طفل كبير سيئ المزاج.. ماذا تعرف عن "طفرة النمو" في المراهقة؟
على غرار طفرات النمو التي تحدث العام الأول من عمر الرضيع، وتعاني فيها الأمهات ليالي من عدم النوم وأياما من البكاء المستمر، يشهد المراهق طفرة نمو تحدث تغيرات جسدية ونفسية تشكل تحديا كبيرا له ولأسرته.
فما سمات طفرة النمو في المراهقة؟ وكيف تؤثر على المراهق؟ وكيف يمكن التعامل معه في تلك المرحلة؟
اقرأ أيضا
list of 2 itemsنداء من صحفيين ومؤثرين لإنقاذ أطفال غزة من ويلات الحرب
ماذا تعني طفرة النمو لدى المراهق؟
هي فترة زمنية يمر فيها الجسم بتغيرات سريعة في الطول والوزن والبنية الجسدية. وهذه الطفرة تحدث عادة خلال فترة البلوغ، التي تبدأ أواخر الطفولة وتستمر حتى بداية سن البلوغ، وتختلف من شخص لآخر، بناء على عوامل مثل النوع والوراثة والبيئة.
وتتميز تلك المرحلة بزيادة مفاجئة في طول المراهق وشهيته، كما تشهد تغيرات سريعة بالجسم، وقد ينمو الطول بسرعة لبضعة أشهر ثم يتباطأ خلال الأشهر القليلة التالية. وقد تستمر هذه الطفرة لعدة سنوات. ولا تتعلق طفرة النمو بالتغيرات الجسدية فحسب، بل ترتبط أيضا بالتغيرات الهرمونية الناجمة عن البلوغ.
في أي سن يبدأ النمو السريع لدى المراهقين؟
قد يختلف حدوث طفرة النمو في مرحلة المراهقة من طفل إلى آخر، فبعضهم يمرون بها في وقت مبكر، بينما قد يمر بها آخرون في مرحلة متأخرة.
ومع ذلك، في المتوسط، تحدث طفرة النمو الكبرى أثناء البلوغ. وبحسب "كيدز هيلث" تبدأ طفرة النمو لدى الإناث عادة بين سن 8 و13 سنة. وتصل ذروتها في سن 11-12 سنة.
أما بالنسبة للذكور، تبدأ طفرة النمو في سن متأخر قليلا، بين سن 10 و14 سنة. وتصل ذروتها في سن 13 إلى 14 سنة تقريبا.
وفي حين أن هذه الطفرة من النمو السريع تنتهي عند أغلب الفتيات عند سن 15 عاما، فقد تستمر حتى سن 16 أو 17 عاما عند الأولاد.
السمات الرئيسية لطفرة النمو لدى المراهقين
هناك عدد من السمات المميزة لطفرة النمو وفق مركز البحوث الأكاديمية والتدريب في علم الأنثروبولوجيا، منها:
زيادة الطول: يمكن أن ينمو المراهقون بسرعة ملحوظة خلال فترة قصيرة، وقد تصل الزيادة في الطول إلى عدة سنتيمترات في السنة. ويبدأ نمو المراهق من الأطراف من اليدين والقدمين أولا، حتى سيصبح تغيير مقاس الحذاء بصورة متكررة مؤشرا على طفرة النمو.
تغيرات في الوزن والعضلات: يزداد وزن المراهق نتيجة زيادة كتلة العضلات والعظام، بالإضافة إلى التغيرات في توزيع الدهون في الجسم. وتتركز الدهون في الذكور عند البطن، وفي البنات حول الخصر وفي الفخذين. ويكون ضيق الملابس مؤشرا على ذلك.
التغيرات الهرمونية: ترتبط هذه الطفرة بالتغيرات الهرمونية التي تحدث خلال البلوغ، مثل زيادة إنتاج هرمونات النمو والتستوستيرون لدى الذكور، والإستروجين لدى الإناث.
التغيرات في الشكل الجسدي: يظهر بعض المراهقين تغييرات واضحة في ملامح الوجه والبنية الجسدية، مثل اتساع الكتفين لدى الذكور وتوسع الحوض لدى الإناث.
كيف تؤثر على المراهق؟
يمكن أن تؤثر طفرة النمو السريع على المراهق بطرق مختلفة، وفق "مام جانكشين" منها:
آلام النمو: قد يعاني المراهق من آلام في الأطراف السفلية بسبب النمو السريع للعظام أثناء طفرة النمو. وتعاني البنات من آلام في محيط القفص الصدري.
قلة النوم: بسبب التغيرات الهرمونية، قد يتغير نمط النوم لدى المراهق. وبشكل عام، ينام بعض المراهقين أكثر. لكن قد يؤثر قضاء ساعات على وسائل التواصل واستخدام الهاتف والشاشات على جودة النوم وطبيعته غير المنتظمة لدى المراهق.
تقلبات المزاج المتكررة: هي تغيرات عاطفية قد تحدث بسبب التوتر والقلق. ومن الأسباب الشائعة للتوتر والقلق لدى المراهق التغيرات الهرمونية، والحرمان من النوم، وضغوط الأقران، والصراع من أجل الحرية والسيطرة.
التركيز على المظهر: يمكن للمراهقين أن يصبحوا أكثر وعيا بمظهرهم وصورتهم الجسدية. وبرغم أنه جيد، فقط يتحول إلى هوس بسبب ضغط الأقران، وقد يؤدي إلى مشاكل نفسية وانخفاض احترام الذات إذا لم يتمكن المراهق من الحصول على الموافقة والقبول بين أقرانه بسبب مظهره. ويصحب ذلك خطر متزايد للإصابة باضطرابات الأكل، مثل فقدان الشهية العصبي، أو الشره المرضي، وخاصة عند الفتيات.
التغيرات الاجتماعية: قد يمر المراهق بتغيرات اجتماعية أثناء فترة البلوغ، حيث يشعر بالقلق بشأن هويته واستقلاله ومسؤوليته. ويكون ذلك دافعا للانخراط في تجارب جديدة.
التغيرات المعرفية: يخضع دماغ المراهق للكثير من النمو والتطور في سنوات المراهقة. وتسمح هذه التغييرات بتطوير المهارات النقدية مثل التفكير المجرد والنقد.
نصائح لمساعدة ابنك المراهق
هناك بعض الطرق التي يمكن من خلالها دعم المراهق خلال مرحلة طفرة النمو، حتى يمر منها بسلام، منها:
التواصل بشكل منتظم: على الوالدين التواصل الدائم والمستمر مع المراهق وفتح أحاديث للنقاش معه. وقد يتردد المراهق في التحدث لكن الجهود المستمرة ستؤتي ثمارها.
القدوة: على الوالدين أن يكونوا قدوة لابنهم في تلك المرحلة الصعبة، سواء من خلال العادات الصحية الجيدة أو التصرفات والسلوك. ويقلد الطفل والديه حتى في تلك المرحلة وإن لم يعترف بذلك.
عدم الحكم عليه: تجنب إصدار أي أحكام على الطفل. وقد يكون الأمر صعبا أحيانا مع إصراره على ارتكاب أشياء خاطئة ومكررة، لكن الحكم عليه لن يأتي بنتيجة. والتحدث معه طوال الوقت هو مفتاح التغيير حتى ولو جاء متأخرا.
ممارسة الرياضة معه: من المهم في تلك المرحلة العمرية ممارسة الرياضة مع الطفل، لأنها تخفف من آلام النمو والتغيرات التي تحدث وتساعده على تعزيز ثقته في نفسه.
ممارسة هوايات مشتركة: يحاول الطفل في تلك المرحلة الابتعاد عن كل ماله علاقة بالوالدين للشعور بالاستقلال. من الجيد أن يحاول الوالدان اكتشاف هوايات طفله في تلك المرحلة وممارستها معه كنوع من التشارك والقرب مثل ركوب دراجة سويا أو القراءة، يعزز ذلك من ثقة الطفل في والديه.
تقديم طعام صحي: التغذية الجيدة أساس لجسم وعقل سليمين. من المهم تقدم وجبات متوازنة وصحية للمراهق، مثل الفواكه والخضراوات والأطعمة الصحية. ويساعد مشاركته تناول الطعام الصحي في تطوير عادات الأكل الصحية.