بالصور
حمامات نبتون الإمبراطورية في رومانيا من منتجع الأباطرة إلى موقع تاريخي مهجور
![منظر خارجي لمبنى نبتون الإمبراطورية والجسر الحديدي المطاوع المغلق في بايلي هيركولان. [دانييل ميهايليسكو/وكالة الصحافة الفرنسية]](/wp-content/uploads/2025/09/1-1758100670.webp?resize=770%2C513&quality=80)
رغم أن رسومات الجرافيتي شوهت الجدران المتهالكة للحمامات الحرارية الرئيسية في بايلي هيركولان الرومانية، إحدى أعرق مدن المنتجعات الصحية في أوروبا، فإن هناك بصيص أمل يلوح في الأفق.
فبعد سنوات طويلة من الإهمال، انبرى فريق من المهندسين المعماريين الشباب لإحياء هذا المنتجع الروماني الساحر الذي طالما اجتذب أباطرة أوروبا إلى مياهه العلاجية.
تروي المهندسة المعمارية أوانا تشيريلا، البالغة من العمر 31 عاما، قائلة "لقد قال أحدهم ذات يوم إنك إذا شربت من نبع هيركولان، فلن تتركه أبدا".
وتضيف شارحة شعورها عندما زارت البلدة الواقعة جنوب غرب رومانيا، وسط الجبال ويمر بها نهر متدفق: "اندهشت من جمال المكان، وفي الوقت نفسه، صُدمت بحالة الحمامات الحرارية التاريخية المتداعية".
تشيريلا زارت المدينة لأول مرة منذ 8 سنوات، حينما وصلت إليها صدفة. واليوم، يشكل مشروع الترميم الذي تقوده مع مجموعتها جزءا من سلسلة مبادرات أطلقها المجتمع المدني مؤخرا لإنقاذ المعالم التاريخية في رومانيا.
فما يقرب من 800 معلم تاريخي في البلاد يعاني من حالة تدهور متقدمة أو يتهدده خطر الانهيار الكامل، وبعضها يمثل بالفعل مخاطر جسيمة على السلامة العامة.
من بين هذه المعالم، حمامات نبتون الإمبراطورية التي شُيدت عام 1886، وكانت فيما مضى تستقبل الضيوف المميزين الراغبين في الاستجمام بعلاجات الكبريت الدافئة، ومن بينهم الإمبراطور النمساوي فرانز جوزيف وزوجته إليزابيث (سيسي)، والذي وصف المدينة بأنها "أجمل منتجع صحي في أوروبا".
أما اليوم فقد أغلقت الحمامات أبوابها، وصارت جدرانها الداخلية مشوهة بالكتابات، ويغطي الحطام أرضياتها، وتخترق مياه الأمطار سقفها المتداعي. وبرغم هذا التدهور، لا يزال السائحون يتوقفون للإعجاب بواجهتها الطويلة الصدئة وتصويرها، بل يحاول بعضهم استراق النظر إلى الداخل عبر النوافذ المحطمة.

حاليا، لا تستطيع تشيريلا وفريقها المتطوع سوى صيانة الهيكل الخارجي للحمامات، إذ يبقى الترميم الكامل رهينا بحل النزاعات القانونية المعقدة بين السلطات والملاك. وتوضح "هناك دائما خوف من وقوع انهيار مفاجئ".
وتضيف "معظم المعالم التاريخية تعاني التدهور المستمر بسبب القيود القانونية المفروضة عليها، والتي تحول دون استخدام الأموال العامة أو الأوروبية لترميمها".
وفي الوقت الراهن، يستطيع الزوار على إحدى ضفتي النهر الاستمتاع بالاستحمام في 3 أحواض مياه كبريتية، تسميها تشيريلا "أحواض الاستحمام الصغيرة"؛ وقد أعاد فريقها ترميم هذه الأحواض وبنى حجرات لتغيير الملابس وأجنحة خشبية ضمن العديد من المشاريع التي نفذوها في المدينة.
خلال السنوات الأخيرة، شهدت بايلي هيركولان، التي يسكنها 3800 نسمة، انتعاشا ملحوظا في السياحة، وفقا لمسؤولين محليين، إذ بلغ عدد زوارها نحو 160 ألفا في عام 2024 مقارنة بـ 90 ألفا في عام 2020، بحث الكثير منهم عن علاجات السبا إلى جانب فرص ممارسة رياضة المشي لمسافات طويلة وتسلق الجبال.
تقول الطبيبة أورا زيداريتا، البالغة من العمر 50 عاما، لوكالة فرانس برس: "لقد تغير المنتجع حقا"، معربة عن تفاؤلها بإمكانية استعادته لموقعه كـ "لؤلؤة أوروبا".
![مهندسون معماريون متطوعون شباب يعملون في موقع إعادة بناء ممشى الكونتيسة ونبع الكونتيسة في مدينة بايلي هيركولاني. [دانيال ميهايليسكو/وكالة الصحافة الفرنسية]](/wp-content/uploads/2025/09/2-1758100893.png?fit=770%2C502&quality=80)
![منظر جزئي لمبنى مطابخ نبتون الداخلية في بايلي هيركولان. [دانيال ميهايليسكو/وكالة الصحافة الفرنسية]](/wp-content/uploads/2025/09/4-1758100971.png?fit=770%2C521&quality=80)
![Architect Oana Chirila, 31, is pictured next to a reconstruction site of The Countess' Promenade and the Spring of Countess' in Baile Herculane. [Daniel Mihailescu/AFP]](/wp-content/uploads/2025/09/5-1758101336.png?fit=770%2C540&quality=80)
![قاعة المدخل الرئيسية لمبنى نبتون الاعلام. [دانيال ميهايليسكو/وكالة الصحافة الفرنسية]](/wp-content/uploads/2025/09/6-1758101417.png?fit=770%2C517&quality=80)


![قالت شيريلا إنها وجدت الأمل أيضًا في أولئك الذين، مثلها، آمنوا بالاستثمار في تراث البلاد. وأضافت: "انتهى الأمر بهيركولاني هكذا بسبب الفساد. لكننا نأمل أن يشفى بفضل أهل الخير". [دانيال ميهايليسكو/وكالة الصحافة الفرنسية]](/wp-content/uploads/2025/09/10-1758101721.png?fit=770%2C538&quality=80)