مؤتمر "وايز" للابتكار في التعليم بالدوحة يدعو للإنصات لصوت الشباب

الإنصات للشباب أحد أبرز القضايا التي ركز عليها مؤتمر القمة العالمي للابتكار في التعليم (وايز)

مؤتمر وايز - الدوحة
الإنصات للشباب أبرز رسائل مؤتمر وايز (الصحافة القطرية)

الدوحةـ الإنصات للشباب وتمكينهم والاستماع إلى مخاوفهم والوقوف على تصوراتهم بشأن التعليم والمشكلات العالمية الأخرى كانت واحدة من الرسائل القوية التي أطلقها مؤتمر القمة العالمي للابتكار في التعليم (وايز)، الذي يستمر 3 أيام بالعاصمة القطرية الدوحة، تحت عنوان "ارفع صوتك.. لنشيّد مستقبلا قوامه التعليم".

ونظرا لأن الشباب كانوا الشريحة الأكبر التي تحملت عبء أكبر اضطراب في قطاع التعليم بالتاريخ الحديث جراء جائحة كورونا التي ضربت العالم قبل نحو 18 شهرا؛ فقد حرص المشاركون في اليوم الأول لمؤتمر القمة العالمي للابتكار في التعليم على إفساح المجال أمام صوت الشباب للإسهام في مواجهة التحديات التي تجابه العملية التعليمية في مختلف دول العالم.

وانطلقت في الدوحة في وقت سابق فعاليات مؤتمر "وايز" بمشاركة نخبة من أبرز المفكرين والمبتكرين في قطر والعالم.

وتشارك في القمة هذا العام مجموعة من كبار الخبراء وقادة الفكر الذين سيناقشون أهم القضايا والمستجدات والاتجاهات التي ستشكل مستقبل التعليم في أعقاب جائحة كوفيد-19.

المشهد التعليمي

تأكيد دور الشباب وأهمية مشاركتهم في قضايا التعليم كان محور حديث الصحفية وصانعة الأفلام اليمنية مريم الذبحاني أثناء عرض تجربتها مع التعليم في اليمن.

إعلان

وترى الذبحاني -خلال مشاركتها في جلسة اليوم الأول من المؤتمر- أنه يجب إشراك الشباب بصورة فاعلة في القضايا المجتمعية بشكل عام والتعليم بشكل خاص، مؤكدة أن الشباب قادر على إعادة تصور المشهد التعليمي وبناء مستقبله.

وأضافت الصحفية اليمنية مخاطبة الحضور "أناشدكم كل فرد من موقعه ومكانته وصلاحيته؛ تحققوا من امتيازاتكم، ساعدوا في محاولة فك القيود الكاتمة لأصوات الشباب، وأسهموا في إعلائها ومناصرتها لأن شبابنا هم مستقبلنا"، مشددة على أنه "على العالم أن يتوقف لينصت للشباب".

وأكدت أن حرب اليمن اضطرتها لإعادة بناء حياتها من جديد، حيث اضطرتها الحرب إلى التوجه لقطر وإيجاد فرصة جديدة لاستكمال تعليمها وإعالة أسرتها، لافتة إلى أن إعادة بناء "النفس المحطمة" أمر صعب، لكن وجودها في محيط المدينة التعليمية بقطر وسط بيئة داعمة ومليئة بالفرصة ساعدها على النهوض من جديد.

وأوضحت أنها حصلت على مؤهلين دراسيين، وأصبحت صانعة أفلام وصحفية لتسليط الضوء على قصص غير مروية وإظهار سرديات مضادة لما يتم مشاركته في وسائل الإعلام.

افتتاح مؤتمر وايز
الذبحاني تدعو إلى الإنصات للشباب والعمل على تشجيعهم (الجزيرة)

كورونا والتعليم

وفي ما يتعلق بتأثير كورونا على التعليم في العالم، تقول الذبحاني إن كورونا تمثل تحديا آخر رغم أنها تجربة مشتركة لدول العالم على عدة مستويات، إلا أنها غير متساوية لدول أخرى، حيث سقطت البلدان النامية في وضع غير موات لافتقارها للكهرباء والإنترنت، إلا أن ذلك لم يمنع من البحث عن الفرص والمنصات البديلة للاستمرار في التعلم والنمو.

واختتمت حديثها بالقول إن المنصات الافتراضية -مثل تطبيقات "زوم" و"واتساب"- أصبحت أدوات حيوية في البرامج التي تقوم من خلالها بتوجيه صانعي الأفلام الشباب وربطهم بالفرص في الخارج بالتعاون مع منظمات محلية ودولية في محاولة لإنشاء شبكة تتيح للشباب في مناطق الصراع مثل اليمن وليبيا اكتساب مهارات وتحسين سبل العيش بتزويدهم بالكاميرات بدل البنادق.

إعلان

وتقول الأميركية جيتنجالي راو (مبتكرة ومؤلفة وناشطة في مجال العلوم والتكنولوجيا والرياضيات والهندسة) إنه يتعين اعتماد مقاربة متعددة التخصصات وابتكارية لحل المشاكل وتغيير نظم التعليم.

وأكدت أن الشباب يحمل كثيرا من الأفكار المبتكرة التي تهدف إلى إيجاد حلول، لكن لا بد من تنسيق هذه الأفكار وتعزيزها ودعمها، معربة عن اعتقادها بأن هناك كثيرا من الأفكار الواعدة، ولكن يجب تسليط الضوء عليها والمساعدة في تطبيقها على أرض الواقع.

تواصل عبر القارات

وترى راو أنه رغم الآثار السيئة لجائحة كورونا، فإنها كانت فرصة سمحت للطلاب بمختلف دول العالم بالتواصل مع بعضهم البعض والتفكير في تغيير نظم التعليم.

وتؤكد أنه رغم أهمية دور المؤسسات التعليمية في مساعدة المجتمع على تحسين أوضاعه، فإن الأجيال الشابة باستطاعتها الإسهام في إمداد الآخرين بالمعارف، لافتة إلى أن الذكاء الاصطناعي يربط بين الناس في قارات العالم المختلفة، ولذا فإن تواصل الشباب في ما بينهم وإسهامهم في خدمة مجتمعاتهم أمر حتمي.

ودعت راو إلى ضرورة إشراك الشباب في إعداد المناهج الدراسية والاستفادة من جميع الأفكار المبدعة والمبتكرة، مؤكدة أن من المهم التركيز على الابتكار في المناهج الدراسية، خاصة في مراحل التعليم المبكر وعدم الاعتماد على المناهج التقليدية.

وجيتنجالي راو (16 عاما) تعد أصغر عالمة في أميركا، ونجحت في ابتكار جهاز للكشف عن تلوث المياه، بالإضافة إلى تصميم برنامج يعتمد على الذكاء الاصطناعي لمكافحة التنمر السيبراني.

إعلان
المصدر : الجزيرة

إعلان