جهود قطرية لحماية الأطفال في أماكن النزاع ومحاسبة مستهدفي المرافق التعليمية
الشيخة موزا بنت ناصر: نحن نحتفي باليوم الدولي لحماية التعليم من الهجمات من أجل لفت انتباه العالم إلى حجم هذه القضية وبهدف شحذ الهمم
الدوحة- بهدف حشد الجهود الدولية لحماية الأطفال وتوفير التعليم لهم، خاصة في أماكن النزاعات، ومساءلة المتورطين في الهجمات ضد المؤسسات التعليمية؛ عقدت مؤسسة "التعليم فوق الجميع" القطرية مؤتمرا بعنوان "كيف يسهم التعليم في بناء سلام مستدام".
ويأتي انعقاد المؤتمر -الذي أقيم عن بعد- بمناسبة اليوم الدولي لحماية التعليم من الهجمات، الذي يوافق التاسع من سبتمبر/أيلول من كل عام.
اقرأ أيضا
list of 4 items"التعليم فوق الجميع" تطلق مشروعا بكاكوما بكينيا
مبادرة جديدة.. آلاف المعلمين سيسافرون على متن القطرية مجانا
قطر اقترحت تخصيص يوم عالمي له.. مؤتمر يبحث تحديات حماية التعليم من الهجمات
وشاركت في المؤتمر رئيسة مجلس إدارة مؤسسة "التعليم فوق الجميع" الشيخة موزا بنت ناصر، والشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري، ورئيس النيجر محمد بازوم، وأمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، والمدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان، والمدير التنفيذي لليونسكو أودري أوزلي، وعدد من الشخصيات الدولية.
وقالت الشيخة موزا بنت ناصر "نحن نحتفي باليوم الدولي لحماية التعليم من الهجمات من أجل لفت انتباه العالم إلى حجم هذه القضية، وبهدف شحذ الهمم"، مشيرة إلى زيادة عدد الهجمات على المدارس بمقدار الثلث في عام 2020. وسُجلت خلال عام واحد 2400 هجمة على المرافق التعليمية.
وأكدت أهمية التعليم كأداة أساسية لتعافي المجتمعات من أضرار الهجمات، موضحة أن "التعليم هو الركيزة التي ستمكنهم من التعافي، والتعايش مع جراحهم، والعثور على الأمل المنشود، هذا ما يجعل التعليم بديلا عن هذه الفوضى، وهذا ما يجعل التعليم حقا أساسيا من حقوق الإنسان، وهو السلاح القوي في مواجهة الإبادة الثقافية".
محاسبة الجناة
ودعت الشيخة موزا بنت ناصر المجتمع الدولي إلى أن يضمن حصول هؤلاء الضحايا على تعويض من المتسببين في هذه الجرائم، كما شددت على أنه آن الأوان لحث المجتمع الدولي، والقيادات في كل دولة، على مطالبة مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة بتقديم مرتكبي الجرائم الوحشية ضد التعليم إلى العدالة.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة إن الأسرة الدولية يجب أن تتحدث بصوت واحد من أجل وقف الاعتداءات على المؤسسات التعليمية.
ولفت إلى أنه في الفترة بين عامي 2015 و2020 قام التحالف العالمي لحماية المدارس برفع 13 ألف تقرير حول هجمات واعتداءات بحق الأطفال والمؤسسات التعليمية في مختلف مناطق العالم.
ودعا غوتيريش جميع الدول إلى التصديق على "إعلان المدارس الآمنة" لكونه يحدد خطوات ملموسة وواضحة يمكن اتخاذها لحماية المدارس والتعليم.
المساعدة الدولية
وأكد وزير الخارجية القطري إيمان بلاده الراسخ بالقوة التحويلية التي يكتنزها التعليم، مشيرا إلى أنه من الأهمية بمكان ضمان استمرار التعليم أثناء النزاع المسلح وتوفير وتيسير برامج التعاون والمساعدة الدولية التي تعمل على درء الهجمات على التعليم أو التصدي لها.
ونوه إلى أن التعليم يؤدي دورا حيويا في إعادة بناء المجتمعات المتضررة من النزاع أثناء انتقالها إلى السلام.
وشدد الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني على أن أكثر ما يقلق دولة قطر أن العديد من الأطفال أو الشباب المتضررين سيطويهم النسيان، وقد لا يعودون إلى مقاعد الدراسة أبدا.
وفي ختام كلمته، أكد وزير الخارجية القطري أن بلاده لن تدخر جهدا في تعزيز آليات الرصد والإبلاغ، بما في ذلك الاستثمار في جمع البيانات وتحليلها؛ من أجل ضمان المساءلة عن الانتهاكات المرتكبة ضد الأطفال والمعلمين، وكذلك الهجمات التي تشن على المدارس بما يتعارض مع القانون الدولي والإنساني.