ماذا تعرف عن التأمين الصحي؟
التأمين الصحي أحد أنواع التأمين ضد المخاطر الصحية التي تعترض حياة الناس، ويشمل تكاليف الفحص والتشخيص والعلاج، والدعم النفسي والجسدي، كما قد يتضمن تغطية الانقطاع عن العمل لفترة معينة أو العجز الدائم، وهو إحدى طرق إيصال الرعاية الصحية إلى الأفراد والمجموعات.
والرعاية الصحية هي فحص وتشخيص وعلاج الأمراض والآفات التي تصيب الإنسان، وذلك على الصعيدين الجسمي والنفسي، علاوة على الوقاية من الأمراض والمشاكل الصحية ومنعها أو تقليلها.
وتقوم فلسفة التأمين الصحي على مبدأ تجميع المخاطر التي تصيب المجتمع أو الأفراد، وتقاسمها بين المؤمن عليهم بشكل متساو، وذلك عبر جمع الأموال اللازمة لعلاج تلك الأمراض أو الإصابات، ثم توزيعها على الأفراد حسب حاجتهم للعلاج، وهذا يضمن وصول الرعاية الصحية إلى جميع محتاجيها مقابل مبلغ يسير من المال وثابت يدفعه جميع الأفراد المشتركين في التأمين.
أهداف التأمين الصحي
- توفير الرعاية الصحية للأفراد والمجموعات.
- تأمين تكاليف الرعاية الصحية للأفراد والمجموعات.
- توزيع تكاليف الرعاية الصحية على الأفراد، بحيث يدفع الجميع حصة متساوية، وبذلك فإن الأشخاص الأصحاء الذين لا يعانون من المرض يغطون تكاليف علاج الأشخاص المرضى.
- حماية الفرد من نقص الرعاية الصحية التي تنتج عن فقر الشخص أو عدم قدرته على دفع تكاليف العلاج، مما يؤدي إلى عدم حصوله على الرعاية الصحية وتدهور صحته.
- إدارة موارد التأمين الصحي المالية بشكل يضمن استمراره للأجيال القادمة، وقد يشمل ذلك استثمارها في مشاريع قد لا تكون في الجانب الصحي.
عناصر التأمين الصحي
- الطرف الأول وهو مؤسسة التأمين، والتي قد تكون حكومية مثل وزارة الصحة أو خاصة مثل شركات التأمين الصحي الربحية، أو دولية مثل وكالة الشرق الأدنى لتشغيل وإغاثة اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا).
- الطرف الثاني وهو المنتفع، وقد يكون الفرد بشخصه عندما يشترك في التأمين، أو تكون معه عائلته، كما قد يكون العقد ضمن شركة أو مؤسسة أكبر، إذ يشترك الشخص مثلا ضمن مجموعة الموظفين الموجودين في الشركة التي يعمل فيها والذين لديهم تأمين صحي مع مؤسسة معينة.
- العقد، وهو يوضح مقدار الاقتطاع المالي للتأمين وأسسه، والذي قد يكون شهريا ثابتا، كما قد يشمل اقتطاعا بنسبة معينة من تكاليف الإجراء الطبي عند حدوثه، مثل أن يدفع الفرد 10% من كشف الطبيب، أو 5% من رسوم المستشفى.
- طبيعية التغطية، وتشمل الأمراض المشمولة بالعلاج والإجراءات المغطاة، فمثلا بعض شركات التأمين ترفض تغطية عمليات تصحيح البصر وتعده إجراء تجميليا، وينطبق هذا أيضا على علاجات تقويم الأسنان.
- مقدم الرعاية الصحية، والذي قد يكون المؤسسات الحكومية التابعة للحكومة مثل مراكز ومستشفيات وزارة الصحة، وقد تكون مؤسسات صحية خاصة كالمستشفيات الخاصة، ويعتمد ذلك على العقد الموقع بين الطرفين، فمثلا قد يشترط عقد التأمين الصحي أن يكون العلاج فقط في المستشفيات الحكومية ولا يغطي العلاج في القطاع الخاص.
مصادر تمويل التأمين الصحي
- الفرد نفسه، ويكون هذا عبر المبلغ الذي يقتطع منه على أسس شهرية أو حسب العلاج.
- الحكومة، إذ تغطي تكاليف التأمين من الضرائب، كما قد تغطي كاملا تكاليف الأفراد الذين لا يملكون دفع تحملهم الشخصي من التأمين الصحي كالفقراء.
- المؤسسات الخاصة، إذ قد تدفع هي جزءا من تكاليف التأمين الصحي عن موظفيها في حين يدفعون هم المتبقي.
- المنظمات الدولية، فمثلا تدفع الأمم المتحدة تكاليف علاج اللاجئين الفلسطينيين في الأونروا، وتحصل المنظمة الأممية على التمويل من الدول المانحة والمؤسسات الدولية الأخرى.
- الهبات والمنح التي قد تكون من الأفراد أو المؤسسات، وقد تكون مادية أو عينية كالمستلزمات الطبية والمباني.
مشاكل تواجه التأمين الصحي
- عدم شمول التأمين الصحي كل شرائح المجتمع، ويؤدي ذلك إلى تعريض هذه الفئة المحرومة منه لمخاطر العوز والمرض بسبب تحملها تكاليف علاجها، كما يزيد مخاطر تطور المرض لديها بسبب عدم قدرتها على دفع تكاليف العلاج، مما قد يحرمها من العلاج، وقد يؤدي ذلك إلى تفاقم المرض أو إلى الموت.
- زيادة الحمل على صناديق التأمين الصحي الحكومية أو الخاصة بسبب ارتفاع تكاليف المعالجة وعدم وجود تمويل كاف.
- زيادة الضغوط المالية على الأفراد نتيجة زيادة الاقتطاعات المالية من دخولهم للتأمين الصحي.
- تراجع مستويات التأمين الصحي.
- نقص الشفافية قد يؤدي إلى سوء توزيع وإدارة موارد التأمين الصحي، وقد يرتبط ذلك بالفساد، ويفاقمه عدم وجود نظام رقابة فعال وآليات للمساءلة القانونية، وافتقاد التشريعات المناسبة.
- التلاعب من قبل المؤمن عليهم، مثل تزوير الفواتير والعلاجات أو علاج شخص غير مؤمن عليه ببطاقة التأمين الصحي، مما يلقي حملا إضافيا على صندوق التأمين، ويتطلب منع ذلك وجود نظام رقابة وتدقيق ملائم.
- الحروب والمجاعات والحوادث الطبيعية تؤدي إلى تدفق اللاجئين على المناطق المجاورة، مما يزيد الضغط على الموارد الصحية في المناطق المتأثرة، كما أن تفشي الأمراض والأوبئة نتيجة ظروف نقص معاير النظافة في تجمعات اللاجئين والمخيمات يؤدي إلى مزيد من الضغط المادي ونقص الموارد اللازمة للتعامل مع الوضع.
- ارتفاع نسبة الشيخوخة والأمراض المزمنة في المجتمع نتيجة ارتفاع معدل أعمار الناس يترافق مع زيادة تكاليف رعاية كبار السن والأمراض التي يعانون منها، مثل داء السكري وأمراض الجهاز التنفسي ومرض القلب، وهذا أيضا يزيد الضغط على التأمين الصحي.