أبرز العمليات العسكرية الإسرائيلية على الضفة الغربية منذ الانتفاضة الثانية

من اقتحام جيش الاحتلال لمنزل احد المطاردين في طوباس يوم امس- الصورة نشرها جيش الاحتلال ونقلتها مواقع التواصل الفلسطينية
جيش الاحتلال خلال اقتحامه منزل أحد المطاردين في طوباس أغسطس/آب 2024 (مواقع التواصل الاجتماعي)

شهدت مدن الضفة الغربية منذ بداية الألفية عددا من العمليات العسكرية الإسرائيلية التي تضمنت اقتحامات وحصارات استهدفت تدمير المنطقة وبنيتها التحتية بالكامل، وأسر عدد من الفلسطينيين، وأوقعت مئات الشهداء.

وفيما يلي أبرز العمليات التي شنتها قوات الاحتلال الإسرائيلي على الضفة الغربية بعد الانتفاضة الثانية عام 2000:

السور الواقي

شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي عملية عسكرية على الضفة الغربية يوم 29 مارس/آذار 2002، بموافقة رئيس الحكومة الإسرائيلية آنذاك "أرييل شارون"، وجاءت ردا على عملية تفجير انتحاري استهدفت فندقا في مدينة نتانيا (بالمنطقة الوسطى) ليلة عيد الفصح اليهودي، تسببت بمقتل 30 إسرائيليا وجرح 160.

وفي الثاني من أبريل/نيسان حاصرت قوات الاحتلال مخيم جنين ومدن الضفة الغربية، ثم اجتاحتها ونشرت فيها طائرات إف-16 وطائرات الكوبرا والأباتشي وناقلات جند وقناصة، ووحدات خاصة مثل غولاني واليمام وغفعاتي.

تصدت المقاومة الفلسطينية لاقتحام المخيم، وقتلت جنديا إسرائيليا وجرحت 3 آخرين، واستطاعت إعطاب دبابتين وجرافة، واستولت على 3 بنادق من نوع إم-16، بعدما فاجأت مجموعة من القوات الخاصة الإسرائيلية أثناء محاولتها التوغل، فأجبرتها على التراجع بعيدا عن محيط المخيم.

وعقب يومين من محاولات الاقتحام الفاشلة، قاد رئيس هيئة الأركان الإسرائيلي الجنرال شاؤول موفاز عملية جديدة استهدفت تدمير مخيم جنين، وأدت لاستشهاد 60 فلسطينيا وجرح أكثر من 243، وأعلنت إسرائيل من جهتها مقتل 24 جنديا.

وفي جنوب غرب نابلس، اقتحمت أكثر من 30 دبابة إسرائيلية بلدة سلفيت، مع إطلاق نار كثيف، وقصفت مواقع تابعة لأجهزة الأمن الفلسطينية، وفرضت قوات الاحتلال حظر تجول في البلدة، وبدأت اعتقال وتفتيش بيوت الفلسطينيين.

وفي طولكرم، اقتحم الاحتلال مدرسة جمال عبد الناصر ودمر سورها، وحوّل صفوفها إلى منصات للقناصة، وساحتها موقعا للدبابات، كما اقتحم الجيش الحارة الشرقية من طولكرم وحولها إلى ثكنات عسكرية، واحتل المباني الحكومية في المدينة، وفرض حظر تجول على السكان.

وفي بيت لحم حاصر الاحتلال كنيسة المهد، وسيطر على المدينة وأعلنها منطقة عسكرية مغلقة، واقتحم مقر البلدية بعد تفجيره بوابته، علما أن المقر كان يحوي مكاتب محطة تلفزيونية محلية ومركز اتصالات خاصا بالبلدية.

وقصفت قوات الاحتلال عددا من الكنائس والمساجد، منها مسجد عمر بن الخطاب، وأضرمت فيه النيران، كما منعت سيارات الإسعاف من الوصول إلى المصابين المحاصرين في كافة أرجاء المدينة.

وحاصر الاحتلال مدينة رام الله، واقتحم مخيم الجلزون شمالا واعتقل عشرات الفلسطينيين، واستهدف قافلة تابعة للأمم المتحدة كانت تحمل مؤنا وإمدادات طبية إلى مستشفى المدينة، ما أسفر عن استشهاد نحو 28 شهيدا، دُفنوا في قبر جماعي قرب المشفى، بعد أن منع الاحتلال تشييعهم ودفنهم.

وأُعلنت رام الله منطقة منكوبة بعد أن قطع الاحتلال الكهرباء والماء عنها، وتسبب بنقص في المواد التموينية وإعاقة تقديم الخدمات الطبية بسبب اعتقاله طواقم الإسعاف وحصاره المدينة.

وبعد إعلان الاحتلال رفع حظر جزئي عن المدينة، أرسلت الأمم المتحدة مواد تموينية وأدوية ومعدات طبية ونابيب أكسجين إلى مستشفى رام الله.

وانتهت عملية السور الواقي يوم 10 مايو/أيار، وفيها صادر الاحتلال نحو 5 آلاف سلاح، ودمّر 23 معملا لتصنيع المتفجرات، و430 عبوة متفجرة، وعددا من صواريخ القسام ومنصات لإطلاقها.

الضغط الخانق

شن جيش الاحتلال الإسرائيلي يوم 23 يونيو/حزيران 2002 عملية أطلق عليها اسم "الضغط الخانق"، استهدفت مدينة نابلس والمخيمات والقرى الفلسطينية المحيطة بها، كان من أبرزها مخيم بلاطة وبيت فوريك، وانسحب يوم 19 أغسطس/آب من العام نفسه.

وأثناء العملية اغتال الاحتلال 6 أعضاء من كتائب شهداء الأقصى الجناح العسكري لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح)، وعضوا من حركة الجهاد الإسلامي، ونفّذ سلسلة اقتحامات بشكل شبه يومي، تضمنت استهداف مناطق سكنية، وتفتيشا لمنازل الفلسطينيين.

وفي يوليو/تموز 2006 فرضت قوات الاحتلال حصارا على مبنى المحافظة ومجمع السلطة وبعض مباني الأمن والسجن المركزي في نابلس، وأرسلت نحو 50 مدرعة.

ووقعت مواجهات مسلحة بين القوات الإسرائيلية والمقاومين الفلسطينيين، أسفرت عن استشهاد 7 فلسطينيين وإصابة 67، منهم 27 طفلا، ودمر الاحتلال نحو 6 مبانٍ تابعة للسلطة الفلسطينية، ثم أعلن انسحابه بعد حصار دام 3 أيام.

"كاسر الأمواج" عام 2022

يوم 31 مارس/آذار 2022 بدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانا على الضفة الغربية وامتداد جدار الفصل العنصري، وأطلق عليه اسم "كاسر الأمواج"، بهدف الحد من عمليات المقاومة التي ينفذها الفلسطينيون.

تركّزت العملية على مدينتي جنين ونابلس، وأدت لاستشهاد أكثر من مئة فلسطيني، وخلال الاقتحام استخدمت قوات الاحتلال الطائرات المسيرة، في خطوة لم تعهدها مدن الضفة منذ عملية السور الواقي.

وحشد جيش الاحتلال في هذه العملية حوالي 25 كتيبة من القوات البرية، إضافة لقوات الوحدات الخاصة لمهمات الاعتقال والتصدي لعمليات المقاومة.

وبلغ عدد القوات التي حشدها الجيش الإسرائيلي نحو 5 آلاف جندي، و8 آلاف من أفراد الشرطة، واستعان بوحدة 8200، وسلاح الجو للرصد والمراقبة.

ولم تعلن القوات الإسرائيلية عن انتهاء العملية رسميا، فبقيت المنطقة في حالة تصعيد، وخلالها ارتفعت وتيرة الاعتداءات والاعتقالات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين.

ردت المقاومة بسلسلة عمليات شنتها في الضفة الغربية، كان من أبرزها عملية إطلاق نار يوم 7 أبريل/نيسان 2022 بشارع "ديزنكوف" في تل أبيب، نتج عنها مقتل 3 إسرائيليين وإصابة 14 آخرين، وبعد مطاردة استمرت نحو 9 ساعات أعلنت الإذاعة الإسرائيلية قتل منفذ العملية.

المخيمات الصيفية

عملية عسكرية شنتها قوات الاحتلال الإسرائيلي فجر يوم الأربعاء 28 أغسطس/آب 2024، شملت حصارا وهجوما على مدن جنين وطولكرم وطوباس وبلدات شمالي الضفة الغربية المحتلة، بهدف استهداف المقاومين فيها، ووصفتها إسرائيل بأنها الأوسع منذ عملية "السور الواقي" عام 2002.

وشارك في العملية لواء كفير (لواء للمشاة)، و4 كتائب تابعة لحرس الحدود ووحدات من المستعربين وقوات النخبة، ووحدات من الهندسة العسكرية، بتنسيق مع جهاز الأمن العام (الشاباك) ودعم من سلاح الجو الإسرائيلي الذي دفع بمروحيات عسكرية ومقاتلات ومسيرات لتوفير غطاء للقوات البرية.

وفي جنين قطعت قوات الاحتلال الطرق المؤدية لمستشفى ابن سينا، ووضعت سواتر ترابية حوله لتغلقه بشكل كامل، كما حاصرت مستشفى خليل سليمان، وأخلت مستشفى جنين الحكومي بعد تدقيق هويات الموجودين فيه، وشرعت آليات الاحتلال في تدمير البنية التحتية لمخيم جنين، واستكملت اقتحامها.

وفي القدس اقتحم الاحتلال مخيم شعفاط من عدة محاور مستعينا بـ150 جنديا، وأغلق مداخله.

أما في طولكرم، فقد دمرت قوات الاحتلال خط المياه الرئيسي لمخيم نور شمس، وفرضت حصارا على المخيم، ودخلت في اشتباكات مع كتيبة طولكرم.

وردا على هذه العملية أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الفلسطينية (حماس) وسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، وكتائب شهداء الأقصى، عملية مشتركة سمتها "رعب المخيمات"، تضمنت عمليات إطلاق نار واشتباكات واستهداف آليات عسكرية.

وأعلن الهلال الأحمر الفلسطيني عن ارتقاء 11 شهيدا خلال الساعات الأولى للعملية، غالبيتهم مقاومون في الفصائل الفلسطينية استهدفوا بالطائرات المسيرة، ومن أبرزهم محمد جابر أبو شجاع قائد كتيبة طولكرم الذي اغتاله الاحتلال بعد محاصرة مبنى كان بداخله وسط تبادل إطلاق للنار.

وقالت حركة الجهاد الإسلامي، في بيان لها، إن "العملية تأتي في سياق مخططات العدو لفرض السيطرة على مدينة القدس والمسجد الأقصى المبارك".

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية

إعلان