مراكش، المعروفة بجبالها الخضراء وشلالاتها الجميلة، وجوها اللطيف، حيث يحلو تناول الطعام، وشرب الشاي الأخضر، ويلعب الأولاد الكرة في ساحاتها.
تونس.. بين سيدي بوسعيد وطيور بنزرت
تمضي أميرة سلامة، موظفة استقبال، إجازتها السنوية في بلدها تونس الخضراء بزيارة العديد من الأماكن السياحية، وتبدأ بزيارة المهديّة، "لأنها مسقط رأسي"، تقول أميرة، وهي مدينة ساحلية جميلة تزينها بوابتها الضخمة المعروفة باسم "السقيفة الكحلة" "السقيفة الكحلاء" أو "باب زويلة"، وهي من أشهر المعالم الإسلامية.
وتضيف "نزور مدينة سيدي بوسعيد إحدى أجمل المدن التونسية، وتبعد عن العاصمة 20 كيلومترا، وتقع على منحدر صخري مُطل على قرطاج وخليج تونس، وتتميز بمبانيها البيضاء ذات النوافذ والأبواب الزرقاء والزخرفة السوداء، وفيها نأكل أشهر الحلويات التونسية "البانبالوني" وهي فطائر بالعسل أو السكر".
وتنوه أنها وأسرتها يحرصون على زيارة مدينة بنزرت المطلة على البحر الأبيض المتوسط، حيث الخلجان البرية والغابات وحقول الكروم والقمح المحيطة بها، والتي تجلب الآلاف الطيور المهاجرة، مما يجذب السياح لها.
مصر.. من القاهرة العتيقة إلى وادي الحيتان
ويروي محمد ناير فرغلي، محاسب بشركة خاصة، طقوس إجازته في بلده الأم مصر قائلا: "أنا من الزمان القديم، فإجازتي في المحروسة لها شكل معين، فالأيام الأولى أخصصها لزيارات الأهل والأصدقاء، كما أن سكني في مدينة السادس من أكتوبر منحني القرب من أماكن جميلة في هضبة الجيزة المرتفعة والمطلة على الأهرامات، لتمضية أمسيات جميلة في الهواء الطلق".
وبعدها تبدأ زياراتي المسائية السنوية لأماكن القاهرة العتيقة العابقة بالتاريخ، مثل السيدة زينب، والحسين، والأزهر.
بعدها يبدأ الخروج من المألوف، كما يقول للجزيرة نت، وذلك بالسفر خارج القاهرة، فحبي لمدينة مرسى مطروح- مياها وجوا وطبيعة وحركة- يجعلني أخرج الطاقة السلبية من حياتي؛ لما تتمتع به من جمال الطبيعة والهدوء الجميل، والسهرات العائلية الجميلة.
ويضيف: مكاني الأجمل وادي الحيتان والذي يقع داخل محمية وادي الريان بمحافظة الفيوم (على بُعد 150 كيلومترا من القاهرة).
"بوتشيتل" أجمل مدن جنوب البوسنة
"المكان الذي زرته عندما أتيحت لي الفرصة للعودة إلى موطني البوسنة والهرسك، هو قرية صغيرة تسمى بوتشيتل. وتقع في مدينة تشابلينا، على بُعد حوالي 160 كيلومترًا جنوب العاصمة سراييفو، وتبعد حوالي 30 كيلومترًا من مدينة موستار الشهيرة"، تقول الصحفية ألما ميليسيتش.
وكانت هذه القرية التاريخية الجميلة، والتي يطلق عليها البوسنيون في كثير من الأحيان اسم "أجمل مدينة في الجنوب"، بمثابة مركز إداري للحكم خلال العصور الوسطى، وتتمتع بأهمية إستراتيجية كبيرة باعتبارها أقصى نقطة غربية من الرعية.
ويُعتقد أن الملك البوسني ستيبان تفرتكو الأول أسس هذه المدينة المحصنة في عام 1383. ولا تزال قلعة القرية، التي بنيت بين القرنين الـ15 و16، على حالها. وهناك العديد من المنازل المملوكة للسكان المحليين على الطريق الضيق المؤدي إلى القلعة.
وتضيف ألما: كثيرا ما أقوم بزيارة بوتشيتل مع والدي ووالدتي عندما نقوم برحلة ليوم واحد إلى موستار. وفي الصيف، يمتلئ المكان بأشجار التفاح البرية والرمان، وهي الفاكهة الرمزية لجنوب البوسنة، وأمضي الزيارة بالتقاط الصور الفوتوغرافية التي توثق جمالها.
الهند.. من تاج محل إلى ثلوج مانالي
وتأخذنا فزنة محمد علي، إلى الهند، وتحديدا ولاية كيرالا التي تقع على ساحل مليبار الهندي، في الجنوب الغربي من شبه القارة الهندية، والمعروفة بطبيعتها الجميلة، والغنية بالثقافة والتراث والفنون، وطعامها الصحي المتنوع.
وتضيف فزنة، وهي موظفة إدارية، أن كيرالا تضم مجموعة واسعة ومتنوعة من مناطق الجذب السياحي، مثل الأماكن التاريخية والقصور والحصون ومن أشهرها "تاج محل"، كما تشتهر بالمناطق الطبيعية والمنتجعات والمنتزهات، ومحميات الحياة البرية.
ولأنها وأسرتها من عشاق الثلوج، يحرصون دوما على زيارة مانالي، وتعد من أشهر أماكن التزلج ليس في كيرالا فقط، بل على مستوى الهند، وحتى العالم.
وتؤكد مواطنتها سيمران نادكار، وهي من ولاية ماهاراشترا، ثالث أكبر ولايات الهند من حيث المساحة، أنهم كعائلة يفضلون زيارة محطات التلال أو الشواطئ خلال زيارتهم إلى مومباي.
وتقول سيمران للجزيرة نت "إن زيارة المكان الأكثر تفضيلاً لهم كعائلة هي منطقة لونافالا، حيث التلال الخضراء المغطاة بالسحب الكثيفة، والحصون القديمة والشلالات، ويعتبر أفضل وقت لزيارتها خلال موسم الأمطار في الهند خلال شهري يوليو/تموز وأغسطس/آب".
أما المكان المفضل الثاني لأسرتها، فهو شاطئ مورود مانديرا حيث الأنشطة الرياضية الصيفية المتعددة. وأفضل وقت لزيارته خلال الفترة من نوفمبر/تشرين الثاني إلى ديسمبر/كانون الأول.